حين بلغنا مدينة 'سرت' الليبية بعد رحلة متواصلة قادتنا من القاهرة إلي طرابلس ثم إلي 'سرت'.. كان الأمل يحدونا في قمة عربية مختلفة.. تصدر عنها قرارات تثير ضجيجًا في العالم كله.. ولم لا؟ فالأوضاع في فلسطينالمحتلة، وخاصة في القدس الشريف، والأقصي الاسير قد بلغت من الخطر حدًا بات من الصعب تحمل نتائجه.. وقلنا ان القادة العرب القادمين إلي 'سرت' سوف تقع عليهم مسئولية تاريخية جسيمة إذا هم لم يبادروا باتخاذ مايلزم لمعالجة الأوضاع الخطيرة في فلسطين. وقلنا إن الحضور الكامل للزعماء العرب، وعدم التخلف عن المشاركة في مجريات قمة تاريخية وحساسة أمر لامناص منه.. فهل هناك أخطر من تهويد القدس، وتدمير الاقصي، واقامة الهيكل المزعوم حتي يتحرك العرب ويتدافعوا إلي حيث يجتمعون في قمتهم ويتخذوا من القرارات ما يردع دولة الكيان الغاصب في 'إسرائيل' ويدفع العالم للتحرك ردًا علي ماستصدره القمة من قرارات؟! ولكن.. رياح أحلامنا جاءت بما لاتشتهيه سفن آمالنا العريضة.. فمنذ اللحظات الأولي التي وطئت فيها أقدامنا مدينة 'سرت' الليبية راح حديث الغياب يطغي علي ماعداه.. وراحت اسماء كبيرة لحكام عرب تتردد أنها عازفة عن المشاركة في القمة. حين ذكر اسم الرئيس 'حسني مبارك' اول الغائبين.. قلنا: للرجل ظروفه.. فهو قادم علي التو من عملية جراحية لم تكن سهلة أو يسيرة.. لكن ماذا يعني غياب الملك 'عبدالله بن عبدالعزيز' عاهل السعودية و'محمد السادس' ملك المغرب و'جلال طالباني' رئيس مايسمي بدولة العراق تحت الاحتلال والعماد 'ميشيل سليمان' رئيس لبنان و'عيسي بن حمد' ملك البحرين ورئيس دولة الاماراتالمتحدة والشيخ 'قابوس بن سعيد' سلطان عمان؟! كل هؤلاء يتغيبون عن قمة المخاطر والتحديات.