في الذكري الثانية لاستشهادك يا حسن أمسكت بقلمي لكي اخط لك باجمل العبارات ما يجول بخاطري فبكي قبل أن أبكي ووجدت نفسي عاجزة عن الحديث إلا أنني اداركت قلمي في اللحظات الاخيرة لاكتب شيئا في تلك الذكري علّني أوفي ولو بالقليل من حب ووفاء وإخلاص تكنه لي عندما تغيب الشمس تترك دفئها في كل القلوب، وعندما رحل حسن بصورته الملائكية بقي حاضرا في قلبي وروحي ووجداني.. عامين مضي علي رحيلك يا حسن والقلب ما زال ينزف.. ألما علي فراقك...فعيناي تنام وقلبي لا ينام عن الهموم والأحزان دون أن أشعر بفرحة تغمر قلبي ولو لبرهة صغيرة، فمنذ رحيلك لم أذق طعم الفرحة في قلبي وعيناي أبدا...من أين افرح وقلبي يحمل من صنوف الهم الوان...فذهب الحبيب وذهبت أحلامي وفرحتي معه، ولم يبقي لي في الدنيا سوي جرح كبير لن يداوي إلا بلقائي بربي. وكلما هدأت نار أحزاني وآلامي تأججت بين الفينة والأخري، ولكن عزائي الوحيد هو إيماني بالله، وأنه كلما مضي يوم من عمري كلما اقتربت منك أكثر، ولن يهدأ لي بال إلا عندما تفارق روحي جسدي والتقي بك يا حسن. لقد فقدت برحيلك الأمان والحنان وأحلامي التي حلمنا بها سويا وكل ما أملك... لأعيش وحيدة في دنيا الآلام والأحزان، التي أثقلت كاهلي وغيبت ابتسامتي المرحة. آآآآآآآآه يا حسن...كم أتمني أن ألتقي بك لأشكو همي وأرمي بثقلي عليك. فراقتني ولكن دموعي لم تفارقني...أصبحت وحيدة في هذا الكون الصغير لا أملك سوي ذكريات أتنفس منها بقية حياتي. يريدونني أن أنسي وأفرح... فكيف لي أن أفرح بعدما اغتال الاحتلال والجواسيس فرحتي وسلبوا مني أعز ما أملك، كيف لي أن افرح ومعاناة شعبي ما زالت متواصلة فالاعتداءات الصهيونية بحق المسجد الأقصي والأطفال والنساء من جهة والأسري القابعين خلف الأسلاك الشائكة من جهة، .. كيف لي ان افرح وما زال هناك اسيرا يقبع وراء الاسلاك الشائكة ... ووظني محاصر ومنقسم شطرين من جهة أخري؟!! أفتقدك يا حسن في كل شي.. وقوفك بجانبي في مرضي ودعمك لي في عملي وسماعك لهمومي وشكواي ومشاركتك لي أفراحي وأحزاني ... نعم.. لقد فقدت بغيابك كل ما أملك. يتعجب الكثير من بقائي علي ذكراك يا حسن، ولكنهم لم يعلمو أن ذلك لم يساوي قطرة في بحر من الحب والوفاء والإخلاص والثقة الذي غمرتني به . كم كان يتمني حسن أن يرزقنا الله بطفل لكي يبقي الرابط بيننا بعد استشهاده وأبقي له وحده، ولكنني أعدك يا حسن مثلما تنتظرني رغم حور العين سأنتظرك أيضا إن شاء الله بالرغم من عدم وجود هذا الطفل والصعوبات المريرة التي أتجرعها وسأصبر وأحتسب أمري عند الله تعالي. حسن.. مازلت انتظر القصر الذي وعدني ربي به ليجمعنا سويا فيه، وأعذر مقلتي اذ فاض الدمع، فحقها ان تفيض علي من كانوا ضياء، واعذر قلبي المنفطر ألما، فهو لا يقوي علي رحيل ساكنه، فلله ذكراك وحسبك يا حسن ما نلت من رضوان الله ونعيمه وطبت مجلسا بصحبة رسول الله والصحابة الكرام والملتقي الجنان إن شاء الله.