مع نقاش قانون "ضرب الأزواج للزوجات" وفرض عقاب على "الزوج" بالحبس لمدة خمس سنوات، أصبح هناك بصيص أمل لبداية حصول المرأة على حقوقها المهدورة أسريا ومجتمعيا. كان الجدال حول قوانين حماية المرأة من العنف الأسري مازال تحت الجدل لسنوات وسنوات دون تفعيل فعليا لبعض القوانين. أثبتت الدراسات الخاصة "بالمجلس القومي للمرأة" أن حوالي "86" في المئة من الأزواج يضربون الزوجات، بل وأحيانا أيضا يقوم الزوج وخاصة إذا كان زوجا غير سوي نفسيا، أخلاقيا، أو سلوكيا بالاعتداء على الأطفال بالضرب، وفي المقابل تتقبل الزوجة والأطفال المساكين هذه الإهانة من أجل الحفاظ على أطفالها وبيتها والحاجة المادية. في بعض الأحيان يتحول الزوج إلى حيوان مفترس لتنتهي هذه المأساة الأسرية بالجريمة سواء تجاه الزوجة أو الأطفال. وبالتالي فإني أرى أن هذا القانون من المحتمل أن يحمي المرأة من العنف والتمادي في قهر المرأة والذي قد يؤدي أحيانا إلى الجريمة. على الناحية الأخرى وعن بعض الدراسات التي أثبتت أن "30" في المئة من النساء تقوم بالتعدي على زوجها بالضرب. وإن كانت هذه الدراسة سليمة ، اعتمدت على فروض وعينات سوية لنماذج المرأة المصرية. فأعتقد أنها ترجع إلى "خصائص فردية" وليس بسبب توحش أنثوي مجتمعي تجاه الرجال وإنما ترجع في أغلب الأحيان لدفاع المرأة عن نفسها من الضرب، العنف النفسي، ممارسة تسلط ذكوري عليها، التحكم في أموالها الخاصة، وظيفتها أو حقوقها التي أقرها الله سبحانه وتعالى والتي أيضا أقرها المجتمع أو بسبب حوادث فردية قد تعود إلى نماذج نفسية غير سوية ترجع إلى عالم التربية. هذه النماذج تعتبر نماذج فردية وليس اتجاها عاما مجتمعيا لممارسة عنف من "المرأة تجاه الرجل". ولكن "عنف الرجل تجاه المرأة" يعتبر ثقافة خاطئة مجتمعية نتيجة لتسلط ذكوري مجتمعي وتفسيرات دينية خاطئة وغير سليمة. يبدأ بعض الرجال وأؤكد "البعض منهم" وليس "الكل" في ممارسة العنف ضد المرأة من التحكم، التسلط، الضغوط على المرأة في تحمل مسؤوليات مضاعفة عن دورها الأساسي لحياة الأسرة. أحيانا في تكفل مصاريف الأسرة، تقبل الزواج بأخرى والتقصير في حقوقها المالية، تحمل جميع أعباء المنزل والحياة، فيتحول الرجل إلى "الابن المدلل"، وتكون هذه المرأة المسكينة هي "الأم المطحونة" حتى يتطور الأمر إلى الإهانة والضرب أو حتى الجريمة. عنف النساء قد يكون فقد "رد فعل" لهذه التصرفات "الغير رجولية" كنوع من أنواع الدفاع عن النفس، إذن من يستحق العقاب هو الرجل في كلتا الحالتين. ففي الحالة الأولي تطاول المرأة عليه نتيجة للإحساس بالقهر والدفاع عن النفس إن كانت شخصية سوية. وفي الحالة الثانية يعتدي الرجل على المرأة بسبب اعتقاده بأن هذا حق له بسبب الفكر المجتمعي الخاطئ، إذن في الحالتين الدافع وراء العنف هو "الرجل". وإن استحالت عشرة الرجل بامرأته فمن الممكن التعبير عن غضبه بطريق غير همجية وحيوانية أو الانفصال بالمعروف. ولذلك أناشد بتطبيق هذا القانون من أجل حماية المرأة والأطفال بل والأسرة أيضا. يستحق الرجل الذي يهين المرأة بالضرب "الحبس خمس سنوات" وأؤيد هذا القانون نسبة مئة في المئة ، وإن استحالت العشرة فعليهم بالمفارقة بالمعروف دون الإهانة يقول الله تعالي : "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍۢ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍۢ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ 0لشَّهَٰدَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِ0للَّهِ وَ0لْيَوْمِ 0لآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ 0للَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا".