ترامب يهدد وإيران تقرر الانتقام.. تركيا تغزو.. ومصر خط أحمر.. الشارع المصرى يعلن الوقوف صفًا واحدًا خلف الرئيس لحماية الأمن القومى منذ الإعلان عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى ومن معه، بعد وصوله مباشرة من سوريا إلى مطار بغداد والأوضاع تمضى إلى مزيد من التوتر والتصعيد الذى من شأنه أن يدفع باندلاع حرب، لا أحد يتوقع مداها فى منطقة الشرق الأوسط. إيران لا تتوقف عن التهديد، والمجلس القومى الإيرانى الذى اجتماع صباح الجمعة الماضى فىأعقاب مقتل سليمانى قرر اتخاذ إجراءات انتقامية ضد المصالح والقواعد الأمريكية فى المنطقة وخارجها. حتى الآن لا توجد معلومات كافية عن الموعد الزمنى لانطلاق عملية الانتقام التى يبدو أنها ستكون واسعة، وستركز على الساحة العراقية أولاً والساحات الأخرى ثانيًا، خاصة تلك التى لإيران فيها أذرع قوية وقادرة على الفعل وتحديدا لبنانوسوريا واليمن وبعض مناطق الخليج. وبالقطع فى حال بدء العمليات الانتقامية واسعة النطاق فإن واشنطن لن تقبل بالصمت والتراجع، ترامب أكد لدى واشنطن )52( موقعًا إيرانيًا باتت هدفًا لضربات أمريكية حال إقدام إيران على أية أفعال من شأنها تهديد المصالح الأمريكية. لقد بدأت واشنطن إجراءات احترازية لمواجهة التطورات المقبلة، بدأت بالطلب من الرعايا الأمريكيين فى العراق المغادرة فورًا، ثم الطلب من الأمريكيين فى العديد من دول المنطقة، خاصة الخليجية توخى الحذر خلال الفترة القادمة. وإذا كانت إيران قد توعدت بأن ردها سيكون مزلزلاً، وأن قرار الرد قد اتخذ، فهى لم تحدد موعدًا بعينه لهذا الرد، لكن تصريحًا من مسئول إيرانى رفيع قال الرد يمكن أن يتم خلال بضعة أسابيع، إلا أن كافة المؤشرات تقول إن سيناريو الرد ربما يتم على الوجه التالى:- أولًا: البرلمان العراقى يعقد جلسة للنظر فى الموقف من القواعد الأمريكية على أرض العراق، وكذلك اتفاقيات التحالف بين الطرفين. وهنا تتصاعد لغة التهديدات من عصائق الحق وفيلق بدر وحزب الله داخل الساحة العراقية تهدد وتتوعد كل من سيرفض إنهاء الاتفاقية الأمنية العراقية- الأمريكية وطرد القواعد الأمريكية من الأراضى العراقية، وهذه التهديدات وصلت إلى حد تهديد رئيس مجلس النواب نفسه. ثانيًا: فى حال موافقة البرلمان العراقى على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع واشنطن، ستبدأ الميليشيات المرتبطة بإيران على الساحة العراقية فى توجيه ضربات قوية وعنيفة لهذه القواعد بهدف إرغامها على الاسراع بالمغادرة من العراق. ثالثًا: فى حال رفض البرلمان إلغاء هذه الاتفاقية فإن خيار المواجهة بين هذه الميليشيات وبين القوات الأمريكية سيبقى مطروحًا، وربما يمتد الأمر إلى تصفيات للرافضين من أعضاء مجلس النواب، الذين يقول بعضهم إن إلغاء الاتفاقية الأمنية مع العراق سيفتح الباب أمام احتلال العراق من قبل إيران بشكل كامل. رابعًا- في حال رد واشنطن علي الضربات العراقية أو غيرها على ساحة الشرق الأوسط فإن إيران قد تصعد من ضرباتها لتمتد إلى القواعد الأمريكية فى الخليج، وهو الأمر الذى من شأنه اشعال حرب إقليمية قد تكون لها نتائجها الخطيرة على المنطقة وعلى العالم. واشنطن تتوقع حدوث الضربة الانتقامية فى أسرع وقت ممكن، ولذلك طلب «البنتاجون» من قوات المارينز التى كانت متجهة للمشاركة فى مناورات بالمغرب، بالتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط تحسبًا للضربات المتوقعة من إيران وميليشياتها. أما مجلس الوزراء الاسرائيلى المصغر، فقد عقد جلسة هامة أمس، ناقش فيها موقف إسرائيل حال اندلاع الحرب فى المنطقة.. وبات واضحًا أن تل أبيب سوف تشارك فيها وسوف تنتهز الفرصة لتوجيه ضربات إلى المفاعل النووى الإيرانى. إذن المنطقة على فوهة بركان، فماذا عن الدول العربية فى شمال أفريقيا، بالقطع سوف تنعكس آثار هذه الحرب عليها بشكل أو بآخر، غير أن ارسال تركيا لقوات عسكرية إلى طرابلس ومصراتة من شأنه أن يزيد الأوضاع اشتعالًا. مجلس النواب الليبى عقد اجتماعًا أول أمس ألغى فيه- بصفته الهيئة المعنية- مذكرتى التفاهم بين السراج وأردوغان، واللتين تفتحان الطريق أمام احتلال ليبيا ومياهها الاقليمية. كما أن المشير خليفة حفتر ألقى خطابًا مساء الجمعة الماضى دعا فيه الشعب الليبى إلى حمل السلاح جنبًا إلى جنب مع الجيش الوطنى الذى يخوض معركة تحرير طرابلس فى الوقت الراهن. أما القاهرة فهى تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية مع العديد من دول العالم لوضع حد لخطورة انتهاك سيادة دولة عربية، إلا أنها لا تستبعد وضع كافة الخيارات الأخرى ومنها )القوة( بالتأكيد موضع التنفيذ لحماية الأمن القومى المصرى. وصباح السبت الماضى أجرت القوات البحرية المصرية مناورة «برمائية» استخدمت فيها كافة الأسلحة فى إشارة إلى من تسول له نفسه المساس بحدود مصر وأمنها القومى، إلا أن تركيا مازالت ماضية فى ارسال القوات والميليشيات والأسلحة الثقيلة إلى حكومة السراج أيًا كان الأمر، فالتطورات المتلاحقة قطعًا ستقود إلى تجاذبات خطيرة على ساحة المنطقة، حتى أن الكل لديه قناعة بأن خيار الحرب واقع بلا جدال. من هنا تأتى أهمية الاصطفاف الوطنى فى مصر خلف الرئيس- القائد الأعلي للقوات المسلحة، هذا الاصطفاف الذى عبر عن نفسه فى البيانات المتلاحقة والسوشيال ميديا واتجاهات الرأى العام داخل البلاد وخارجه، حتى بات الأمر وكأنه إجماع لم تخرج عنه سوى جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر التابعة لها، والتى تناصب الدولة المصرية العداء. ماذا يمكن أن يحدث على صعيد الأزمة بين أمريكاوإيران؟ وما هو السيناريو المتوقع لتداعيات الغزو التركى لليبيا؟ أسئلة باتت مطروحة فى الشارع، لكن الاجابة عنها مرهونة بالتطورات المقبلة فى المنطقة وخارجها.