يترقّب الأجداد حفيدهم الأول بفارغ الصبر، ويكونون عند زواج الابن أو الابنة أكثر تشوقًا من الزوجين لرؤية المولود الأول، الذي يشعرون معه أنه فعلًا أغلى من ولدهم، فيقدمون له الكثير من الدلال والرعاية. .ويعمد بعض الأجداد إلى الإفراط في تدليل الحفيد الأول، فيما يعمد بعضهم الآخر إلى معاملته بطريقة توازن بين التدليل والصرامة حرصًا على عدم إفساد شخصيته. وعلى الرغم من أن إحساس الجد أو الجدة لا يكون مع حفيد واحد، بل يختبرون التجربة مع أكثر من حفيد إلا أنه يبقى الحفيد الأول،في الأخير ، مميزًا كثيرًا ولاسيما إن كان ذكرا، حيث إن بعض العائلات تمنح المولود الذكر الأول معاملة الحفيد الأول، وإن كان قد سبقته فتيات. وغالبا ما يأخذ الحفيد الأول النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية،عند الجدين والأعمام والعمات وكذلك الأخوال والخالات، ويكون موضع اهتمام الجميع والسؤال عنه ومراقبة حركاته والحرص على مداعبته وتقديم الهدايا له. وغالبا ما يتنافس الكبار على الاهتمام بالحفيد الأول..وفي كل الأحوال، يجب الانتباه إلى أن عملية التربية تراكمية ويؤثر فيها الجميع، ويجب أن تكون تصرفات الكبار مدروسة ومنسقة حتى لا يحدث خلل في شخصية الطفل نتيجة الدلال الزائد، فقد تؤثر سلبا على الشخصية بدون قصد، فالتربية بحاجة إلى علم ودراية وأن ينتبه الوالدان إلى سلوك أبنائهما. بعد عملية وضع ،تدوم لبعض الوقت، يخرج للدنيا أعز الحبايب، جمال على جمال،حيث ينفجر أعذب وأطهر ينبوع حب عرفته البشرية،وهو علاقة الطفل بأمه، ثم يتلقفه الأب والأجداد،وكأنهم يحتضنون العالم كله بين أيديهم. هي لحظة فارقة في عمر الإنسان خاصة الوالدين والأجداد، لحظة تعلن وبقوة عن إعجاز الخالق، ولا يسع الإنسان خلالها إلا التسبيح لله رب العالمين، والشكر له على كل نعمه التي لا تحصى ولا تعد. هو ترتيب وتنسيق رباني مُعْجِز، فعندما يشعر الإنسان بأنه أصبح مُسنًا، لا بد أن يرسل له الله سبحانه وتعالى من يجدد له أيامه، ويفتح قلبه لحب يدوم ويدوم، باختصار هي حكاية الحفيد بالنسبة للأجداد. «حرجلاتك.. برجلاتك.. حلقة دهب في وداناتك».. أغنية مصرية، ومأثور شعبيّ، يبدأ بها الاحتفال ب "السبوع" للحفيد.. والحفيد داخل الغربال، والأقربون يلتفون حوله بالشموع وينثرون الملح. ومن العادات المميزة لمولد الطفل، أن يؤذن الأب في أذن ابنه ،ثم يذبح "العقيقة"؛ ليكون الصغير مباركًا يحفظه الله سالما غانما، تحفه الملائكة من كل صوب، ويشب على الهدوء ولين الطبع.. هي علاقة طبيعية من حب أبدي تربط فيما بين الحفيد وأجداده خاصة الجدة، والدراسات قديمة أو حديثة أثبتت أن علاقة الحب هذه بين الأجداد والأحفاد، هي بالقوة ذاتها التي تربط الأحفاد بأجدادهم، فالصغار يستشعرون الحنان بطريقة فطرية خاصة ذلك الحنان الجارف بين أجيال صاعدة للحياة وأخرى ربما تلوح للحياة تلويحة وداع..بل وتقطع الدراسات بأن نسبة الشعور بالأمان لدى الأحفاد تصل لذروتها مع الأجداد،حيث ينظر الأحفاد للأجداد على أنهم الحكماء، وعندما يشبّ الحفيد يكون الأجداد هم كاتمي أسراره، بين يديهم يضع مشاكله ويعرف جيدًا أن الحل الأكيد عند جده أو جدته ، فيما يكون الأحفاد هم خير عون وسند لأجدادهم، حيث علاقة الأجداد بأحفادهم هي واحدة من أكثر العلاقات الأسرية قوة ومتانة.