حذر وزير الخارجية المصر، محمد كامل عمرو، من انهيار سوريا 'بما ينذر بعواقب وخيمة علي الأمن العربي الإقليمي بل والدولي'. وقال 'عمرو' 'أمام الدورة غير العادية لوزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة' إن 'غيوم الاحتراب الطائفي تتكاثف في الأفق بكل ما تحمله من أخطار علي النسيج الاجتماعي للشعب السوري وصيغة العيش المشترك'. وأشار إلي أن الثورة السورية دخلت عامها الثالث ولا زال الشعب السوري الشقيق يعاني في ضوء ما يتعرض له من قصف وتعذيب وتهجير ومجازر، وكشف عن 'تدخل عناصر خارجية بشكل مباشر في المواجهات العسكرية الدائرة وخاصة في مدينة القصير'، في إشارة لقوات حزب الله اللبناني في الصراع. وعبر 'عمرو' عن قلق البالغ من جراء ما يحدث 'رافضا أي تدخل أجنبي في سوريا'. وأكد خطورة 'المأساة التي يعيشها أكثر من أربعة ملايين سوري ما بين لاجئ، يعيش خارج وطنه أو نازح في الداخل، بفعل الآثار المباشرة للاقتتال الدائر في سوريا، التي بدأت تمتد بشكل مباشر إلي أراضي دول الجوار'. وحدد 'عمرو' عددا من الخطوات المهمة لإنجاح الجهود بشأن الملف السوري، لاسيما التوحد العربي الذي يضمن بذل كافة الجهود لتوحيد المعارضة السورية وتفويت الفرصة علي من يحاول أن تذهب المعارضة إلي جنيف منقسمة في مواجهة النظام. وطالب برحيل 'كل القيادات التي تلوثت أيديها بدماء الشعب السوري'، وأن تكون عملية التفاوض خلال مؤتمر جنيف 2 مرتبطة بإطار زمني محدد، بما في ذلك الاتفاق علي المدي الزمني للمرحلة الانتقالية، تفويتا لمحاولة استخدام مؤتمر جنيف 2 لكسب الوقت، مع استمرار المأساة التي تدور رحاها في سوريا ويدفع ثمنها الأبرياء من السوريين '. داعيا إلي ضرورة قيام النظام فور بدء المفاوضات بالتوقف عن ممارساته الوحشية في حق الشعب السوري، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لكافة الأراضي السورية. وقال إن مصر تكثف اتصالاتها مع كافة أطياف المعارضة السورية لتحقيق هذا الهدف، ولا يفوتني أن أعرب عن ترحيب مصر بقرار الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية بتوسعة هيئته العامة لتصبح أكثر تعبيرا عن أطياف الشعب السوري. وعبر عن مصر شعبا ومؤسسات لتطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير والديمقراطية عبر عملية سياسية تفضي إلي نقل السلطة في سوريا بشكل آمن ومنضبط يحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية ووحدة نسيجها المجتمعي ويحافظ علي مؤسساتها الوطنية، كما أكد أن القاهرة لديها قناعة ب 'أنه لا مكان في سوريا الجديدة لأي من القيادات التي تلوثت أياديها بدماء الشعب السوري '. وأشاد 'عمرو' بما تقدمه الدول العربية من مساعي لصالح الشعب السوري، مؤكدا أن عليها أن تبذل كل ما في وسعها للتوصل وبصورة عاجلة إلي إنهاء الوضع المأساوي الذي تشهده سوريا الشقيقة. وقال 'انطلاقا من تلك الثوابت فإن مصر تنخرط بفعالية في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلي التوصل لهدف التسوية السلمية، ابتداء من المبادرة العربية ومرورا بخطة كوفي عنان وصولا إلي تفاهمات جنيف في يونيو من العام الماضي'، معبرا عن دعم القاهرة المتواصل لجهود المبعوث العربي الأممي المشترك، الأخضر الإبراهيمي 'حتي وإن لم يكن لها نصيب من النجاح لأسباب متعددة تعلمونها جيدا'. وأوضح 'يأتي اجتماعنا اليوم في أعقاب التفاهم الروسي - الأمريكي الأخير الرامي لتفعيل وثيقة جنيف من خلال عقد مؤتمر جنيف 2، وبما يتسق إلي حد كبير مع عناصر المبادرة التي طرحتها مصر وما بذلته من جهود في هذا الشأن وبما يهيئ فرصة - ربما الأخيرة - للتوصل إلي حل سياسي للوضع في سوريا '. ونبه إلي أن هذا الاستحقاق الهام يملي علينا تعزيز جهودنا المشتركة لدعم العملية السياسية التي قد يطلقها مؤتمر جنيف 2، لأن البديل عن التوصل لحل سياسي سيصعب التنبؤ بعواقبه، وسيكون بلا شك كارثيا علي الشعب السوري الشقيق، وعلي الاستقرار في عالمنا العربي، وسيؤدي إلي انهيار دولة طالما كانت فاعلا محوريا قي منظومة العمل العربي المشترك.