فى خطبته "أسباب رفع البلاء ".. أكد فضيلة الشيخ عبد البديع الديباوى ، إمام مسجد عبد المنعم رياض بشباس الشهداء مركز دسوق ، أن الاحتكار والاستغلال إثم كبير وخيانة للدين والوطن، وأن طاعة ولي الأمر واجب شرعي ووطني وإنساني ، وأن المجتمع في حاجة إلى التضرع بصدق إلى الله عز وجل ليرفع البلاء عن البلاد والعباد والأمة الإسلامية . وحذر فضيلته - في خطبة الجمعة اليوم " تحت عنوان "أسباب رفع البلاء، من الانسياق خلف الإشاعات والأخبار المجهولة التي لا تريد الخير لمصر ولا العباد ، داعيًا إلى ضرورة اتباع تعليمات وتوجيهات جهات الاختصاص وفي مقدمتها ما يصدر عن وزارة الصحة فيما نحن بصدده من مواجهة انتشار فيروس "كورونا". كما حذر من سماع أصوات هؤلاء الذين يشيعون الأكاذيب والحديث عن أرقام مبالغ فيها هدفها نشر الفزع والفوضى بين أبناء الشعب .. وقال إن هناك أسبابا ظاهرة لرفع البلاء عن البلاد والعباد يعلمها الناس ، وأسبابا باطنة مرجعها ومناطها إلى رحمة الله بخلقه ، مبينًا أن من الأسباب الظاهرة الأخذ بالأسباب وفي مقدمتها طاعة ولي الأمر في إدارة أي الأزمة، وهو واجب شرعي ووطني وإنساني، موضحا أن معنى قول الله تعالى: " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، اسألوا أهل الاختصاص والعلم كل فيما يخصه، وأن علينا أن نأخذ بالأسباب الوقائية، فعندما قال أحدهم يا رسولَ اللهِ: أعقِلُها وأتوكَّلُ أو أُطلقُها وأتوكَّلُ، قال (صلى الله عليه وسلم): "اعقِلها وتوكَّلْ" . وأشار الشيخ الديباوى" إلى أن من الأسباب الظاهرة أيضًا لرفع البلاء، العناية بالنظافة لأقصى درجة، حيث يقول تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وأرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" . مبينًا أن الإسلام قد عَنِىَ عناية فائقة بالنظافة، فالإنسان الذي يحرص على الصلاة يغسل يديه على الأقل مايزيد على 15 مرة كل يوم وليلة، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ". وأكد فضيلته ، أن الأسباب الباطنة يجب ألا نُغفلها أو نَغفل عنها مع الأخذ بالأسباب ، وينبغي أن تكون دائما نصب أعيننا ولا تنسينا المحن مهما كانت قساوتها إياها، بل تدفعنا دفعًا إلى التعلق بها، نجدها في قوله تعالى: "فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا"، فما أحوجنا جميعا إلى التضرع بصدق إلى الله (عز وجل) أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد والبشرية جمعاء، وأن تكون فرصة لأن يراجع كل منا علاقته بربه، وقال تعالى "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ "، مؤكدًا أنه لا مناص ولا ملجأ وقت الشدائد من الله إلا إليه، مستشهدا بقوله تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ " . وأوضح أن هذه الشدائد تتطلب الرجوع إلى الله (عز و جل) والتراحم فيما بيننا والإيثار وعدم الأنانية، والبعد عن كل أنواع الاحتكار من البائع الذى يرفع سعر السلع، وكذلك والأنانية من جانب المشتري . مشيرًا إلى أن الإسلام قد حرّم الاحتكار ، فقال (صلى الله عليه وسلم): " الْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ (عز وجل) أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فإذا كان الاستغلال والاحتكار ممنوعين في كل وقت، فالبعد عنهما في وقت الأزمات أولى . واختتم خطبتة متوجها بالدعاء الى الله ان يحفظ مصر و الأمة الإسلامة و أن يرفع عنها البلاء والوباء وان يتغمدنا برحمتة التى وسعت كل شيىء .