قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والقوانين في دول أوروبا وقت إصدار الفتاوي، مؤكدا عراقة دار الإفتاء التاريخية باعتبارها المؤسسة الأهم في مجال الفتاوي ومعالجتها، وكونها أول مؤسسة دينية تغزو الفضاء الإلكتروني لنشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف. واستعرض مفتي الجمهورية - خلال استقباله اليوم السفير لويس دوما سفير كندا بالقاهرة، لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين دار الإفتاء وكندا، وذلك عقب تولي السفير الكندي مهام منصبه الجديد في مصر - مجهودات الدار في مواجهة التطرف والإرهاب ودورها في توضيح صحيح الإسلام ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تروج لها الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها. وأكد مفتي الجمهورية - خلال اللقاء - علي دور مرصد الفتاوي التكفيرية الذي أنشأته الدار في عام 2014 لرصد الفتاوي الشاذة والمتطرفة، والرد عليها بأسلوب علمي وشرعي، حيث يعمل علي مدار الساعة وقد أصدر أكثر من 500 تقرير بلغات مختلفة. كما استعرض المفتي منظومة العمل داخل الدار التي تشمل إدارات مختلفة، مثل إدارة الفتوي الشفوية والهاتفية والإلكترونية، إلي جانب الرد علي الفتاوي من خلال خدمة البث المباشر، كما أشار إلي جهود المركز الإعلامي وعدد المراصد المختلفة التابعة له. وأوضح مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية تستقبل يوميًّا ما يتراوح بين 3500 و4000 فتوي، فضلًا عن استقبال الدار فتاوي من الخارج يتم الإجابة عليها باثنتي عشرة لغة، آخرها الإسبانية، وقال: "إن الدار ترجمت 1000 فتوي وردت إليها من دول مختلفة، خاصة دول أوروبا وترجمت إلي 3 لغات، هي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، مشيرًا إلي أن منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والقوانين في تلك الدول وقت إصدار الفتاوي من أجل تحقيق الاستقرار المجتمعي ومساعدة المسلمين في هذه الدول علي الاندماج الإيجابي والتفاعل مع مجتمعاتهم الأوروبية. كما تناول اللقاءُ الحديثَ عن دَور الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي أُنشئت عام 2015 تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، حيث أوضح فضيلة المفتي أن الغرض الأساسي منها هو تحقيق التعاون والتنسيق بين المفتين وبين الدول الأعضاء فيها من أجل ضبط إيقاع الفتوي مع مراعاة خصوصية المجتمعات، مشيرًا إلي مجموعة المؤتمرات العلمية العالمية التي عقدتها الأمانة، وكان من بينها مؤتمر عام 2017 بعنوان "دَور الفتوي في استقرار المجتمعات" حيث سعي إلي تحقيق هذا الغرض. وأشار مفتي الجمهورية إلي متانة العلاقات بين مصر وكندا، مبديًا استعداد دار الإفتاء الكامل لتقديم أشكال الدعم الشرعي والعلمي والتعاون الإفتائي مع كندا. من جانبه أثني السفير الكندي علي مجهودات فضيلة المفتي ودار الإفتاء وأشاد بالدور الذي تقوم به الدار من أجل مواجهة الفكر المتطرف ومساعدة المسلمين علي الاندماج في مجتمعاتهم وتعريفهم بصحيح الإسلام، موجهًا الشكر لفضيلة المفتي ودار الإفتاء نيابةً عن أكثر من مليون مسلم كندي، مبديًا تطلعه إلي مزيد من التعاون والتواصل والعمل المشترك لنفع المجتمع المسلم في كندا.