- مصر تحذر.. وروسيا: لن نتسامح.. وأوربا تهدد... - الجيش الليبى يدق أبواب طرابلس والسراج يستعد للهروب... يواصل الرئيس التركى رجب طيب أرودغان تحديه للمجتمع الدولى، والإصرار على تنفيذ الاتفاق غير المشروع مع حكومة السراج، والذى يمنح تركيا الحق فى فرض سيطرتها البحرية فى شرق المتوسط وإقامة القواعد العسكرية وإرسال القوات إلى ليبيا. وانطلاقًا من هذا الاتفاق الذى وقعته حكومة غير شرعية ودون التشاور مع مجلس النواب، قرر أردوغان دعوة البرلمان التركى للتعجيل بعقد اجتماعه المنتظر إلى يوم الخميس المقبل بدلا من الثامن من يناير القادم. وبالفعل بدأ البرلمان إجراءاته الفعلية لعقد الجلسة التى سيقر فيها بإرسال قوات عسكرية برية وبحرية وجوية فى محاولة لإنقاذ حكومة السراج.. إن الصورة على الأرض تكشف أن الجيش الوطنى الليبى سيطر على طريق المطار- طرابلس سيطرة كاملة وأصبح رجاله يرون وسط العاصمة رأى العين، وهو أهم مدخل إلى طرابلس والسيطرة عليه تفتح الطريق أمام الدخول إلى قلب العاصمة. أما المدخل الثانى الذى بات تحت سيطرة الجيش فهو محور صلاح الدين، وقد وصلت قوات الجيش الوطنى إلي أكبر الأحياء وفرضت سيطرتها عليه وهو حى صلاح الدين، حيث تمكن الجيش من فرض سيطرته على أهم المعسكرات فى طرابلس وهو معسكر اليرموك، المعروف سابقًا بمعسكر اللواء 32 معزز. وقد تمكن الجيش أيضا من السيطرة على العديد من المواقع الحيوية والاستراتيجية من بينها مقر رئاسة الأركان وإدارة الجوازات والجنسية وكلية الشرطة ومعسكر «التكبالى» وهو أكبر معسكر لتدريب الجيش الليبى. ومع تصاعد لغة التدخل العسكرى وعودة الاستعمار العثمانى من جديد إلى ليبيا يتزايد حماس الجيش وإصراره على حسم المعركة فى أقرب وقت ممكن، خاصة بعد المعلومات التى أكدتها العديد من المصادر عن وصول 659 إرهابيا سوريا من المنضوين تحت راية التنظيمات الإرهابية والذين أجبرهم الجيش السورى على الفرار، حيث تم نقلهم عبر خمس رحلات للطيران الليبى نقلتهم من تركيا إلى مطارى «مصراته ومعتيقه»!! وقد تم الاستعانة بهؤلاء الإرهابيين المرتزقة باتفاق بين حكومتى أردوغان والسراج، حيث تم الاتفاق على دفع 2000 دولار للإرهابى الواحد شهريا مقابل انضمامه إلى الميليشيات الإرهابية فى طرابلس ومصراتة، حيث أرسل السراج مئات الأشخاص ومعهم أموال ضخمة بدأوا فى دفعها للمكاتب المتخصصة لنقل الإرهابيين من جنوبتركيا إلى ليبيا مباشرة. وتأمل حكومة السراج التى لا شرعية لها فى أن يكون هؤلاء المرتزقة سندًا وعونًا للميليشيات التى باتت مستهدفة من الجيش الوطنى الليبى، والتى تطالب بإرسال المزيد انتظارًا لقرار مجلس النواب التركى بإرسال قوات من الجيش التركى لمواجهة الجيش الوطنى الليبى. ولاشك أن هذه التحركات دفعت المزيد من الأطراف الدولية والإقليمية إلى ارسال رسائل تحذير إلى تركيا تحذر فيها من خطورة التداعيات التى ستخلفها عملية التدخل العسكرى المباشر فى ليبيا. وبعد الاتصال الذى أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى بنظيره الروسى بوتين، عقد مجلس الأمن القومى الروسى اجتماعًا برئاسة بوتين ومشاركة الوزراء والمسئولين العسكريين المعنيين لدراسة سيناريوهات ما بعد التدخل العسكرى التركى فى ليبيا. ورغم أن روسيا حذرت من أى تدخل تركى فى الشأن الليبى إلا أن مجلس الأمن القومى الروسى قرر عدم التزام الصمت أو الحياد حال تدخل تركيا عسكريا ضد الجيش الوطنى الليبى؛ حيث قرر المجلس ترك كافة الخيارات مفتوحة لدعم الجيش الليبى ورفض التدخل العسكرى التركى لمساندة الميليشيات الإرهابية. لقد كان للاتصالات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية أهمية خاصة فى دق ناقوس الخطر من مغبة التدخل الخارجى غير المشروع فى الشأن الليبى، خاصة أن من شأن ذلك التأثير سلبًا على الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى. وقد تناول الرئيس خلال اجتماع هام عقد برئاسته وبحضور رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمخابرات العامة وغيرهم سبل مواجهة هذه التحديات التى تواجه أمن المنطقة بما يحفظ ويصون أمن مصر القومى حيث تمت مناقشة مستجدات الأوضاع فى ليبيا وسبل تسوية الأزمة على نحو شامل ومتكامل يتناول جميع جوانبها وليس أجزاء منها، بما يسهم فى القضاء على الإرهاب ويحافظ على موارد الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية ويحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة. وتدرك مصر أن أردوغان لا يستهدف من وراء تدخله المباشر فى الشأن الليبى مساندة الميليشيات الإرهابية وحسب، بل إن الأمر يتعدى ذلك بكثير، فهو يريد أن يجر مصر إلى المستنقع الليبى، خاصة أنه يدرك أن تدخله العسكرى سوف يستفز القاهرة الحريصة على أمنها القومى ودحر ميليشيات الإرهاب. إن أردوغان الذى يستهدف تعويض خسارته الاستراتيجية فى سوريا والتخلص من مشاكله الداخلية يسعى وبشكل واضح إلى إثارة الفوضى على أرض مصر ويأمل فى إعادتهم إلى الحكم بالقوة المسلحة، متجاهلاً قدرات مصر العسكرية ورفض الجماهير لجماعة الإخوان الإرهابية. إن الأيام المقبلة حاسمة فى تاريخ ليبيا والمنطقة وإذا كان أردوغان يظن أنه قادر على إعادة الزمن إلى الوراء فهو خاطئ ومغامر بلا جدال، وإذا تمكن من ارسال قواته العسكرية إلى ليبيا، فستكون أرضها مقبرة له ولجنوده ولمشروعه الاستعمارى بلا جدال. بقى القول فى النهاية إن الحرب المشتعلة بين الميليشيات فى طرابلس حاليا حول انهيار الأوضاع دفعت بالسراج وعصابته إلى البحث عن مأوى آمن استعدادًا للهروب إلى الخارج بعد أن أصبح على يقين أن الجيش الوطنى الليبى سينهى صفحته السوداء إلى الأبد.