أثار "أحمد أبوالغيط" أمين عام الجامعة العربية اهتمام كل المشاركين في منتدى شباب العالم، لرده الحاسم على ما تفوَّه به الإعلامي "عمرو عبدالحميد" في إدارته للجلسة الأولى في المنتدى، صباح الأحد، واصفًا ما حدث في العام 2011 بالربيع العربي.. إذ راح يقطع عليه الاسترسال في حديثه، وهو يقول بغضب: "لا يسمى ربيعًا عربيًّا ذاك الذي تسبب في مقتل نحو خمسمائة آلاف سوري، وتشريد خمسة ملايين منهم خارج البلاد، وستة ملايين أخرى داخل البلاد.. ليس ربيعًا عربيًّا ذاك الذي دمَّر المدن والبلدان السورية والعراقية.. ليس ربيعًا ذاك الذي دمَّر دولة بحجم ليبيا، ونشر الفتن والخطر في كل مكان". أبوالغيط كان متوهجًا بشكل غير مسبوق، حين وضع في جلسة الانعقاد الأولى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي حملت عنوان "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين".. وضع 7 محاور حاسمة، شكلت التحديات الأخطر والأبرز التي تهدد السلم والأمن الدوليين.. حصرها على النحو التالي: - أولًا: الوضع في منطقة غرب آسيا وشرق المتوسط، وما تشهده مناطق المضايق من تحديات، والتعرُّض لمنشآت النفط السعودية، والتصعيد الجاري في شرق المتوسط، والتصدي للحملات الناشطة، والضارة بالمنطقة. - ثانيًا: عودة التنافس الحاد، والمواجهة بين القوة العظمى، خاصة في شرق آسيا، وإعادة تموضع أمريكا، وبزوغ الصين، وعودة روسيا لدورها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. - ثالثًا: الحرب السيبرانية وما تشكِّله من خطورة، حيث يستطيع أي شاب الدخول على مجتمع لتدميره من الداخل، وما حدث في إيران يشكل نموذجًا لذلك، حيث تعرض أحد البنوك لهجوم سيبراني نتج عنه سرقة ثلاثين ألف حساب بنكي. - رابعًا: هناك الحرب المعلوماتية، والكثير من الصخب المنتشر علي الشبكة العنكبوتية، حيث تنجم عنه آثار ضارة، فحملة كاذبة واحدة قادرة على إرباك مجتمع بكامله. - خامسًا: التهديد بالانتشار النووي، خاصة في الحماية الغربية ل"إسرائيل"، وإخفاء قدراتها النووية، وهو ما دعا دولًا مثل إيران وتركيا إلى السعي لتملُّك هذا النوع من السلاح، وهو ما سيدفع حال تحققه الأطراف العربية للبحث عن سبل ارتياد هذا العالم النووي، ومن ثم تأتي النتائج في غير صالح الجميع. - سادسًا: هناك بعد خطير للغاية، يتعلق بالتفكير في تسليح الذكاء الاصطناعي، بدلًا من خدمة الإنسانية، حيث يريدون تحويله إلى سلاح مدمر. - سابعًا: محور المناخ، حيث الفشل في تنظيم الانبعاثات الغازية، مما سيؤثر على كوكب الأرض، ومن ثم التأثير في اقتصاديات الدول. وحول سبل مواجهة كافة تلك المخاطر، أكد أبوالغيط ضرورة تدخل الدول الكبرى ومجلس الأمن، لتحديد وسائل الاستخدامات المتعددة للقوة، مثل حروب الجيل الخامس 5G وحروب الإنترنت. وبالنسبة للإقليم، قال أبوالغيط: إن الشرق الأوسط ضُرب ضربًا مبرحًا منذ غزو العراق 2003، وما حدث في 2011 هز الدولة الوطنية، ودفع تيارات إرهابية لملء فراغ الدولة الوطنية، وفتح ما حدث شهية دول مجاورة على اللحم العربي، ولحجب المياه عنهم، فيما ضربت "إسرائيل" عرض الحائط بالقضية الفلسطينية، لذا، يبقى الحل في استنهاض الوضع العربي، فهذا هو المخرج الوحيد لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية.