على مدار يومي أمس "الأحد" وأول أمس "السبت" شاركت في جلسات النقاش التي شهدتها اجتماعات لجنة اللائحة بمجلس الشيوخ، وما شهدته الجلسة العامة.. فقد كان النقاش ديمقراطيّا لأبعد الحدود، ورغم امتداد ساعات الجدل لفترات طويلة، غير أن المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ كان واسع الصدر، وفتح المجال لكل من يريد الكلمة، سواء من أعضاء حزب الأغلبية "مستقبل وطن" أو الأحزاب المشاركة في المجلس، أو مجموعة المستقلين. كثيرة هي القضايا، والموضوعات التي جرت من حولها عمليات جدل عاصفة خلال اليومين الماضيين، وفي مقدمتها قضية الشريعة الإسلامية كمصدر من مصادر التشريع، حيث عرض أحد النواب حذف هذا النص من مواد اللائحة، وعلى الرغم من الاعتراضات الواسعة على هذا الأمر، إلا أن رئيس المجلس سمح لكل من تحدثوا في هذا الأمر الإدلاء بما يرون، واستمر الجدل لفترة طويلة حتى حسم بالإبقاء على النص دون حذف. وحين عُرضت قضية عدم جواز سفر العضو للخارج دون الحصول على إذن بذلك من رئيس المجلس، ثارت عاصفة من الرفض داخل المجلس، وتعرضت المادة لهجوم واسع، إلى أن تم تغييرها تمامًا، بوضع "الإخطار" فقط للمجلس قبل السفر إلى خارج البلاد.. وهو ما تراضى عليه الجميع حين طُرح الأمر للتصويت، فتم رفض كافة الاقتراحات التي كانت تحد من حرية عضو المجلس في التنقل. لقد عشنا بالفعل، وعلى مدار اليومين السابقين "أجواء ديمقراطية" تنبئ عن قدرة مجلس الشيوخ على لعب دور مهم في الحياة السياسية والتشريعية.. وكان من محصلة ذلك ما أنجزته من تغيير للباب الخامس من اللائحة، باقتراحي تحويله إلى "الرقابة البرلمانية" كتأكيد على قدرة مجلس الشيوخ في ممارسة دوره بقوة، لتحقيق ما هو مأمول منه لصالح كل المصريين. هي تحية واجبة يستحقها رئيس المجلس المستشار عبدالوهاب عبدالرازق على جهده ودأبه، والمستشار بهاء أبوشقة وكيل المجلس، والذي يعد مرجعية قانونية وتشريعية متكاملة لكل ما يعرض على المجلس من مقترحات، وتحية خاصة للمستشار محمود إسماعيل الأمين العام للمجلس، والذي يقوم بعمل جبار لإنجاز كل ما يدعم أداء المجلس، وراحة أعضائه.