أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية ، أن ما يقوم به رجال وأبطال القوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية في أرض سيناء والتي هي قطعة عزيزة علينا من مصر الحبيبة، هي تضحيات وبذل وعطاء وحياة روح للمصريين جميعا يقدمها أبطال المؤسستين العريقتين المخلصتين للدفاع والزود عن الوطن وأبنائه، وأنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . جاء ذلك خلال كلمة مستشار مفتي الجمهورية، الليلة في الحلقة الثانية عشر من حلقات برنامج "حديث السحور" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط على حسابها على "فيس بوك" وقناتها على موقع "يوتيوب" على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم. وشدد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية على أن هذه التضحيات تثبت أن القوات المسلحة والشرطة المصرية ينسجمان انسجاما تاما لفداء هذا الوطن وحماية كل شبر منه، وليس سيناء فقط التي خصها الله تعالى بجبل الطور، والذي تجلى فيه المولى تبارك وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام، هذه البقعة المباركة يحق لنا أن نضحي من أجلها بهذه المعاني كلها ولأنها جزء من الوطن. وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية : " خاسر من يظن ، وواهم من يظن أن الوطن لا حماية له ، وأيضا خاسر من يقول أو يردد (أن الموت في سبيل الوطن ليس في سبيل الله) .. هذه المقولة التي يقولها المتطرفون الإرهابيون ، كما (يقولون اجعلوا الوطن يعطيكم الثواب .. لا ثواب لكم عند الله) .. هكذا يردد دائما الإرهابيون المتطرفون ، إنهم يفترون الكذب والبهتان على الله في مقولاتهم ، لأن الله عز وجل بين لنا أن الوطن شقيق الروح ، بمعنى أن الإنسان يحافظ على وطنه كما يحافظ على حياته ، هكذا علمنا القرآن الكريم "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا " الآية (66) من سورة النساء . " لماذا لأن حب الوطن والالتصاق به ومسقط الرأس والأرض التي أعيش فيها وأنتمي إليها جغرافي وتاريخيا وحضاريا وجسديا تساوي الروح تساوي الحياة . إذا الوطن حياة". وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية قائلا "لذلك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن الشهداء حتى يعلم من لا يتعلم أو يتغافل عن العلم ، لم يتحدث عن الشهداء في المعركة فقط وإن كان هذا ما تقوم به القوات المسلحة المصرية (الجيش المصري والشرطة المصرية)، بل وكل إنسان أصيل في أرض سيناء المباركة يساعد أبطال مصر ويقول أنا معهم في المعركة ضد الغدر والخيانة والارهاب وضد من يسعون في الأرض فسادًا.. إذًا ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة المصرية من أعمال بطولية هو قتال في سبيل الله لأنه معركة حقيقية للدفاع عن الأرض والعرض ، لأنها تحافظ على البلاد والعباد " الأرض والعرض والبلاد والعباد " هذه ليست مصطلحات من عندنا ولكن من عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة السلام " ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)". وقال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إذًا هؤلاء الرجال الأبطال في أرض سيناء والذين يحاربون ليل نهار ونحن جالسون نائمون متكئون على فروشنا نائمون وهم يحاربون ساهرون هؤلاء الأبطال يجمعون بين قتال عدو لا نعرفه أو نعرفه ولكنهم أطراف شتى تريد الخسارة والانكسار للأمة المصرية ، ولكن ما ورد في كتب الأقدمين أن هذه الأمة لا تنكسر الأمة المصرية ، وأن هذه الأمة لا تنهزم ، لذلك وكما ورد في هذه الكتب أن الله تعالى قال ..من أراد أرض مصر بسوء قسمه الله . أخذه الله . أذله الله .أهانه الله . لايتم الله له شأنا و لا أمرا ، لان هذه الأمة أمة عريقة . أرض الأنبياء . أرض العلماء . أرض الأبطال أرض الجنود ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن الجيش والشعب فيها وقال فإنهم "الجيش" وأهلهم "الشعب " في رباط إلى يوم القيامة". وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية أن هذه التضحيات وهذه الدماء التي يقدمها الرجال الأبطال على أرض سيناء، هي دماء عزيزة غالية علينا جميعا نحن المصريون .. كل قطرة دم من جندي أو ضابط تحفظ آلاف الأرواح بل الملايين داخل الأرض المصرية، قال تعالى "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا". وأضاف أن الشهيد حي وليس ميتا بنص القرآن "وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" .. لأنه يضحي بنفسه من أجل عرضه ووطنه فلا تقٌل عنه ميتا، ولكن قل شهيدا .. "وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ". وقال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية : "نقول لكل أم شهيد ولكل أب شهيد ولكل أخت شهيد ولكل زوجة شهيد ولكل ابن شهيد ولكل بنت شهيد نقول لهم ولنا ابنكم وأخوكم وأبوكم حي وليس بميت لأنه شهيد وتحية لكل شهيد لأننا أخوتهم وأبائهم وأبنائهم هم منا ونحن منهم ولسنا شيئا بدونهم ..نقول تحية لكل الشهداء ممزوجة بالدعاء بأن يجعلهم الله في مراتب الشهداء وأن يلحقهم بركب الأنبياء والأولياء".