مع توالي الأعياد والمناسبات المتكررة التي لا تعد ولا تحصي في بلدي الحبيب ومازالت عقليات الزمن الحاضر تتعامل مع الواقع بعقليات القرن الماضي نعم فنحن ما زلنا نعيش في زمن يملأه الغموض والتناقضات والمصالح والقرابات والولاءات مصطلح واحد لكننا اليمنيون استطعنا تصنيفه واستخدامه بمختلف الاوقات ما جري في الماضي القريب ويجري حاليا هو عبارة عن تقديس لذات اكبر مما تقديس لوطن انه فن صناعة الاصنام من جديد لقد استيقظت الصباح باكرا وانطلقت مهرولا الي العم سيف صاحب الكشك القريب من مسكني واخذت اغوص بين صفحات الصحف بجميع انواعها لكني وللأسف لم اجد مادة صحفية كالعادة وانما صفحات تهاني وتبريكات تزف الي سيادة الرئيس ورغم تصفحي لكل الصحف الرسمية والحزبية والمستقلة ظننت بمخيلتي ان المخرج لتلك الصحف هو واحد جميعها بتصميم واحد وبتهاني واحده وبأسماء متكررة فتعجبت كثيرا وانا اري اسم المهنئ الفلاني في الصحيفه الفلانية هو نفسه في الصحيفة الأخري فراودني ذهني بأن هذا الشخص يحب الوطن كثير ويريد منصب اكبر لقد تمنيت كثيرا وانا اتصفح تلك الصحف ان اجد تهنئة مختلفة النظير كأن اجد تهنئه خاصة بالوطن او تهنئة منفردة بالشعب او ما ماثل ذلك لقد جرت عملية التغيير ولمسنا ذلك في القرارات والتعيينات فقط ولكن لم نلمسها في الوضع المعيشي للناس فعدد الفقراء والمتسولين في ازدياد وامراض سوء التغذية في ازدياد والجرع المخفية في ارتفاع ولاحظنا ذلك في الغلاء المعيشي للأسف الشديد ان حب الظهور والتعالي في العقلية اليمنية ما زال سائدا وهذا غلط كبير جدا لأنه يبني علاقات كلها معتمدة علي المجاملات وليس علي المسؤولية الملقاة علي عاتق الشخص. انا لست معترض علي التهاني او علي شخص الرئيس نفسة بقدر ما انا متخوف من صناعة صنم جديد كالذي سبقه تم تقديسه والتسابق بمديحه والثناء عليه حتي أوصلنا الي الهاوية ان ثقافة تقديس الاشخاص هي فن تصنعه الولاءات واصحاب المصالح الشخصية الذي يغلب عليها حب النفس علي حب الوطن انه فن يصنعه اليمنيين باحتراف. تمنيت ان يكون الاحتفال بشكل مختلف لكن للأسف ما زالت العقليات السابقة هي المهيمنة حتي الآن فلن نشعر بالتغيير الحقيقي حتي يتم تقديس الوطن علي الاشخاص وحتي يجري فينا حب الوطن كمجري الدم في جميع اجزاء الجسم. [email protected]