أكد المشاركون فى "ندوة للرأى" التى نظمتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، أن استدعاء روح أكتوبر استدعاء لقوة الإرادة ومواجهة التحديات، وأن حب الوطن ليس مستحدثًا بل علمنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" هذا الحب بفعله وقوله. كما شددو خلال الندوة على أن الشهادة فى سبيل الوطن عز وشرف وتاج فخار، وأن الشهيد فى سبيل الله يكون مع أول زمرةٍ تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. جاء ذلك فى إطار الدور التوعوى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التى تسهم فى بناء الإنسان، وفى ضوء التعاون والتنسيق المستمر بين الوزارة والهيئة فى ملف تجديد الخطاب الدينى، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصرى، وبرعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة. وعقدت ندوة للرأى تحت عنوان: "فضل الشهادة والتضحية فى سبيل الوطن"، بمبنى الإذاعة والتليفزيون، وتحدث فيها الدكتور أسامة فخرى الجندى مدير عام المساجد الحكومية، والدكتور ياسر مغاورى عبد الحميد إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين. وفى كلمته أكد الدكتور أسامة الجندى، أن الأمم التى تريد تطورًا وتريد تقدمًا هى التى تذكّر بين الحين والآخر بمظاهر عزتها وصور انتصاراتها، ولا شك أن من أعظم وأهم مظاهر الاعتزاز وصور الانتصار "نصر العاشر من شهر رمضان السادس من شهر أكتوبر". وتابع: "إذا أردنا أن نقوم باستعادة روح نصر أكتوبر، فعلينا أن نقوم باستدعاء هذه الحالة التى كان عليها المصريون فى ذلك الزمان، فالمصريون كانوا يتسمون بقيم رائعة تتجلى فى الوفاء، والمروءة، وقيم البر بهذا الوطن، وكذلك الإرادة لمواجهة التحديات والثقة فى القدرة على ذلك، ومن ثم جادوا بأنفَس ما يملكون، بالطاقات والقدرات والإمكانات المتاحة ؛ حتى كان هذا النصر العظيم لمصرنا العزيزة". وأضاف الجندى: "من ثَمّ علينا أن نقوم باستدعاء هذه الصفات والقيم ونغرسها فى أبناء الوطن ، وفى هذه الأجيال حتى يتم تنشئتهم على حب أوطانهم، بما يصنع أجيالًا يكونون سواعد حقيقية لبناء هذا الوطن فى شتى المجالات". وقال الجندى، إن المقصود بروح أكتوبر هو قوة الإرادة لمواجهة التحديات الموجودة وقتها والثقة فى القدرة على تحقيق ذلك، هذه الروح التى تعبر عن تلك الإرادة التى تحلى بها الجندى المصرى، فلولا أنه تحلى بالوفاء والمروءة ما أخرج طاقاته وقدراته وإمكاناته ومواهبه وبذل كل جهده فى ذلك، وهو بذلك حقق معنى التضحية التى مقصودها البذل دون انتظار للأجر. وأكد أن هؤلاء الجنود البواسل أبطال ملحمة أكتوبر المجيدة علموا الجميع حب الوطن ، وليس حب الوطن أمرًا مستحدثًا بل علمنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" هذا الحب بفعله وقوله فمن الفعل. وتابع: كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إذا قدم من سفر ونظر إلى المدينة أسرع براحلته مما يعطينا الدلالة على حبه "صلى الله عليه وسلم" لوطنه ومن القول: قول النبى "صلى الله عليه وسلم": "ثلاثَةٌ تُسْتَجابُ دَعْوَتُهم : الوالِدُ والمُسافِرُ والمظْلومُ"، فالسفر والخروج من الوطن علامة من علامات استجابة الدعاء فاستجاب الله لدعوة المسافر لما يعانى من مشقة السفر والخروج من الوطن. وأشار الجندى إلى أنه من كرم الله علينا، أن وصف وطننا العزيز بما وصف به جنته وحرمه، فقال الله "عز وجل" فى وصف جنته : "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ". وأضاف الجندى: "ومن ثم يجب علينا أن نحميها وندافع عنها ، والشهيد الحق هو الذى يدافع عن أَرضه وعرضه ووطنه، فالدفاع عن الوطن والعرض عند المسلم الحق كالدفاع عن النفس والدين والمال ؛ لأن الدين لابد له من وطنٍ يحمله ويحميه". وفى كلمته دعا الدكتور ياسر مغاورى إلى ترسيخ حب الوطن فى نفوس الشباب حب الوطن، مبينا: "فقد علمنا النبى "صلى الله عليه وسلم" حب الوطن، فلقد ولد ونشأ "صلى الله عليه وسلم" بمكة وعندما أُخرج من مكةالمكرمة وطنه المحبب لقلبه "صلى الله عليه وسلم" نظر إليها قائلًا: "يا مكة والله إنك أحب بلاد الله إلى، ولولا أن أهلك أخرجونى ما خرجت"، ويحن إلى وطنه الأول مكةالمكرمة ويتمنى أن لو كانت قبلة المسلمين فى صلاتهم تجاه بيت الله الحرام بمكة حيث وطنه الأول". وأشار مغاورى، إلى بسالة الجنود الأبطال فى حرب السادس من أكتوبر 1973، وما قدموه من تضحيات وبطولات، فلقد قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن فحققوا النصر ومنهم من نال الشهادة فى سبيل الله "عز وجل". وبين أن للشهداء عند ربهم منزلة عظيمة لأنهم مع النبيين والصديقين، فالشهادة فى سبيل الوطن عز وشرف وتاج فخار، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".