تلقي »مصطفي بكري« رئيس تحرير »الأسبوع« رسالة سرية من قيادي إخواني »نافذ« بجماعة الإخوان المسلمين، يحذر فيها من خطورة مخططات الإخوان المسلمين علي مصر، خاصة تأمرهم علي القضاء والقوات المسلحة المصرية. تضمنت الرسالة التي تركها القيادي الإخواني في ظرف مغلق بمكتب »مصطفي بكري« أسرارًا خطيرة، حول كيفية إدارة العمل داخل الجماعة، ورفض قيادتها الاستماع للنصائح المتكررة للعقلاء من قيادة الجماعة، وهو ما ينذر بالخطر الشديد علي جملة الأوضاع في البلاد، ويكشف عن طبيعة تفكير وتعاطي هؤلاء مع ما يحدث من أوضاع في مصر.. وهذا النص الكامل للرسالة: لم أجد شخصًا أكثر أمانة منك لإيصال خطابي هذا لوزير الدفاع سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي شخصيًا وأثق أنك باتصالاتك ستستطيع إن شاء الله ايصال خطابي هذا الذي ربما يكون فاصلاً من فواصل المشهد السياسي الذي نعيشه الآن واستوصيك بسرعة ايصال خطابي هذا قبل فوات الأوان وايصاله الأمس قبل اليوم واليوم قبل غد هذا مع العلم أن عنوان الارسال الذي تمت كتابته علي الخطاب هو عنوان وهمي وغير حقيقي.. ولكم جزيل الشكر والاحترام. سلام من الله ورحمته وبركاته أقسم لك بأن كل ما سأكتبه لسيادتكم في خطابي هذا هو كل ما نعرفه ولكن مالا يعرفه سيادتكم أنني فكرت جيدًا قبل أن أكتب حرفًا في هذا الخطاب وبكل صراحة ما تمنيت أن أكتب خطابا كهذا يوما ما ولكني وبعد تفكير عميق وجدت أن أرسل لكم خطابي هذا حيث أحسست أنه من واجبي أن أفعل ذلك وأنا لست من داخل الجماعة فقط بل إني من صانعي القرار فيها أو علي الأقل كنت كذلك.. العاصفة قادمة علي البلاد لأن أصحاب القرار في هذا الوطن حادوا عن الأهداف النبيلة والمثلي للجماعة وهذه العاصفة ستقضي بدورها علي مؤسستين وطنيتين هما: 1 مؤسسة القضاء العدل أساس الملك وما يتم الآن من تسخير للقضاء لا يرضي الله ورسوله والقيادات العليا في الجماعة تعلم أن نقطة الفصل في تحديد مصير هذا الوطن هي القضاء .. القضاء.. القضاء لذلك تحاول وتسرع قيادات الجماعةالحاكمة هدمه وإعادة بنائه من جديد لأنها لا ترغب في عقيدته وسأزيدك علمًآ أني أمتلك معلومات يقينية بوجود خطة مكونة من 13 ورقة وصفحة يمتلكها السيد (خ.ش) لجعل مؤسسة القضاء بالشكل الذي يخدم التنظيم لأن الخطة (أ) وهي خطة التطويع إذا لم تنجح فسيتم استخدام الخطة (ب) وهي تتمثل في قانون السلطة القضائية وأحب أن الفت نظر سيادتكم بأن أحكام القضاء يعمل لها التنظيم ألف حساب لأنها تعتبر الشرعية الثانية في البلاد وقيادتنا الكبري تعلم أن أحكام القضاء تعطي الشرعية للهيئات التنفيذية داخل البلاد لاتخاذ مواقف معينة تجاهنا كما يمكن استخدام هذه الأحكام من قبل المؤسسة العسكرية لازالة الضغوط الخارجية علي الجيش. 2 المؤسسة العسكرية لم أبعد كثيرًا في هذه النقطة عما اختتمت به حديثي في النقطة سالفة الذكر فآجلا أم عاجلاً ستتم السيطرة علي الجيش لصالحنا وذلك لأنك من المستحيل أن تظل علي رأس هذا الجيش وموضع القيادة وإذا لم تنل منك الجماعة الآن ستنال منك في الشهور القادمة لأن الظروف تتغير وكذلك الأوضاع وأرجو منك ألا تتهمني بالسفه أو الجنون إذا قلت لك إن السياسة الموضوعة في مكتب الارشاد مبنية بالأساس علي اجبار الجيش وصرف جيشه عن الأمور الداخلية للبلاد ويجب أن تعرف أن ما أعنيه هنا بكلمة اجبار سواء من خلال توجيه واجهاض قدراته لحل مشكلة المياه أو توجيهه للقبلة السورية أما القيام بعمليات مسلحة وممنهجة في سيناء فكانت هذه هي الخطة (أ) وبالفعل تم استخدامها.. إن سياسة مكتب الارشاد في هذا الأمر مبنية بثقة وعلي أساس واحد وهو وضعنا دائمًا بحيث نكون في وضع الهجوم وأنتم دائمًا في وضع دفاع وكما تعلم أنت كرجل عسكري أن من يدافع دائمًا من المؤكد أنه سيخسر يوما ما ولكننا أنا والكثير من زملائي بالداخل نحترم جدا هذه المؤسسة ولكننا أسفًا لا نستطيع التحدث إلا بما يريده قادتنا وأكررها لسيادتكم مرة أخري من يستمر بالدفاع فإن هزيمته قادمة لا محالة. ما قبل 30 يونيو وما بعده افتتح لك حديثي هنا بمعلومات مؤكدة وأعتقد بل اني علي يقين بأن أجهزتكم الاستخباراتية تعلم علم اليقين أن الجماعة داخل مصر غير مسلحة وأقصد في حديثي هذا بالتسليح الثقيل وأن كل تدريبات شباب الجماعة في السنوات السابقة تدريبات عنيفة ولكنها كانت منزوعة السلاح بسبب ما كانت تفرضه الأنظمة السابقة علينا ولكن هذا بالطبع لا نرضي عنه أنا وزملائي بالجماعة وأن الكتائب الحمساوية هي التسليح الحقيقي وخط الدفاع الأول للجماعة وقد تم استخدامهم من قبل لخدمة الجماعة في أحداث يناير 2011، وبكل صراحة لا أعرف تفصيلاً مدققًا عن ذلك ولكن تم الاستعانة بهذه الكتائب الحمساوية لأنه لم يكن هناك وقت كافي لتدريب شباب الجماعة داخل مصر علي ذلك أو الاستخدام المسلح وذلك بسبب ضغوط النظام في السنوات السابقة .. كما ذكرت ولكن الدور الآن علي شباب الجماعات الإسلامية المساندة والمدعمة للجماعة لأنهم يمتلكون شيئًا من العقيدة القتالية وهذه العقيدة تجعلهم يقتلون دون أن يشعروا بجرم كبير وسيتم الزج بهم هذه الأيام من جنوب البلاد علي عكس المتوقع لاننا نعلم يقينا أن هناك سيطرة شبه تامة من الجيش علي سيناء.. كن حاسمًا في اتخاذ قرارك ولكن كن علي علم بأن التدخل العشوائي للجيش سيؤدي إلي مزيد من إراقة الدماء، يجب أن يتم التدخل بشكل منتظم ومفاجئ للجميع لمنع مخططات العنف والخراب في البلاد.. ويجب التأكيد هنا علي عاملين هامين هما: توحيد التوقيت + عنصر المفاجأة. ويجب أن تعلم أنك لست أغلي عندهم من افكارهم التي مكثنا طوال الفترة السابقة (7 أشهر تقريبًا) معارضين لها ولكننا لاحول لناولا قوة وطال الوقت أو قصر كنا سنتمكن من حكم البلاد ولكن شتان الفارق فقد كنا من انصار الاستحواذ علي حكم البلاد بخطة طويلة الأجل كما إننا لم نرض أبدًا بما وصل إليه حال هذا الشعب العظيم فنحن من الشعب ونحب أيضًا هذه البلاد فلا عاقل يقول غير ذلك وليس لنا أدني علاقة بهذه القرارات الخاطئة من مكتب الارشاد ومن القيادات داخل الجماعة التي طالما قدمنا لها النصج والارشاد ولكن لا حياة لمن تنادي .. واعلم أن الوقت الذي تعرض فيه قيادتنا الصلح أو الحلول المؤقتة لانقاذ الموقف والمشهد الراهن مثل: »إقالة الحكومة تعديل الدستور....