يطرح علي المشهد السياسي الان سؤال محوري، يشغل الاعلام ورجال السياسة، وتدور حوله نقاشات في مقاهي المصريين وبيوتهم، وهو هل يسقط مرسي قريبا وماهي الطريقة وكم يبقي في الحكم قبل السقوط، وهل يسقطه الجيش بانقلاب عسكري ام تسقطه الجماهير بحصارالقصر ام يسقطه القضاء بسحب الشرعية عنه واصداراحكام بحبسه، السؤال يولد اسئلة كثيرة والشارع يموج بتيارات متصارعة كل منها يعتقد انه يملك معلومات مؤكدة، سواء بحتمية السقوط او البقاء، كنت في طريقي الي السفارة البريطانية للاحتجاج بمناسبة ذكري النكبةوعند احد مخارج ميدان التحرير خرج سبعة من الصبية لاتزيد اعمارهم عن الثانية عشر ويرتدون ثيابا بالية، حاصروني والتفوا حولي يطالبون بسجائر، قلت لاادخن وليس معي سجائر، قالوا اذن اعطنااموال نشتري سجائر، لم يكن امامي الا ان امنحهم نقودا، حتي اخرج سالمامن هذا الحصار، كان المشهد جزء من الاجابة ربما سقط مرسي بالفعل وسقطت معه الدولة، لان ماحدث لم يكن من بلطجية في منتصف الليل خارج القاهرة ولكن في وضح النهاروفي قلب القاهرةو مثلما سقطت الدولةعندما تم خطف جنودنا في سيناء وقام الخاطفون بايقاف سيارات المارة وانزال الجنود واحتجازهم امام رجال الامن وعندما اغلق جنود اخرون معبر رفح وتوسل لهم قادة الداخلية ولكنهم اهانوا البلد واصروا علي اغلاق المعبروحضوروزيرالداخلية، هل هذه مؤشرات لسقوط مرسي ام انها دلائل علي سقوط وطن بأكمله، وهل هناك خطة او رؤية لانقاذنا من السقوط ام ان همنا هو سقوط مرسي وبعدها تفرج، وكيف يصمد مرسي ومن يحميه برغم من تجرؤالصبية ومشاهدسقوط الدولة في كل مكان، يفرح اصحاب القلوب المريضة لتلك المشاهد لان الهدف ليس الوطن ولكن فقط تفريغ شحنة كراهية وحقد، ويحزن القابضون علي وطنيتهم من تلك المشاهدويدعون الفرقاء للتوقف قليلا عن الغرور وأوهام القوة والبحث عن مخرج امن لمصر، يضمن لها ان ترفع السيوف والخناجر عن كبدها ونتفق علي ان الجميع اخطأ وان الجميع لايملك البديل وان انقاذ الاوطان لايمكن ان يكون وفق حسابات الورقة والقلم ولكنه لايكون ابداً الا من خلال تقديم تضحيات وتنازلات وابداع عقلي يتجرد من حقدوكراهية القلوب، والحقائق الثابتة ان مرسي رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وانه لايمكن قتل خمسة ملايين من اتباعه لاسقاطه وفي المقابل ان الدولة المصريةفي جزء كبير من مكونها الثقافي تتعارض تماما مع مرسي والجماعة، علينا اذن ان نعيد طرح السؤال بشكل اخر وهو كيف نحافظ علي الخيارالديمقراطي ونحافظ علي المكون الثقافي للدولة المصرية بتنوعاته المختلفة، ان لم نفعل ذلك فسوف يكون الطريق الاسود وهو إحراق مصر لاإحراق مرسي وجماعته، هل نحن عاقلون.