«لقد اختفى فيروس كورونا إلى الأبد، بعد أن ارتفعت درجات الحرارة، وتنفس العالم الصعداء بعد عدة أشهر من الرعب».. لا تتعجب من العبارة السابقة؛ لأنها باختصار «كذبة أبريل». وهذه الكذبة تقليد أوروبى بامتياز، انتشر منذ القرن التاسع عشر، ودرج العالم على الاحتفال به مطلع شهر أبريل فى كل عام حيث يتم إطلاق الأكاذيب- الأقرب إلى الدعابة- فى ذلك اليوم، ويُطلق على الشخص الذى يصدقها اسم «ضحية كذبة أبريل»، فيما يُسمى فى أسكتلندا ب «نكتة أبريل»، وفى فرنسا ب «السمكة». ويحتفل العالم كله بهذه المناسبة، إلا ألمانيا وإسبانيا، حيث يتوافق اليوم الأول من أبريل فى ألمانيا مع ذكرى ميلاد «بسمارك» بطل الوحدة الألمانية، فيما يواكب هذا اليوم إحدى المناسبات الدينية فى إسبانيا. وقد تعددت الروايات فيما يخص أصل هذه الكذبة إذ يرى بعض المؤرخين أنها ارتبطت بأن الاحتفال برأس السنة الميلادية كان فى أول أبريل من كل عام فى أوربا، وهو التقليد الذى بدأ فى فرنسا بعد تبنى التقويم المعدل الذى وضعه الملك «شارل التاسع» عام 1564م،إلى أن جاء البابا «غريغورى الثالث عشر»فى نهاية القرن السادس عشر وعدّل التقويم ليبدأ العام فى 1 يناير، فيما سخر الناس ممن ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم؛ لأنهم يصدقون (كذبة أبريل). وقد نقض «جيفرى تشوسر» فى كتابه « قصص كانتربري» هذه الرواية مشيراً إلى أن «كذبة أبريل» تعود للقرن الرابع عشر. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن هذه الكذبة تعود للقرون الوسطى فى أوروبا، حيث كان شهر أبريل آنذاك وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم فى أوله، بينما يصلى العقلاء من أجلهم، ووقتها نشأ العيد المعروف باسم «عيد كل المجانين» أسوة بالعيد الشهير «عيد كل القديسين». وقد ارتبط الاحتفال بهذه الكذبة بعدة حوادث طريفة فى رومانيا تحديداً، ومنها قيام أحد الرسامين بعمل لوحة على أرضية إحدى قاعات متحف بوخارست كانت عبارة عن ورقة مالية كبيرة، وأثناء زيارة الملك «كارول» للمتحف أومأ إلى أحد حراسه بالتقاط الورقة المالية، والذى حاول بالفعل إلى أن اكتشف الخدعة. أما حكايات الإنجليز مع كذبة أبريل فكثيرة للغاية، ومنها ما جرى فى هذا اليوم من عام 1860م حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل فى طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية ل «غسل الأسود البيضاء» فى برج لندن مع رجاء التكرم بعدم دفع شىء للحراس أو مساعديهم، وقد سارع المئات من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.