أكد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن مناقشات ومقترحات رؤساء اللجان النوعية بمجلس لنواب كانت ثرية، وهو ما يهدف إليه عقد الاجتماع من الاستماع إلي الآراء والمقترحات التي يتم الاستفادة منها أثناء تنفيذ كافة المشروعات التنموية والخدمية للمواطنين، كما أن هذا الاجتماع يعمق من أواصر العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وهو ما يحقق الصالح العام لشعبنا العظيم. واستمع رئيس الوزراء - خلال لقائه مساء اليوم الثلاثاء مع رؤساء اللجان النوعية بمجلس النواب - إلي مداخلاتهم التي أعربوا خلالها عن شكرهم لرئيس الوزراء علي إتاحته الفرصة لعقد هذا اللقاء، ما أسهم في تحقيق مزيد من التواصل والتنسيق بين الحكومة والبرلمان. وأكد رؤساء اللجان النوعية، أن هذا اللقاء بمثابة مبادرة متميزة من الحكومة يؤكد تطلعها لإقامة المزيد من جسور التواصل مع نواب الشعب، بما يحقق مصلحة المواطنين، وأضافوا "لدينا إرادة قوية لبذل كل الجهد من أجل مصر، أن الشعب يلمس بنفسه حجم الإنجازات الضخمة الذي يتم تنفيذه بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية"، مرحبين بتأكيد رئيس الوزراء أن اللقاء سيعقد بشكل دوري لتحقيق أهدافه المرجوة. وطالب النواب - في مداخلاتهم خلال اللقاء - بأن يتم إتاحة المزيد من الوقت من جانب المحافظين لاستقبال النواب، للتشاور معهم بشأن المشكلات التي تواجههم في دوائرهم، مشيدين بالمبادرات الرئاسية في مختلف المجالات، خاصة مبادرات قطاع الصحة، التي ضاعفت من قدرة الدولة علي مواجهة جائحة فيروس "كورونا"، وطالبوا بتفعيل دور القطاع الأهلي خلال هذه المرحلة مع الدولة في تنفيذ المشروعات الخدمية التي تقدم للمواطنين. كما طالبوا بضرورة إيلاء منظومة أسرّة الرعاية المركزة في القطاع الصحي المزيد من الاهتمام وتفعيلها بشكل أكبر، مشيدين بإطلاق المشروع القومي لتطوير القري المصرية ضمن مبادرة الرئيس "حياة كريمة"، ومؤكدين أن هذه الخطوة ستحدث طفرة ونقلة نوعية في القري المستهدفة، وستسهم في تغيير حياة المواطن المصري، وخاصة أن الريف يسكنه شريحة كبيرة من سكان الدولة. وتناول رؤساء اللجان النوعية، عددًا من الموضوعات المهمة الأخري، من بينها التأكيد علي أهمية طرح ما يدور من مناقشات وما يتم طرحه من أفكار داخل اللجان النوعية علي رئيس الوزراء، داعيين إلي تفعيل خريطة استثمارية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر علي مستوي المحافظات. وفي الوقت نفسه، أكد رؤساء اللجان النوعية أن الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة فرصة ذهبية لتطوير الجهاز الإداري، مشيدين بجهود الحكومة في ملف فض التشابكات المالية بين الوزارات، مؤكدين أنه جهد عظيم كانت له نتائج طيبة ملموسة، كما لفت رؤساء اللجان النوعية إلي أهمية القضية السكانية كتحد هام تواجهه الدولة في المرحلة الحالية، والتي تستلزم ضرورة وجود أدوات جادة وسياسات لمواجهة هذا التحدي في مواجهة الموروث الثقافي والاجتماعي، وعلي رأسها تقديم المزيد من المحفزات للأجيال الجديدة لتشجيعهم علي الانتقال للمدن الجديدة، مما يسهم في إعادة التوزيع الجغرافي للسكان بشكل أكبر. وتطلع رؤساء اللجان النوعية، إلي إيلاء القطاع الخاص دعمًا أكبر، ليكون عونًا للدولة في تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية، بما يخدم الاقتصاد وتوفر المزيد من فرص العمل، والتي من شأنها تخفيف الأعباء التي تتحملها الموازنة العامة للدولة. كما تطرق النواب إلي مسألة تسعير الحاصلات الزراعية، بما يخدم صالح المزارع ويشجعه علي زيادة الإنتاج، وتحسين جودته، لافتين إلي أن الجهود المبذولة في قطاع الزراعة تدفع نحو تقليل الفجوة الغذائية، وتخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج. وأكد رؤساء