بحث الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري مع ديو جيدي روريما وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية البوروندي، والذي يزور القاهرة حاليا، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الموارد المائية. وأعرب الدكتور عبد العاطي عن سعادته بزيارة نظيره البوروندي للقاهرة.. مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين، وتطلعه للعمل سويا علي تحقيق التنمية المستدامة للموارد المائية بدولة بوروندي الشقيقة. من جانبه، أعرب الوزير البوروندي عن شكره وتقديره للدعوة الكريمة التي تلقاها لزيارة مصر، ورغبته في تحقيق المزيد من التعاون بين الوزارتين في مجال الموارد المائية. وقد وقع الدكتور عبد العاطي، والوزير البوروندي صباح اليوم، علي مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية. واتفق الوزيران خلال اللقاء علي تفعيل مذكرة التفاهم من خلال قيام مصر بعمل عدد من الدراسات الفنية اللازمة لإنشاء سدود حصاد المياه لتجميع مياه الأمطار بدولة بوروندي، واستفادة الجانب البوروندي من الخبرات المصرية في مجال المياه الجوفية، ودراسة عمل مشروع لتخطيط وتنمية إدارة الموارد المائية بدولة بوروندي، كما تم الاتفاق علي عقد اجتماعات افتراضية بين مسئولي البلدين للتعرف علي احتياجات الجانب البوروندي، علي أن يعقب ذلك قيام فريق بحثي مصري بزيارة لبوروندي لعمل مخطط عام للموارد المائية في بوروندي، والتعرف علي المشكلات التي تواجه قطاع المياه، مع اقتراح المشاريع التي يمكن تنفيذها للتعامل مع هذه المشكلات. كما استعرض وزير الري موقف الدراسات الخاصة بمشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وعرض لحجم الفوائد التي ستعود علي جميع دول حوض النيل المشاركة في هذا المشروع المهم. وأوضح عبد العاطي أنه استعرض مع الوزير البورندي الموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، ورغبة مصر الواضحة في استكمال المفاوضات، مع التأكيد علي ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة، والتأكيد علي السعي للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية. كما أكد وزير الري أن سد النهضة الإثيوبي وتأثيره علي مياه نهر النيل يعد أحد التحديات الكبري التي تواجه مصر حاليا، خاصة في ظل الإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، وما ينتج عن هذه الإجراءات الأحادية من تداعيات سلبية ضخمة لن تقبلها الدولة المصرية. وأوضح عبد العاطي الجهود المبذولة من وزارة الري لدعم التعاون مع دول حوض النيل، حيث قامت الوزارة بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية، مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية، بما يسمح باستدامة تشغيلها، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات، وإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسي النهرية، ومساهمة الوزارة في إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء السدود متعددة الأغراض لتوفير الكهرباء ومياه الشرب للمواطنين بالدول الأفريقية، بالإضافة لما تقدمه مصر في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل. وفي ضوء التعاون بين مصر وبوروندي في مجال الموارد المائية، فقد تم إيفاد العديد من الطلبة والدارسين البورونديين للحصول علي دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة أو الدبلومات التي تعقد بالمركز القومي لبحوث المياه التابع للوزارة. وعقب اللقاء، اصطحب عبد العاطي، الوزير البوروندي لزيارة مركز التنبؤ بالفيضان، والذي يستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية والنماذج العددية المتطورة لمحاكاة السلوك الهيدرولوجي الطبيعي للنهر والتنبؤ بالأمطار والسيول، إلي جانب دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها علي مصر، حيث يسهم نظام الإنذار المبكر للسيول في مواجهة مخاطر السيول والتقليل من آثارها. كما قاما بزيارة الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات بالوزارة، حيث تم استعراض منظومة الرصد الآلي "التليمتري"، والتي تسمح بتدفق بيانات الترع والبحيرات والمصارف بصورة لحظية علي الهواتف المحمولة لمتخذي القرار والمسئولين في جميع إدارات الري بمختلف محافظات الجمهورية، بما يسمح باتخاذ قرارات فورية لحل مشاكل الري في المناطق الحرجة، بالإضافة لمنظومة الرصد والتحكم بالآبار السطحية والعميقة لمراقبة تشغيلها أوتوماتيكيا عن بعد ومتابعتها من غرف تشغيل مركزية، وذلك لمراقبة السحب الآمن من الآبار وحساب معدلات الاستهلاك لكل بئر وتجنب السحب الجائر المخالف للمعدلات المطلوبة. كما استعرض عبد العاطي جهاز قياس درجة رطوبة التربة والذي تم تصنيعه بمعرفة مهندسي وزارة الري والذي يقوم بتحديد مدي احتياج المزروعات للمياه من خلال مؤشر يبين درجة رطوبة التربة ومدي احتياجها للري من عدمه، ويسهم هذا الجهاز في تنظيم عملية الري وترشيد استهلاك المياه، بالإضافة لزيادة إنتاجية المحاصيل ورفع مستوي جودتها.