أهلتها ملامحها المصرية الصميمة، وخفة ظلها المتناهية أن تصبح الملكة المتوّجة على عرش "التلقائية"، والظاهرة الفنية التي يصعب أن تتكرر.. عن عبلة كامل، أو "خالتي فرنسا" أتحدث بمناسبة بلوغها الستين من عمرها المديد- بإذن الله-، وهي مناسبة تجعلنا نتساءل: لماذا لا نحتفل بنجومنا الكبار بصورة حقيقية، معبرين لهم عن عميق محبتنا، واهتمامنا بهم- وبهن- في زمن قلّ فيه الوفاء؟!!. في 17 سبتمبر 1960م، كان ميلاد "عبلة كامل محمد عفيفى" بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وحصلت على ليسانس الآداب قسم مكتبات من جامعة القاهرة. اكتشفها المخرج الكبير يوسف شاهين وتحديدًا خلال بطولتها لمسرحية "مغرمة"، ليطلب مشاركتها في فيلم "وداعًا بونابرت"، بعدها انطلقت للعمل في أفلام عديدة، منها: "الطوفان" مع المخرج بشير الديك، و"للحب قصة أخيرة" مع المخرج رأفت الميهي، قبل العمل مع الفنان الكبير محمد صبحي في المسرحية الشهيرة "وجهة نظر"، والتي تمثل علامة فنية مهمة في حياتها المهنية. كما يُعد تقديمها لشخصية "فاطمة كشري" في المسلسل الشهير "لن أعيش فى جلباب أبى" عام 1996م، أمام الفنان الراحل نور الشريف، علامة فاصلة في حياتها الفنية، وربما لم يلق مسلسل آخر نفس الشهرة إلا مسلسلها الأخير "سلسال الدم" (خمسة أجزاء). أما أبرز الأعمال السينمائية لها، فتضم: "سواق الهانم"، و"هستيريا" مع النجم الراحل أحمد زكي، وكذلك القيام ببطولة أفلام: "كلم ماما"، "خالتي فرنسا"، "عودة الندلة"، "سيد العاطفي"، "اللمبي"، "اللي بالي بالك". وقد أثيرت مؤخرًا أقاويل كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عن اعتزال النجمة الكبيرة، ساعد على تزكيتها أن عبلة كامل لا تتعامل مطلقًا مع السوشيال ميديا، فضلاً عن رفضها للظهور الإعلامي سواء بالصحف، أو البرامج التليفزيونية منذ سنوات طويلة، وهو الأمر الذي نفاه زوجها السابق الفنان أحمد كمال (والد ابنتيها التوأم) مؤكدًا أنها لم تعتزل، ولكنها تنتظر العمل الفني الجديد المناسب للظهور فيه، لا سيما بعد النجاح الساحق لمسلسلها الأخير "سلسال الدم". ومن الأشياء اللافتة في شخصية النجمة الكبيرة، ما حكته في حوار قديم على صفحات مجلة "الهلال" العريقة كاشفةً عن أطياف من شخصية هذه الفنانة العبقرية التي ترتعب من الأجهزة الكهربائية ولا تقترب منها أبدًا، لدرجة أنها لا تدير مفتاح المروحة مهما حدث حتى ولو ستموت من الحر!! كما أنها تخشى كثيرًا من الأماكن المرتفعة، وكان من أمانيها أن تطلع برج القاهرة ولكن بشرط أن تنزل بسرعة!!، فضلاً عن أنها لا تحب الأبواب المفتوحة، وتكره فترة الغروب، إضافةً إلى أنها تلجأ للنوم هروبًا من سوء حالتها النفسية!! أما الأغرب، فهو ذلك الحلم الذي كان يتكرر معها باستمرار، ومفاده: أنها داخل أسانسير طالع إلى أعلى بلا نهاية، وأظن أنه طالع إلى المجد.