لأن الصمت علي الجريمة أحيانا يكون جريمة أكبر، تخرج التسريبات من ملف تحقيقات جريمة رفح، لتؤكد أن صمت الرئاسة والحكومة وراءه جريمة أكبر هي التواطؤ علي دماء شهداء من شباب مصر ذهبوا لخدمة الوطن، ولم يلعقوا الأحذية للحصول علي جنسية أخري تعفيهم من أداء الخدمة العسكرية، ولم يسعدهم الحظ بالمرور صدفة علي أبواب وزارة أنيقة ليجدوا إعلان وظائف، ويحصلوا عليها بعد شهور من تخرجهم، بينما الملايين بلا عمل من سنين، فكان التآمر علي دمائهم ثمنا لصراع تجار الدين والسياسة علي الحكم. وبعد تسريبات المخابرات عن تورط عناصر من حماس في جريمة رفح والتي لم تجرؤ أي جهة رسمية مصرية علي الخروج لنفيها، جاءت تأكيدات جديدة تشير إلي أصابع تلعب في تقارير الطب الشرعي والتشريح التي تثبت الكشف عن هوية خمسة من منفذي المجزرة، بينهم أربعة فلسطينيون، وفقا لما أعلنه اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، والذي أعلن في تصريحات لإحدي الفضائيات أن الطب الشرعي المصري تعرف علي هويات خمس جثث من منفذي حادثة رفح، مشيرا إلي أنهم 4 فلسطينيين، وواحد مصري من مرسي مطروح، وأضاف اليزل أن النيابة العسكرية لم يصلها تقرير الطب الشرعي حتي الآن، مما يلقي بتساؤل حول الدور الذي يلعبه الطب الشرعي في تحقيقات قتل المصريين المتورط بها النظام أو مسؤول عنها وأجهزته. اليزل أكد أيضا أن المعلومات متوفرة، ويجب علي الحكومة المصرية أن تمتلك شجاعة الإعلان عن المسؤول الحقيقي عن هذه الجريمة. ويسود اعتقاد في مصر أن إسلاميين متشددين من قطاع غزة ربما كانوا ضالعين في الحادث بمشاركة متشددين مصريين في سيناء. وينفذ الجيش عملية واسعة لهدم الأنفاق علي الحدود المصرية مع قطاع غزة، للحد من تنقل العناصر المتشددة وعمليات التهريب. . وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور إن عملية هدم الأنفاق مستمرة ولم تتوقف وكان آخرها كشف أكبر نفق لتهريب السيارات والشاحنات بعرض 4 أمتار وارتفاع 3 أمتار. الوضع في شمال سيناء محزن ومقلق، ولا يزال الشارع السيناوي بأكمله يتساءل: من قتل الجنود المصريين في مدينة رفح في شهر رمضان الماضي؟ ولما لم يتم الاعلان عن القتلة حتي الان؟ وهل النظام الجديد قادربالفعل علي حماية سيناء؟ أم سنبكي علي اللبن المسكوب قريبا؟ الشيخ مسلم ابو زياد أحد مشايخ سيناء يشير إلي إلي أنه في بداية العملية العسكرية للقوات المسلحة 'نسر' في سيناء، تم القبض علي أحد العناصر الإجرامية التي يعتقد أنها شاركت في قتل الجنود بعد إصابته في قدمه.. وأنه سأل أحد الضباط عن سير التحقيقات.. فقال: تم منعنا من متابعة التحقيقات، وتم ترحيل المقبوض عليه إلي القاهرة، بدعوي توفير الرعاية الطبية المناسبة واستكمال التحقيقات في القاهرة مضيفا انة تم التعتيم علي القضية واضاف 'ابو زياد' ان سيناء مصيرها الي زوال.. فما هي إلا عدة أشهر وسنسمع عن استقلال سيناء عن مصر، مفسرا ذلك بأنها تحولت إلي مرتع لكل من هب ودب فالأنفاق الحدودية وفرت الجو المناسب لما يحدث من انفلات في سيناء، وأصبح وجود الجيش في سيناء لا معني له، لأنه مقيد ومغلولة يده عن التصرف بحرية.: لافتا إلي أن مصر تسير نحو المنحدر، وأن النظام الحالي هو امتداد لأسوأ نظام حكم مصر.. فلم يتغير سوي الوجوه والأسماء، وأن القرار المصري لم يعد مستقلا. وأضاف الناشط السياسي 'سعيد عتيق' ان القيادة السياسية نجحت في خلق فجوة بين القوات المسلحة والشعب فأصبح منا الناقم علي الجيش وتحركاته وأدائه، مشيرا الي حالة الغموض والصمت التي تنتاب قيادات الجيش، فأصبحنا نجهل هوية الجيش وتدريبه وتسليحه، وأضاف: هناك صراع حاد بين الجيش والإخوان في سيناء بسبب سياسات الجيش الرامية إلي هدم الأنفاق والتي وصلت الي ما يقارب ال 300 نفق وهو ما يغضب حماس بشدة. وقال 'عتيق': سيناء بها جماعات جهادية لكنهم ليسوا بالحجم الذي يثير الرعب في نفوسنا، موضحا أن عددهم لا يتجاوز 1500 فرد معظمهم من الجهلة والمنساقين والمغيبين الذي لا يفقهون أمور الدين بالشكل الصحيح، ويتلقون تمويلا ودعما خارجيا. وقال خالد عرفات الكاشف 'مواطن': بعد مقتل 15 من جنودنا في رفح أثناء تناولهم إفطارهم علي أيدي ملثمين مسلحين في رمضان الماضي، وانطلاق عمليات الجيش لملاحقة أوكار التطرف المسلح الذي ترعاه الحركات الدينية، تراجعت الرئاسة عن تأكيداتها السابقة بأن تعلن نتائج التحقيقات من داخل الرئاسة، وتكشف المتورطين فيها، وهو ما سبق أن أكده من قبل المتحدث الرئاسي السابق ياسر علي، في كل مرة كان يوجه إليه سؤال عن التحقيقات، أما المتحدث الحالي أو أحدهما الوزير المفوض، عمرو عامر، فقد رفض الإجابة عن سؤال عن مصير تحقيقات جريمة رفح، فقال هذا تسأل عنه النيابة ولا دخل للرئاسة بالتحقيقات. واكد الكاشف ان القوات المسلحة تعرف من قتل الجنود في رفح، لا شك في ذلك، وما ذكره الخبراء العسكريون والكتاب المقربون من المؤسسة العسكرية عن أوامر وتوجيهات لعدم إعلان نتائج التحقيقات وأن تحليل هذه العبارات يؤكد أن الجناة والمحرضين أصبحوا معروفين لأن كلمات السيسي أشارت إلي عدم نسيان من قتلونا أي أنهم معروفون وتأكيد الانتقام لا يكون من أشباح أو أوهام بل من أشخاص أو جهات محددة، أما ماهية هذه الجهات فتكشفها عبارة: الغدر سينكشف.