من أفضل العبادات قضاءِ حوائج الناس وجبر الخواطر ونشر الأمل بين الناس وسماحة التعامل بين الناس فالدين المعاملة وحول هذا المغزى والمعنى يحدثنا فضيلة الشيخ محمد العريان من علماء الأزهر الشريف وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية. الدين ليس عبادة فحسب بل هو معاملة وفضائل وقيم تبني حياة وتؤسس مجتمعات صالحه، ومن أفضل العبادات قضاء حوائج الناس ومساعدتهم وهذا من الأخلاق الرفيعة التي تدل على سموِّ النفس، وسلامة القلب، ورجاحة العقل. ويضيف فضيلته.. سأسلط الضوء فيهاعلى مسألتين المسألة الأولى: ثمرتها في الدنيا،فعبادة قضاء الحوائج من أعظم ما يرفع الله به البلاء، فهي سبب للأمان بعد الخوف، والغنى بعد الفقر، والشفاء بعد المرض، واليسر بعد العسر، مصداق ذلك ما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ...مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ... وما رواه الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ. وما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي أولَ مرة رجع إلى زوجته خديجة خائفا فقال لها: لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي، فَقَالَتْ رضي الله عنها –: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. والخلاصة أن الذي يقضي حوائج الناس يتولى الله – سبحانه وتعالى - قضاء حوائجه. وأشار المسألة الثانية: ثمرتها في الآخرة، فعبادة قضاء الحوائج ثوابها عظيم عند الله – تعالى – في الآخرة، مصداق ذلك قوله - سبحانه -: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا... وما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً منْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ... وما رواه الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ لِلهِ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلْقَاً خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ, يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ, أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ. فما أحوجنا – أيها الإخوة والأخوات في الله - إلى تنزيل هذه العبادة العظيمة في واقعنا، خاصة في ظل هذه الظروف التي يعاني فيها العالم من تداعيات [كُوفِيدْ 19]، فلنبادر إلى قضاء حوائج إخواننا، عسى الله أن يقضى الله حوائجنا، وأن يرفع هذا البلاء عنا، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.