أكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، أن مصر تحتفي في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المعظم وفي هذه الأيام المباركة بذكرى طيبة عزيزة غالية على قلوبنا نحن المصريين هي ذكرى العاشر من رمضان حيث نصرنا الله تعالى على إسرائيل في هذا الشهر بعد احتلالهم لجزء من أرض مصر الحبيبة وهي سيناء حيثث قامت قواتنا المسلحة الباسلة بالعبور لتحرير تلك الأرض المقدسة . وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية - خلال كلمته الليلة في الحلقة التاسعة من برنامج (حديث السحور)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ.ش.أ./ على موقعي الوكالة على (الفيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي يجرى إذاعتها يوميا على الموقعين بمناسبة شهر رمضان الكريم - إنه بعد ما اجتمعت لإسرائيل جموع العالم في عدوان 1956 على مصر المحروسة ، ثم جاءت بعد ذلك نكسة 1967 فآلمت قلوبنا جميعا نحن المصريين ، إذ وطأت أقدام هؤلاء أرض مصر الطيبة الطاهرة ، وخاصة أرض سيناء . وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن قواتنا المسلحة ضربت أروع الأمثلة في التضحية من أجل تحرير سيناء المقدسة التي خصها الله دون بقاع الأرض كلها بأن تجلى عليها بنوره قال تعالى : "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( آية 143 من سورة الأعراف)"، لافتا إلى أن جبل الطور جبل مقدس، ووادي طوى واد مقدس "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (آية 12 من سورة طه) " إنها بقعة طاهرة طيبة عزيزة على نفوسنا فيها بركة كلها. وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن سيناء ستظل مقبرة للغزاة ومن على شاكلتهم من الإرهابيين على مر التاريخ، إذ هيأ الله جيش مصر الباسل الجسور على الرغم من الفارق في العتاد والسلاح بين جيش مصر المحروسة وبين جيش إسرائيل الغاصبة ، ولكن السلاح بدون رجال لا وزن له ولا قيمة له، فأبطال مصر ورجال جيشها رجال حقا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتحركوا في شهر رمضان في العاشر منه تحركا يحرسه الله ، وجمعا يرعاه الله، فنصر الله جيش مصر نصرا مؤزرا واجتاز صعابا ولم يكن يدر بفكر إسرائيل يوما ان يستطيع جيش مصر ولا عدة جيوش أن تجتاز خط بارليف أو أن تعبر قناة السويس بعدما حصنوا شاطئها الشرقي تحصينا عجيبا عدوه من الفرائد في العالم حتى يكون سدا منيعا يمنع المصريين وجيشهم من عبور قناة السويس . وأضاف "لكن الله نصر جيش مصر العظيم، لأنه كان مع الله حتى يمحو صفحة الهزيمة السيئة، فبيض الله وجوه جيش مصر وصار كل فرد من أفراد القوات المسلحة المصرية في قلب كل مصري، بل في قلب كل عربي .. لماذا لأنه استطاع أن يواجه هذا العدو الغاشم في العاشر من رمضان الموافق السادس من اكتوبر.. فكان النصر عظيما وكان التأييد من الله كبيرا وكان الله معنا ، لافتا إلى أن علماء الدين كانوا أيضا بجانب قيادات الجيش ورجاله في سيناء المباركة لتعود أرض سيناء إلى حضنها الأصلي مصر المحروسة التي ذكرها الله في القرآن الكريم 79 مرة ، وجاء الحديث عنها كثيرا في القرآن الكريم". وتابع: تحضرنا الآن كلمة سيدنا نوح حينما ضاقت البلاد بأبنائه ، قال له ابنه بيصر وكان نوح عليه السلام جده كما جاء في كتاب الفضائل للكندي يا أبت أشر علي بأرض اهبط إليها .. فقال له نوح إهبط إلى أم البلاد وغوث العباد ..نهرها أفضل أنهار الدنيا .. ودعا له نوح عليه السلام قائلا : اللهم بارك فيه وفي ذريتي وأسكنه تلك الأرض وسخرها لهم وقوها وقوهم عليها .. ومن ثم كان دعاء سيدنا نوح للمصريين ومصر أقدم بلد في التاريخ والتي ذكرت في القرآن وعنوانها الأرض المقدسة في سيناء المحروسة التي هي في قلب مصر المحفوظة .. فحمى الله جيش مصر وحرس الله المصريين ورفع رأسهم على العالمين في شهر رمضان المعظم في العاشر منه الموافق السادس من أكتوبر وفي كل وقت وحين ، فالحمد لله رب العالمين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.