لا أفهم إلى الآن، لماذا راهن البعض وفى مقدمتهم النخبة - إلا من رحم ربى - على «دونالد ترامب»؟!.. ولماذا تراهن جماعة الإخوان - وحاشيتها - على «جو بايدن»؟!. يبدو أن تصريحات «المنتهية ولايته» ضد الجماعة الإرهابية، كان لها دور فى وجود أنصار عرب كثيرين!، ويبدو أيضًا، أن محاباة «السابق أوباما ونائبه بايدن وقتها» للإخوان؛ جعلتهم وأنصارهم يراهنون على المرشح الديمقراطى. قبل أربع سنوات، أدهشتنى حالة الفرحة التى انتابت الناس فى الشارع العربى، بعد نجاح ترامب وقلت: «إن الديمقراطى والجمهورى وجهان لعملة واحدة»، وإن مَن دمر العراقوسوريا وليبيا واليمن وقسّم السودان ويساند الكيان الصهيونى، لا يمكن لعاقل أن يراهن عليه. لكن راح محللو اللوبى «الأمريكانى» النافذ فى وسائل الإعلام، وما أكثرهم، يتغنون ب«جمال وحلاوة ترامب» ويزعمون أن المنطقة العربية ستعيش أزهى عصورها، وأن... وأن... وأن... إلى آخر هذه التحليلات، التى لاقت صدى لدى الكثيرين. ثم ماذا حدث، استمرت الإدارة الأمريكية تحت ولاية ترامب، فى ابتزاز الدول العربية ماليًا، حتى أنه حصل منهم بوجه مكشوف على أضعاف ما حصل عليه سابقوه فى «البيت الأسود»، وسياسيًا ساقهم جميعًا كالأغنام إلى غياهب التطبيع، بعد أن اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى، بل أصبح التطبيع مجرد أوامر تصدر بالتليفون!. وهنا فى مصر، لم يسأل «أيتام ترامب» أنفسهم: من الذى دفع تركيا إلى سوريا أو شرق البحر المتوسط، أو ليبيا؟، ومن يغض الطرف عن الدعم التركى الواضح لجماعة الإخوان سياسيًا وإعلاميًا، أعتقد أنه لم يعد سرًا، أن علاقة أمريكا بالنظامين القطرى والتركى «استراتيجية»، وأن ما يفعله تحالف «أردوغان تميم»، من العراق إلى سوريا إلى ليبيا مرورًا بمصر، ليس من بنات أفكارهم، وإنما بتنسيق مع واشنطن. أما «ولايا بايدن» من الإخوان، فلم يفهموا بعد، أنهم خرجوا من المعادلة بقرار شعبى، بعد أن قدموا مصلحة الجماعة على مصالح الوطن وساروا عكس اتجاه الحركة الوطنية؛ فكان مكانهم الذى يليق بهم، مزبلة التاريخ. أدرك المصريون على اختلافاتهم أن «إخوان اليوم» امتداد ل«إخوان الأمس»، مجرد أداة فى يد الاحتلال البريطانى، وأى احتلال يغمز لهم بطرف عينه، فالإخوان الذين رحبوا بالعدوان الثلاثى على مصر، وخططوا لضرب القناطر الخيرية والكبارى ومحطات الكهرباء، لإغراق البلاد وإظلامها، هم «إخوان اليوم» الذين هتفوا من فوق منصة رابعة: «الله أكبر ولله الحمد»، عندما قالوا لهم «إن الأسطول الأمريكى على الأبواب جاء ليركع الجيش المصرى!». لقد طنطن الإخوان ل«بايدن»، على طريقة «يا سبعى.. يا سندى» ولم يبقَ إلا أن يخرج علينا أحد مشايخهم ليقول: «إنه رأى بايدن يصلى بالمسيح إمامًا!»، متجاهلين أن سيدهم «أوباما» ظل فى الحكم أربع سنوات منذ الإطاحة بهم فى 2013، ولم يفعل لهم شيئًا، بعد أن لفظهم الشعب المصرى، فالعنف والإرهاب والقتل والأفعال التى ترقى إلى الخيانة، كتبت شهادة وفاتهم، وأرواح الشهداء الذين لقوا ربهم فى سيناء وفى كافة أرجاء الوطن منذ أن جاءت الجماعة للحكم، وحتى الآن تلاحقهم وستظل. رهانكم على بايدن، خاسر.. ليس فقط لأن عجلة التاريخ لا تعود للوراء، ولكن لأن وزنكم الحقيقى الآن صفر، وأصبحتم بالنسبة ل«أسيادكم» فى واشنطن، «كارت محروق».