تبقي أم كلثوم كوكب الشرق حتي بعد مرور أكثر من أربعة عقود علي وفاتها فهي صاحبة الصوت العذب الذي أثر لها مكانة خاصة في قلوب محبيها . و بالتزامن مع ذكري ميلادها حيث ولدت فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي , التي عرفت بعد تربعها في قلوب محبيها بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم في 31 ديسمبر 1898 . و قد و لدت و ترعرعة فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية،و عاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني , وكانت حالة الدخل المادي للأسرة منخفضة، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو أبيها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية . و تجدر الاشارة الي أنه بالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضاً تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب , وذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد الغناء، حيث كان يصطحبه ليغني معه في الاحتفالات، فعندما سمع ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء، وبدأت الغناء بسن الثانية عشر وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى الحفلات لتغني معه وكانت تغني وهي تلبس العقال وملابس الأولاد , وبعدما سمعها القاضي علي بك أبو حسين قال لوالدها: لديك كنز لا تعرف قدره , يكمن في حنجرة ابنتك، وأوصاه بالاعتناء بها. و بدأت تلمع موهبةأم كلثوم منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيس لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم وذلك في عام 1922م. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجراً لها. و يذكر أن تزوجت أم كلثوم من السيد حسن السيد الحفناوي في عام 1954الى عام 1975. و خلال مشوارها الفني قدمة عدد كبير من الاغاني التي حفظها محبيها عن ظهر قلب و التي كانت بمثابة علامات بارزة في تاريخ الغناء ليس علي المستوي المصري أو العربي فقط إنما علي المستوي العالم أجمع , و من بين أغاني كوكب الشرق " أراك عصي الدمع و إن كنت أسامح و خاصمتني و روحي وروحك و هوه صحيح الهوي غلاب و حب ايه و لسه فاكر و أنساك يا سلام و حيرت قلبي معاك , و العديد من الاعمال التي تخلدت في التاريخ " , و ذلك بجانب ايضا العديد من الأغاني الوطنية و التي من بينها " فرحة القنال ( ما احلاك يا مصري ) , أنا فدائيون و ثوار ثوار و راجعين بقوة السلاح و أنشودة الجيش الاضافة الي والله زمان يا سلاحي و مصر تتحدث عن نفسها " . و حصلت الست علي العديد من الجوائز و التكريمات خلال مشوارها الفني و التي من بينها وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية في 1946 وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي , و ايضا في عام 1975 حصلت على العديد من الأوسمة التي من بينها وسام النهضة من ملك الأردن عام ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي , كما حصلت علي وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام1968 , كما نالت في عام 1959 وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي. و قامت كوكب الشرق خلال مشوارها الفني بالعديد من المواقف الوطنية حيث سارعت عقب نكسة 67 وكانت من أوائل المطربين الذين أقاموا الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها إلى المجهود الحربي وتغني أغنيتها الشهيرة (أصبح عندي الآن بندقية) وغنت أيضا أغنية (حبيب الشعب) لعبد الناصر بعد تنحيه وعودته ثانيا .