اتصالات هاتفية ورسائل عاجلة تتدفق بين أعضاء التنظيم الإخواني المصري في مدينة إسطنبول وتُعلن أن إخوانيًا تُوفي داخل أحد المستشفيات التركية، والمطلوب البحث عن متبرعين يساهمون في تكاليف العلاج التي طلبتها إدارة المستشفي قبل تسليم الجثمان.. واشتعلت الاتهامات مجددًا بين الهاربين وخرج أحدهم وأعلن أن قيادات في جماعته الإرهابية أعدت خطة محكمة لاغتيال "عمرو كمال" لأنه من الانقلابيين الذين يطالبون بالتخلص من رموز الجماعة وقياداتها التاريخية. استقبلت هواتف الإرهابيين الهاربين في إسطنبول نبأ وفاة الإخواني المصري عمرو كمال عبد الغفار، قبل أن ينتهي يوم الإثنين الثاني والعشرين من مارس 2021، وقال أصحاب الرسائل: إن إدارة المستشفي طلبت سداد جميع نفقات العلاج قبل تسليم الجثمان، ولا يوجد من يتحمل هذه التكاليف وناشدت الرسائل "الإخوان" التوجه إلي المستشفي لاستلام المُتوفي، وكتب الإرهابي الهارب إسلام مصطفي سماحة رسائل اتهام موجهة إلي قيادات التنظيم الإخواني، وقال: "وماذا يفعل الفتَي الحييُّ إذا تكالبت عليه المعيشة والديون وسط إخوة متشاكسين؟!!.. يُصاب بالجلطات ويموت في صمت وهم لا يدركون"، وقال في رسالة أخري: "أخي وحبيبي وصديق المنفي عمرو كمال، تكالبت عليه الحياة فلم يستطع الصمود وأصيب بجلطات في المخ والقلب مات علي أثرها منذ قليل". وفي تعليقه علي الرسائل الغاضبة، قال إخواني آخر: "إذا تكلمنا في وجوبية مساندة الإخوة للناس المحتاجة مساعدة ومساندة يطلع واحد قاعد مأنتخ في بيته ومستقر في عمله يقولك متنتظرش ومش ده دورهم.. وهي لله وهم فيهم اللي فيهم.. طيب اذا مكانش التنظيم يحتوي أعضاءه في تلك المحنة ويحاول يساعدهم في حل مشاكلهم اللي وقعوا فيها بسبب انتمائهم وبسبب قرارات القيادة.. دا يبقي تنظيم بجد ولا خيال مآتة.. وكان الله في عون من ينتظر نفس المآل من إخواننا الذين ليس لهم ظهر ولا واسطة ومعارف داخل القيادة". وفي محاولة لتبرئة ساحة قيادات التنظيم الإخواني المصري في تركيا، قال قيادي هارب: إن جميع الإجراءات المالية والإدارية لاستلام جثمان عمرو كمال من المستشفي ونقله إلي المدافن تولاها القيادي (ب. ر)، وأضاف: "يا ريت حد يبعت المنشور ده إلي الكذاب مذيع قناة الشرق الذي ادعي زورًا وكذبًا علي صفحته أن الإخوان عندهم خيار وفاقوس في المعاملة بين الأفراد وأنهم يتخلون عن الناس في الغربة"، وأطلق القيادي الإخواني طلقات اتهام موجهة إلي مذيع قناة الشرق، وكشف أنه أرسل إلي "الإخوان" رسالة قال فيها: "طيب روحوا ادفعوا للاخ عمرو كمال 24 ألف ليرة في المستشفي وخرجوه عشان يتدفن.. .بدل ماانتوا سايبينه كده.. .