اللجان، أن قطاع السياحة يواجه تحديات خلال الفترة الماضية، لاسيما مع ظهور أزمة جائحة كورونا، مشيدين بجهود الدولة في تبني العديد من المبادرات لدعم هذا القطاع، ومؤكدين أهمية تطبيق نظام الشباك الواحد لخدمة مستثمري المجال السياحي، ما يسهم في تسريع وتيرة الاستثمار به، إلي جانب تفعيل منظومة النقل النهري لفوائدها في تخفيف التكدس علي الطرق. وتطرق النواب إلي مناقشة عدد من المشكلات الخاصة بتوصيل المرافق وخاصة الصرف الصحي إلي القري، مؤكدين أهمية زيادة تغطية القري بخدمات الصرف الصحي، وتذليل العقبات التي تواجه تلك المشروعات، وزيادة التنسيق بين المحافظين في هذا الشأن. وشدد النواب علي أهمية أن تتوازي طفرة تنفيذ المشروعات القومية، بطفرة أخري في قطاع الصناعة، باعتباره قاطرة التنمية حاليًا، لترشيد الاستيراد وتعزيز جهود الصناعة المحلية، لافتين إلي أهمية بحث المقترحات المقدمة بين البرلمان والحكومة لدفع الصناعة وتشجيع الإنتاج المحلي، وتقديم الحوافز اللازمة من مصادر الطاقة للمنشآت الصناعية. وعرض زعيم الأغلبية بمجلس النواب، مقترحًا حول طرح مشروعات القوانين أمام اللجان النوعية المختصة بحضور الوزير المعني بالموضوع، قبل عرضها للنقاش في مجلس الوزراء. بدوره، ثمن رئيس الوزراء من مداخلات رؤساء اللجان النوعية التي أثرت الاجتماع، مرحبًا بمقترح ضرورة مناقشة أي مشروع قانون في اللجنة النوعية المختصة به في مجلس النواب، وذلك قبل عرضه علي مجلس الوزراء، وكلّف وزير شئون المجالس النيابية بمتابعة تنفيذ هذا المقترح. وأكد الدكتور مصطفي مدبولي، أنه سيوجه المحافظين لتحديد موعد منتظم للقاء النواب لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بالمواطنين في دوائرهم، ما يسهم في التنسيق والتعاون مع النواب، مرحبًا بمقترح تنظيم لقاء رباعي لمناقشة القضايا التي تهم المواطنين تضم رئيس مجلس الوزراء والوزير المعني بالقضية ورئيس اللجنة النوعية وزعيم الأغلبية، ودراسة الأسلوب الأمثل لعقد هذه اللقاءات الرباعية، كما رحب باستمرار عقد اللقاءات مع رؤساء اللجان النوعية بمجلس النواب كل فترة زمنية محددة سيتم الاتفاق عليها. وفيما يخص ملف أسرّة الرعاية المركزة، فأشار الدكتور مصطفي مدبولي، إلي أن الدولة قطعت شوطًا كبيرا فيه، وحققت طفرة في أعداد هذه الأسرة بالمقارنة بدول عديدة في العالم، لافتًا إلي البدء بإدخال جميع أعداد أسرة الرعاية المركزة في المستشفيات علي برنامج حاسب آلي، بحيث يتم الوقوف علي عدد الأسرّة علي مستوي كل محافظة، وعدد الأسرة الشاغرة منها في كل مستشفي. وردا علي تساؤلات النواب حول جهود الحكومة لتطوير القاهرة التاريخية، قال رئيس الوزراء، إن الهدف من أعمال التطوير هو أن تستعيد الدولة المصرية وجهها الحضاري، وأثني علي مقترح بشأن إعداد خريطة استثمارية للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وطلب من النواب دعم الحكومة في تقديم مقترحات حول هذا الموضوع الذي يعد أحد مكونات مبادرة "حياة كريمة"، قائلا: أنتم بإمكانكم إفادتنا بطبيعة الصناعات التي تميز المراكز والقري التابعة لدوائركم. وعقّب الدكتور مصطفي مدبولي علي مطالب النواب المتعلقة بملفي الصحة والتعليم، قائلا إن الحكومة تبذل جهودًا ملحوظة في هذين الملفين، ويشهد علي ذلك ما يتم الآن من أعمال التطوير في المشروع القومي لتطوير القري المصرية، وحول تعليق أحد النواب عن جهود الحكومة لتسعير المحاصيل الزراعية، أشار مدبولي إلي أنه علي مدار الفترة الماضية يتم التنسيق بين وزراء (الزراعة، والتموين، وقطاع الأعمال)، للعمل علي مسألة الزراعة التعاقدية للمحاصيل الاستراتيجية، لتشجيع المزارعين علي زراعة هذه المحاصيل، وذلك في محافظات بعينها، ونوه كذلك بأنه يتم العمل علي صياغة قانون لتفعيل منظومة الشباك الواحد في مجال السياحة.