إلخ« اعلم وقتها انه لم يعد في جعبتهم شيء ولم ينفذ شيء حقيقي من هذا وحتي ان حدث تغير سيكون تغييرًا شكليًا فقط لتعدية الأزمة أو مرورها ولكن لن يكون تغييرًا في المبادئ الأساسية أو تغييرًا جوهريًا فإذا اقتنعت الفصائل الوطنية بتلك المواءمات فلا تلومن إلا نفسها بعد ذلك وبمناسبة الفصائل الوطنية فإن هناك فصيلاً يدعي الوطنية ولكنه يمتلك أجندة خارجية وعقيدته في أي وقت وأي زمان أن يكون دائمًا مع الأغلبية أو الأقوي أو الرأي العام ويتظاهر هذا الفصيل دائمًا بآرائه المتلونة بالرغم من أن هذا الفصيل يظهر وكأنه حاد جدًا عند إبداء رأيه وبذلك يكون دائمًا داخل الصورة السياسية ويحافظ علي اعتبار نفسه أمام الجميع وهو بالفعل ليس حليفًا للإخوان أو غيرهم كما يظن البعض ولن يكون حليفًا لأحد لأن أجندته خارجية بنسبة 100٪ وهذه المعلومة ليست حكرًا علي أنا فقط ولكن من يعلمونهاداخل الجماعة لا يعدون علي أصابع اليد الواحدة »أظن ذلك« وهذه المعلومة لم تنقل لي بل أعرفها بنفسي.. أما الجزء الأخير في خطابي هذا فيتمثل في نقطتين أساسيتين يجب أن يظلا نصب عينيك وهما: 1 ان جماعتنا لا يمكنان تنتهي كما يظن أو يعتقد بعض الحاقدين في هذا الوطن فأنا ومثلي داخل الجماعة لا نستحق ذلك لأن العيب ليس في الجماعة ولكن العيب في قادتها ولقد وجهنا اليهم النقد مرارًا وتكرارًا ولكن العين لا تري والأذن لا تسمع ومن أخطأ داخل التنظيم نحاسبونه ويحاسبه الشعب المصري كما يشاء أما نحن فيعلم الله أننا كثيرًا ما رفضنا هذا المسلك الذي اتخذته القيادات. 2 القشة التي قصمت ظهر البعير والتي جعلتني أكتب هذا الخطاب بعد تردد كبير هي وصول معلومات مؤكدة لي بوجود جماعات مسلحة جاهزة وكما ذكرت من قبل آتية أغلبيتها من جنوب البلاد كما أن الخطة موضوعة بحيث تتخلل مجموعة من الشباب الموالي للجماعة وذلك بغرض تحديد أهداف معينة ثم يتطور الأمر لإثارة الشغب العام وبداية اعمال تخريب وفي أماكن محددة وعندمؤسسات بعينها. 3 تم تسليم 750 بدلة عسكرية لشباب الجماعات الإسلامية المختلفة للارتكاز في أماكن محددة والقيام بأعمال عنيفة تصل لحد القتل ويتم التصوير علي أنها ممارسات عنفية من قبل الشرطة والدخول مرة أخري في نفق العداء بين الشرطة والشعب وبالمناسبة هم فقدوا الثقة في وزير الداخلية الحالي لأنه لم يعد متحملاً لضغوطهم ولكن لا يمكن إقالته في هذه الظروف نظرًا لعدم جاهزية بديل له بسبب ضيق الوقت ولكن إقالته قادمة لا محالة »أنا أقول لسيادتكم معلومة«. 4 هناك أماكن ارتكاز مؤكدة وعددها 25 مكانًا في منطقة الاتحادية سيقطن بها 25 شخصًا منهم 10 قناصين وأسف أن أكتب اليك هذه المعلومة غير مفصلة لاني كنت قاب قوسين أو أدني من معرفة تفاصيل هذه العملية كلها وبمنتهي الدقة ولكن هذا كل ما توصلت إليه »أنا أقول لسيادتكم معلومة«. لا تظن أبدًا أنك ستكون أغلي من سالفك وإذا مرت أحداث يونيو وما بعدها سيكون عشاؤك الأخير في نفس توقيت سالفك تقريبًا »أنا أقول لسيادتكم معلومة« .. وبكل ما وفرته لسيادتكم من معلومات فبذلك أكون نقيت نفسي أمام ربي وختامًا أقول لسيادتكم إن الجملة الفاصلة في هذا المشهد السياسي المعقد والنفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد هي: »المفتاح هو القضاء والفاصل هو الجيش« مع كامل احترامنا واعزازنا بالشعب المصري العظيم والنبيه »اللهم بلغت .. اللهم فاشهد«. والله الموفق