إنها "أنتيفا" واليسار الراديكالي، لا تلقي اللوم على الآخرين.. هكذا تحدث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن الفوضى العارمة وغير المسبوقة التي حلت بالعديد من المدن الأمريكية على خلفية تداعيات مقتل الأمريكي ذي البشرة السوداء "جورج فلويد"، وقد لوّح "ترامب" إلى اعتزامه تصنيف حركة "أنتيفا" على لائحة الإرهاب. و"أنتيفا"، وكما يبدو من إسمها "أنتي- فاشست"، هي حركة يسارية مناهضة للفاشية والنازية، معارضة للرأسمالية والنيوليبرالية واليمين المتطرف، ويعتنق أغلب أعضائها الأفكار الاشتراكية واللاسلطوية مع بعض الأفكار الليبرالية. وغير معروف حتى الأن أياً من قيادات لهذه الحركة التي انتشرت بالمجتمع الأمريكي في العقود الأخيرة، أي أنها "حركة سرية" كما يعترف المنتمون لها تنظم أنشطتها من خلال خلايا محلية تعمل بشكل منفصل ومستقل بالمدن الأمريكية. وثد برزت تحركات "أنتيفا" مع وصول "ترامب" (اليميني الفكر) إلى البيت الأبيض في عام 2016م، ومن ذلك مشاركتها في احتجاجات عام 2017م، وهو الأمر الذى أدى إلى اعتبار هذه الحركة مصدر إلهام للحركات المناهضة للعنصرية والتمييز على أساس الجنس. ورغم تصريحات "ترامب" المباشرة ضد "أنتيفا"، إلا أن اعتبار الحركة هي - وحدها- وراء الإحتجاجات والفوضى المنتشرة بالمدن ألأمريكية لهو نوع من التبسيط المخل، فهنا عدة أطراف تناوئ "ترامب" وإدارته وتسعى لإسقاطه بكل السبل، وأولها الحزب الديمقراطي المنافس الأكبر والأول للرئيس الأمريكي (الحزب الجمهوري)، والذي يؤجج الإحتجاجات لاعتبارات انتخابية إذ اقتربت معركة الرئاسة الأمريكية أواخر العام الجاري حيث يطل من المشهد الإنتخابي للديمقراطيين "جون بايدن". وقد اتهم "ترامب" صراحة الحزب الديمقراطي بأن محاميه قاموا بدفع كفالات ل (13) عضواً من المخربين وقادة الاحتجاجات لإخراجهم من أقسام الشرطة؟!. أما الطرف المناوئ الآخر للرئيس الأمريكي، فيتمثل في "السود" والذين يمثلون كتلة انتخابية كبيرة، ولكن مشكلتهم الرئيسية أنهم غير متحدين، فضلاً عن استيائهم من الحزب الديمقراطي الذي يستخدم مقتل "فلويد" بصورة انتهازية لأغراض انتخابية، إضافةً إلى رفضهم اختزال قضية "العنصرية ضد السود" في "غدارة ترامب" لأنها قضية ممتدة منذ عقود، قبل "ترامب" وربما تستمر بعده؟!. وهناك طرف آخر مناوئ ل "ترامب" لا يقل أهمية عما سبق، وأقصد به "الإعلام"، ولن نبالغ إذا قلنا أن ملا يقل عن (90%) من وسائل الإعلام الأمريكية ضد "ترامب" لاعتبارات عدة، منها ولاء هذه الوسائل الإعلامية ل"ممولين" يعارضون "ترامب" على طول الخط، ومنهم: الحزب الديمقراطي، وبعض "اللوبيات" المنتشرة بالمجتمع ألأمريكي، من عينة "اللوبي القطري".. وصحيفتا: "نيويورك تايمز"، و "واشنطن بوست" خير مثال؟!.