ترى الوجود جميلا .أحب الحياة والكون من حولك تجد الكون كله يدور بحب ليمنحك سعادة وروعة الحياة . قد يتصور انسانا أن تلك ما هى الا كلمات من شعر رومانسى لكنها حقا رؤية للحياة. فكل انسان فى الحياة يرى كل ما حوله بنظرته هو ورؤيته هو ولو نظر الكثير من الناس لشىء واحد لرآه كل منهم شيئا مختلفا عن الآخرين . فمن سينظر لنور الشمس بنظرة عاشق للجمال سيرى نورها ويستشعر دفأها ويمتلىء فؤاده بالأمل والتفاؤل كلما رأى نور الشمس. وسيضىء عقله بومضات اليقين والثبات ويرتاح باله لأن بعد كل ليل طويل مظلم يأتى نهار...وبعد طول العتمة والبرد تشرق الدنيا وتبتهج بنور الشمس . وسوف ينتظر سطوع الحقيقة وبهاء الحق ويمتلىء قلبه بشرا وثقة بقربهما كلما أبصرالضياء ووجد النهار يخرج من بطن الليل وشعاع الشمس يتخلل شيئا فشيئا ظلمة وجفاء العتمة لتطلع شمسا مبهجة منيرة فى كبد السماء . أما من ينظر بعينين لا تبصر فى الوجود جمالا ومن ينظر من خلف نظارة سوداء تحجب بهجة وضياء نور الشمس سوف يرى فى النهار لهيب الشمس وحرها.... وسوف يفكر فى لسع حرارتها لقدميه ....وسوف يرى فيها ايذانا بأن اليوم سيمضى وأن الغروب سيجيء ....وأن الظلمة قادمة لا محالة بعد الضياء ...وسيمضى يومه كله مترقبا غروب الشمس وحلول الليل على كافة الأنحاء . وسيمتلىء قلبه بالقتامة عندما يحل المساء ....وسيشعر أن الظلام حتما سيحجب الضياء وسيوقن أن الظلم أقوى وأطول . ومع قدوم الليل سينتظرموت الحقيقة وضياع الحق تحت وطأة الظلمة الحالكة التى تسود المكان وتقتل قتامتها كل الحكايات و الأحلام. من يرى بعين تبصر كل جميل سيرى فى لحظات الغروب تعانق الشمس مع البحار وذوبانها عشقا فى ذرات السماء... سيرى فيها نغمات لحن بديع بينما شمسا فائقة الحسن تحتضنها بكل رقة ووداعة سماء صافية فى العلياء. سيرى امتزاج ذراتهما فى لوحة بديعة حتى يلوح فى الأفق فجر يوم جديد وينفك العناق فى روعة وعشق على وعد بلقاء ....حيث تنسلخ ذرات الشمس من جديد من ثنايا السماء وتجتمع سويا من جديد شمسا ساطعة متألقة تشع بالحب والضياء. سوف يرى فى بزوغ الشمس تضحية فبكل رفق ونبل من عاشق يفك الليل أسر حبيبته لتتسع الأرض بسطوع الشمس نورا وضياءا . من يرى بعيون الجمال سيرى فى الليل نجوما تشع فى الليل لترشد التائهين وتدلهم على الطريق وتطمئنهم وتصبرهم وسط قتامة الليل أن بعد ذلك حتما سيأتى ضياء . وسيرى فى هدأة الليل وسكونه فرصة لاراحة القلب من زحام الهموم وصراعات ونزاعات الهوى . سيرى فيه وقتا لراحة الروح والعقل من المعاناة والشقاء وفرصة لاستعادة النشاط والعزم والاستعداد لبزوغ شمس يوم جديد. سيجد ساعات الليل مهما طالت قصيرة ومهما امتلأت جفاءا فبعدها دفء الشمس وحنانها فيسعد بساعات الليل فى انتظار الضياء .. بل سيرى فى ظلمة الليل نفسها جمالا وسحرا عندما يطلع القمر فتتلألأ النجوم و يحل المساء.فليتنا جميعا نرى الجمال من حولنا ونتذوق نسائم العشق بينما الحياة تتجمل بين الصباح والمساء.