أعرب محافظ جنوبسيناء، خالد فودة، عن استعداد محافظة جنوبسيناء لدراسة إقامة معارض للأسمدة بالمحافظة ومصانع الأسمدة بالمناطق الصناعية بالمحافظة. وأكد فودة، في كلمته خلال فعاليات الدورة ال 27 للملتقي الاقتصادي الدولي السنوي للاتحاد العربي للأسمدة اليوم الثلاثاء، أن المحافظة شهدت في السنوات القليلة الماضية تنمية زراعية متكاملة ومستدامة من خلال استزراع مساحة 33 ألف فدان باستخدام وسائل الري الحديث المتطور والذي يراعي التوازن الكامل في كميات المياه الجوفية مع مخزون المياه ونوعية المحاصيل الحقلية والأنواع المنزرعة. وأشار فودة، إلي أن هذا التوجه يأتي في إطار استراتيجية النهضة الزراعية التي يتبناها رئيس الجمهورية والتي تستهدف استصلاح وزيادة الرقعة الزراعية في مصر بمقدار 4 ملايين فدان علي عدة مراحل ومن خلال مشروعات التوسع الأفقي وأهمها زراعة 500 ألف فدان في سيناء ومشروع توشكي الجديد ومشروعات الدلتا الجديدة، وغيرها الكثير من المشروعات علي أرض مصر. وأوضح أن تلك المشروعات الزراعية الهائلة عززت صناعة الأسمدة في مصر باعتبارها الشريك الأساسي لقطاع الزراعة والذي يستهدف تحقيق الأمن الغذائي باعتباره أحد أهم دعائم ومكونات الأمن القومي المصري إضافة إلي تحقيق الهدفين الأول والثاني من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في مجالي مكافحة الجوع وتوفير الأمن الغذائية. وأعرب فودة عن استعداد محافظة جنوبسيناء لدراسة إقامة معارض للأسمدة بالمحافظة ومصانع الأسمدة بالمناطق الصناعية بالمحافظة. من جانبه أكد المهندس عادل كريم رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة، أن صناعة الأسمدة تمثل رافداً أساسياً للتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي العالمي وسد فجوة الغذاء، مشيراً إلي أن هذا الملتقي يعد فرصة جيدة لتبادل الأفكار والتعرف علي أفضل الممارسات المتبعة في صناعة الأسمدة وتحقيق التنمية المستدامة للزراعة والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية. ولفت كريم إلي أن الاتحاد علي مدي مسيرته يسعي إلي تطوير آلياته وبرامجه بما يتوافق مع تحديات القطاع واحتياجاته وهو ما ينعكس في خطة الاتحاد السنوية حيث وضع الاتحاد خطة عمل طموحة لعام 2021 تتضمن إقامة 25 فعالية مختلفة بأهداف وموضوعات تتواكب مع متطلبات صناعة الأسمدة ومستجداتها، مشيراً إلي أن الاتحاد بذل خلال العام الماضي جهوداً كبيرة لتحسين إنتاجية الأراضي، وتزويد المزارعين بالأسمدة المناسبة كما تتركز الجهود حالياً علي التوجه نحو التسميد المتوازن والتسميد بالري للمحاصيل. وبدوره أوضح المهندس رائد الصعوب، الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة، أن الدول العربية تنتج ثلث مغذيات وأسمدة العالم من نيتروجين وفوسفات وبوتاسيوم كما يبلغ حجم التجارة العالمية من الأسمدة نحو 100 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلي أن صناعة الأسمدة لم تتأثر تأثراً بالغاً بأزمة كوفيد-19 مثل باقي الصناعات نظراً لارتباطها بغذاء الإنسان فضلاً عن نجاح أغلب شركات صناعة الأسمدة في تحويل هذه المحنة إلي منحة من خلال التوسع في مشروعاتها وزيادة إنتاجيتها. وأضاف الصعوب أن الاتحاد العربي للأسمدة يضم تحت مظلته نحو 42 شركة من مختلف الدول العربية منها 18 شركة مصرية، حيث تتميز مصر بأنها تزخر بالعناصر الأساسية الثلاثة المستخدمة في صناعة الأسمدة، لافتاً إلي أن الاتحاد قد انتهي من برنامج توعوي للمزارعين مدته 5 سنوات كما سيبدأ برنامج أخر مدته 5 سنوات في مجال التحول الرقمي والتكنولوجيات الحديثة لتوعية المزارعين وخاصة المزارع المصري باعتباره يمثل ثلث إجمالي المزارعين بالمنطقة العربية فضلاً عن كونه أفضل وأقدم مزارع في تاريخ الدول العربية. من جهته قال إبراهيم الدخيري، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، إن المنتدي يمثل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والرؤي لتنمية قطاع الأسمدة ومغذيات النباتات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالدول العربية، مشيراً إلي أن دول المنطقة العربية تواجه تحديات الأمن الغذائي وارتفاع معدلات النمو السكاني وقلة الأراضي الزراعية والمياه والاعتماد علي الأسواق الخارجية لتوفير الغذاء وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات. وأشار إلي اهمية تعزيز التعاون لتحقيق الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج والإنتاجية عن طريق استخدام المخصبات والمغذيات النباتية، لافتاً إلي أهمية تضافر جهود الحكومات العربية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتغطية الزيادة في الطلب علي الغذاء بالعالم العربي. وأضاف الدخيري أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تؤمن بأهمية معالجة أزمة الغذاء العالمية من منطلق مبدأ حق الغذاء للجميع من خلال سياسات شاملة تعمل علي تهيئة بيئة عالمية ووطنية تمكن كل أفراد المجتمع من الحصول علي الغذاء بصورة دائمة وتصون الأمن الغذائي في المستقبل وذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص. وأكد الدكتور شريف الجبلي، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة ممثل شركات الأسمدة المصرية، أن دور الأسمدة والمغذيات يتعاظم في المستقبل نظراً للاحتياج المتصاعد للمحاصيل الزراعية والغذاء في ظل محدودية الأراضي الزراعية والموارد المائية وتصاعد الزيادة السكانية حول العالم، مشيراً إلي أن الاتحاد العربي للأسمدة يسعي للنهوض بصناعة الأسمدة العربية بما يسهم في الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة اعتماداً علي أحدث الأساليب المتبعة في هذه الصناعة بهدف الحفاظ علي سلامة البيئة وسلامة الإنسان ومواكبة التطورات العالمية في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد. ولفت الجبلي إلي ضرورة تبني أساليب زراعية جديدة كما يحدث الأن في مصر في الدلتا الجديدة وتغيير نظام الري إلي الري بالتنقيط الأمر الذي يفرض علي شركات تصنيع الأسمدة التوجه إلي الأسمدة التخصصية في هذه المرحلة بما يسهم في النهوض بصناعة الأسمدة لتوفير الغذاء كماً ونوعاً ويحافظ علي الأمن الغذائي الإقليمي والدولي، مشيراً إلي أن انعقاد هذا الملتقي في ظل التحديات الراهنة وفي حضور ممثلي كبريات الشركات والمؤسسات الدولية المعنية بصناعة الأسمدة يعد دليلاً واضحاً علي مكانة صناعة الأسمدة العربية.