ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأحد/ أنه في الوقت الذي تعهدت فيه الصين بشحن مئات الملايين من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إلي الخارج، كان نشر التطعيمات محليًا بطيئًا، مما أثار مخاوف من استمرار القيود المفروضة علي السفر الدولي حتي العام المقبل علي أقل تقدير. وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته علي موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - إن الصين كانت أول دولة تبدأ في نشر لقاحات كوفيد في يوليو الماضي وأعطت 40.5 مليون جرعة بحلول أوائل فبراير الجاري، وهو أعلي عدد من الحقن بعد الولاياتالمتحدة.. لكن التوقف عند إعطاء 2.9 جرعة لكل 100 ساكن مؤخرا يعني أن بكين تخلفت كثيرا جدا عن برامج التطعيمات في الاقتصادات الكبيرة الأخري والمستويات التي يتعين عليها الوصول إليها لتشكيل مناعة القطيع بين السكان.. حيث أنها أعطت فقط أربعة أخماس التطعيمات التي كانت تأمل في إعطائها للسكان بحلول هذه المرحلة. وأضافت:" أن برنامج التطعيم الصيني، كان في بعض الأحيان بمثابة ضحية لنجاح سياسات الاحتواء الوطنية، حيث أدت التدخلات السريعة في العام الماضي إلي السيطرة علي الوباء بشكل كبير أدي إلي تراجع أعداد المصابين الجدد، مما قلل من تحفيز المواطنين علي الإقدام لتلقي التطعيم". في الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة أن شركات تصنيع اللقاحات الصينية مثل سينوفارم وسينوفاك وكانسينو فشلت في إصدار بيانات تجريبية شاملة، مما أدي إلي تدمير الثقة بين بعض المهنيين الطبيين، في حين أبدي العديد من المواطنين الصينيين رغبتهم في معرفة ما إذا كانت اللقاحات تثير آثارًا جانبية غير مرغوب فيها للآخرين. وأشارت الصحيفة أيضا إلي أن السلطات الصينية فرضت علي مواطنيها الذين يسافرون إلي الخارج الدخول في حجر صحي لمدة 14 يومًا عند عودتهم، بغض النظر عما إذا كانوا قد تم تطعيمهم أم لا.. كما أنها أغلقت الحدود بالكامل تقريبًا أمام الرعايا الأجانب منذ مارس 2020، مع بعض الاستثناءات للدبلوماسيين وحفنة من رجال الأعمال التنفيذيين فقط. ووجد استطلاع رأي عالمي أجرته مؤسسة إبسوس أن 85% من الصينيين يعتزمون الحصول علي اللقاح، مما يجعلهم من بين أكثر الأشخاص رغبة في العالم، غير أن الدراسة لم تسألهم عن توقيت تلقيهم للقاح.. كما وجدت دراسة أخري أن معظم مشجعي اللقاح من المناطق الحضرية. وكما هو الحال في بعض البلدان الأخري، بما في ذلك ألمانيا وأجزاء من الولاياتالمتحدة، بدا الإحجام الشعبي عن تلقي اللقاحات في الصين مرتفعًا بشكل خاص بين المهنيين الصحيين.. حيث أظهر استطلاع رأي نشرته مجلة طبية صينية في فبراير الجاري أنه من غير المرجح أن يرغب العاملون في المجال الطبي في التطعيم: فمن بين 756 عاملاً في المجال الطبي في مقاطعة تشجيانج، كان 28% فقط مستعدين للحصول علي اللقاحات. كما أدت قيود العمر المفروضة علي استخدام لقاحات سينوفارم وسينوفاك إلي إبطاء عملية الطرح - وفقا لما نقلته الصحيفة البريطانية - فكلا اللقاحين موصي بهما فقط للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا، مما يستبعد تلقائيًا أولئك الذين يرغبون في الحصول علي جرعة كبيرة من اللقاح.. وبدلاً من ذلك، ركزت الحكومة علي تطعيم أولئك الذين من المحتمل أن ينشروا الفيروس، مثل سائقي سيارات الأجرة. وبهذا المعدل، يقدر محللون أن الأمر سيستغرق حتي عام 2022 لتطعيم معظم السكان فيما سعت حكومة مدينة بكين إلي تفعيل حملة وطنية للتلقيح لتشمل المزيد من المناطق السكنية، وأرسلت رسائل نصية إلي السكان لتشجيعهم علي الانخراط في العملية.