حرام عليكم". وتدخلت عناصر إخوانية للدفاع عن مذيع قناة الشرق، وقال أحدهم: "الإقرار بأن أحد الإخوان سدد للمستشفي نفقات العلاج وتكفل بإجراءات الدفن يؤكد أنهم تركوا عمرو كمال منبوذًا فقيرًا بلا عمل ولا يملك الأموال اللازمة لعلاجه فمات مدينًا داخل المستشفي". بدأت مأساة الإخواني عمرو كمال مع جماعته، من اللحظات الأولي في رحلة الهروب من مصر حيث وصل إلي دولة عربية شقيقة، وكانت صدمته كبيرة في قيادات التنظيم وأهل الثقة المقربين منهم الذين يعيشون في رغد ورفاهية ويتركون الشباب (أولاد البطة السوداء) يتكدسون في مساكن الإيواء ويواجهون أحوالًا معيشية متقلبة بين القهر والفقر.. ومن يعترض ينطرد وعليه أن يبحث عن مأوي ولقيمات يسد بها جوعه. التحق عمرو كمال بصفوف المتمردين علي قواعد السمع والطاعة وأصبح من المغضوب عليهم الضالين المتهمين بالتخطيط لتنفيذ انقلاب داخل صفوف التنظيم الإخواني، فتلقي تهديدات بالترحيل إلي مصر، ومن هنا بدأ البحث عن ملاذ آمن في تركيا، وكان يتعلق بأوهام الاستقرار والحياة السعيدة في دولة الخلافة.. لكنه وجد المزيد والمزيد من القهر والإفقار فلم يتحمل حصار الديون والهموم والأزمات المتلاحقة فسقط مغشيًا عليه مصابًا بجلطات في المخ والقلب، قبل يومين من وفاته، وتم نقله إلي العناية المركزة في أحد المستشفيات بمدينة إسطنبول. لفظ الإخواني عمرو كمال أنفاسه الأخيرة يوم الإثنين 22 مار س، ولم تعلن إدارة المستشفي وفاته، وأجرت اتصالاً هاتفيا بطبيب إخواني كان يتابع الحالة، وطلبوا منه أن يأتي عاجلًا للمستشفي وأبلغوه بضرورة سداد تكلفة تركيب الدعامات والعناية المركزة بمبلغ 28 ألف ليرة، وعندما تأخر الطبيب الإخواني في الوصول إلي المستشفي، بدأ المقربون من المتوفي اتصالات أخري لإنهاء إجراءات استلام الجثمان، وتبين من الاتصالات أن عددًا من قيادات "الإخوان" ليس لديهم أي فكرة عن الحالة، وكانوا يظنون للوهلة الأولي أن المتصلين يتحدثون عن إخواني آخر اسمه "عمرو" أيضا، وهذا ما أثار حفيظة عدد من الهاربين وقالوا: إن عدم معرفة قيادات الجماعة بأحوال الهاربين معهم يعني أن الشباب من غير أهل الثقة والمقربين خارج دائرة الاهتمام. وبعد تصاعد حالة الغليان بين صفوف الهاربين وتكرار الاتصالات الغاضبة، توجه اثنان من أعضاء الجماعة إلي الطبيب الإخواني الذي كان يتعامل مع إدارة المستشفي وطلبوا منه أن يأتي معهم لتسهيل التعامل مع المستشفي في حل المشكلة، وفي الطريق قال الطبيب: "أنا متأكد أنه توفي وهم عايزينا ندفع 28 ألف ليرة.. .وظروف زوجته صعبة ومفيش فلوس"، وانهمرت الاتصالات الناقمة علي قيادات "الإخوان" بمدينة إسطنبول. وبعد معارك كلامية بين الهاربين وعدد من القيادات الإخوانية، تلقي القيادي (ب. ر) تكليفًا بسداد جميع النفقات التي يطلبها المستشفي، فأرسل من يتولي الإجراءات، وطلب من بعض العناصر الإخوانية التجمع أمام المستشفي في التاسعة من صباح الثلاثاء 23 مارس، كما طلب صورة مستند إقامة المتوفي وتليفون زوجته لاستكمال إجراءات استلام الجثمان وإجراءات الدفن. قبل أن تنتهي أزمة سداد نفقات علاج عمرو كمال، تم إعلان نبأ وفاة اثنين من قيادات التنظيم الإخواني المصري الهاربين في إسطنبول، الأول الدكتور سري عطا البيلي، العضو السابق في مجلس شوري الجماعة، والثاني عيد حسن، مدير المكتب التنفيذي السابق بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وقررت الجماعة دفن الإثنين في وقت واحد، وتمت التوصية لهما بجنازة تليق بالقيادات، وبالتالي تختلف عن جنازة المتوفي المغضوب عليه "عمرو كمال". وقبل الحادية عشرة من صباح الأربعاء الرابع والعشرين من مارس، تجمع عدد من قيادات التنظيم الإخواني ليتصدروا جنازة "البيلي وعيد حسن" رغم الثلوج التي كانت تنهمر فوق مدينة إسطنبول في ذلك اليوم، وأطلق القيادي الإخواني الهارب صديق عبد المطلب، بثًا مرئيًا مباشرًا عبر "الفيس بوك" ليعلن عن بدء التحرك في الجنازة، لكن كان سوء الأحوال الجوية سببًا في غياب الكثيرين، وتم الدفن بصعوبة بالغة بسبب الثلوج الكثيفة التي أغرقت المقابر. وتكررت منشورات رثاء "سري البيلي وعيد حسن" في العديد من صفحات "الفيس بوك"، ولم يذكر العدد الأكبر من أصحاب المنشورات اسم "عمرو كمال" الذي كان ينتمي لطبقة أبناء "البطة السوداء" في الجماعة الإرهابية فانتهت حياته مصابًا بجلطات إخوانية في العقل والقلب. رسائل وكلمات * الإرهابي عبد الآخر حماد "زعلان قوي" لأني تحدثت عنه في مقال سابق ووصفته بأنه "مفتي تنظيم القتل وسفك الدماء".. طيب يا ريت يراجع الفيديوهات التي توثق حديثه بصفة مفتي "الجماعة الإسلامية"، وهو يعلم جيدًا تاريخ الجماعة في القتل وسفك الدماء خاصة في محافظة أسيوط، كما يعلم أن جماعته تم إدراجها بحكم قضائي في قائمة الكيانات الإرهابية.. ويا ريت كمان يراجع عدد السنوات التي قضاها في السجون علي ذمة قضايا إرهابية؟!! * مستشفي خاص بمدينة الجيزة يستقبل حالات عناية مركزة وحالات كورونا ولا يوجد به سيارة إسعاف ولا ثلاجة للموتي، وتتكرر شكاوي أهالي المرضي من الإهمال وارتفاع فواتير العلاج.. فهل تقوم إدارة العلاج الحر بزيارة للمستشفي للتحقق من التزامها بقوانين الإنسانية قبل القوانين المُلزمة برعاية المرضي؟! * محافظ أسيوط اللواء عصام سعد، أعلن في تصريحات صحفية، مساء الجمعة، رفع حالة الطوارئ بمستشفيات أسيوط والتنسيق مع المستشفي الجامعي بأسيوط ومستشفي المبرة لتكون علي أهبة الاستعداد تحسبًا لاستقبال مصابي حادث قطاري سوهاج.. فهل تم إبلاغ المحافظ خلال التنسيق المشار إليه في التصريحات أن مستشفي المبرة من مستشفيات العزل ويستقبل حالات كورونا من مدخل واحد يختلط فيه الحابل بالنابل؟! * صندوق تطوير العشوائيات وضع شروطا تمنع تسليم مسكن بديل لصاحب الوحدة السكنية القديمة إذا كان غير مقيم فيه إقامة مستقرة قبل الإزالة أو خرج منها قبل أسابيع من الإزالة.. وهذا يعني أن مالك العقار لا يحصل إلا علي شقة واحدة إذا كان يمتلك أكثر من شقة في عقار واحد، ويعني أن أصحاب الوحدات السكنية التي كانت مغلقة قبل الإزالة لا يحصلون علي وحدات بديلة.. وهذه المشكلة متكررة في المناطق الخاضعة لمشروع تطوير العشوائيات.. فهل يُعيد أصحاب القرار النظر في هذه الشروط التي تنتهك حقًا من حقوق المواطن الدستورية؟!