يعتبر المخرج السينمائي هاني خليفة واحدًا من أكثر المخرجين تميزًا؛ ليس لنجاح أعماله الفنية فحسب، ولكن لأنها غالبًا ما تكون مختلفة عن الأعمال النمطية التي نراها سواء في الأعمال السينمائية أوالدرامية. بدأ هاني خليفة مشواره الفني كمساعد مخرج بعدة أفلام أهمها عرق البلح، أرض الخوف، حائط البطولات، زيارة السيد الرئيس، أحلام مسروقة، سارق الفرح، قشر البندق، ثم تألق في سماء الفن عام 2003 من خلال إخراج فيلم سهر الليالي ليتوقف نشاطه الفني لفترة، ثم يعود من خلال مسلسل الجامعة عام 2011، وأخرج فيلم سكر مر عام 2015م ، ثم كثف نشاطه لإخراج الأعمال الدرامية التي لاقت إعجابا شديدًا من الجماهير، وأثبتت أنه يتمتع بموهبة كبيرة في عالم الإخراج، ويعتبر مسلسل ليالي أوجيني ومسلسل فوق مستوي الشبهات ومسلسل الحساب يجمع أبرز أعماله الدرامية. ** نتعرف بداية على هاني خليفة الإنسان؟ * نشأت بمدينة سوهاج، وما زالت عائلتي تعيش هناك، عندما كنت صغيرا كنت أحب التمثيل والقراءة لا سيما قراءة الشعر، أنا شخص عنيد بطبيعتي إذا آمنت بفكرة لا يثنيني عنها أحد ، فقد التحقت بكلية الحقوق حتي وصلت للفرقة الثانية، ثم أخذت قرارا للالتحاق بالمعهد العالي للسينما لإيماني القديم بموهبتي، وتعمدت أن أرسب في الامتحان مع أنها كانت مقامرة لأن اجتيازي لاختبارات المعهد لم يكن شيئا مضمونا ولكن الحمد لله حالفني التوفيق فقد حصدت المراكز الأولى في كل الاختبارات وأثناء الدراسة بالمعهد كنت دائما الأول علي دفعتي. ** كيف كانت البداية؟ ومتي اكتشفت نفسك ؟ * عندما كنت صغيرا كنت أحب التمثيل وكنت أحرص علي التمثيل من خلال النشاط الفني بمدرستي "الثانوية العسكرية" تحت إشراف المخرج بشارة عياد ،وقصر الثقافة بمدينة سوهاج، وعندما كبرت أصبحت أكثر نضجا وأصبحت أرى أن الممثل يشخص الأدوار فقط بمعني أنه ينقل أفكار الكاتب وأحاسيس المخرج، وتحول شغفي بالتمثيل إلى شغف للعمل في مجال الإخراج كنت أريد أن أعمل ما أراه ولم أكن أحب أن يقتصر دوري علي نقل أفكار الكاتب ورؤية وأحاسيس المخرج. ** هل أسرتك كانت تعارض عملك في مجال الفن؟ * عائلتي لم تقف يوما حجر عثرة في اعتراض طريقي الفني، بالعكس أن من أسباب حبي للفن أني نشأت في بيئة تحترم الفن وتقدره، فوالديّ كانا يعلمان أني أحب التمثيل وكانا يشجعاني علي ممارسة موهبتي بالأنشطة الفنية بالمدرسة وقصر الثقافة، ووالدي كان يحرص على شراء كتب الشعر وإهداءها لي. ** ما القاسم المشترك بين المخرج والمؤلف؟ * العلاقة بين المؤلف والمخرج كالعلاقة بين مؤلف النوتة الموسيقية وقائد "الأوركسترا"، لا غني لأحدهما عن الآخر، كل منهما يكمل الآخ،ر إن العمل الفني المتميز لا يتوقف علي "سيناريو " جيد كما لا يتوقف نجاحه علي مخرج متميز أو موهوب ، أن وجود سيناريو جيد بدون مخرج متميز لا يخلق عملا فنيا مبدعًا، كما أن وجود مخرج متميز بدون سيناريو جيد لا ينتج عملا فنيا ناجحا، فنجاح العمل الفني مبني علي التوازن والتكافؤ بين المؤلف والمخرج. ** هل يمكن أن نري يوما هاني خليفة المخرج مؤلفا؟ * هذا ليس بعيدا عن شخصيتي، أنا أحب الكتابة ومن أسباب توقفي فترة عن العمل في الإخراج هو انشغالي بالكتابة، غير أني لم أقنع بما كتبت وما زال حلم كتابة "السيناريو" يراودني. ** هل تقبل تدخل المؤلف في اختيار بعض الشخصيات بالعمل الفني؟ * العلاقة في الأعمال الفنية بين المخرج والمؤلف والمنتج علاقة يسودها كثير من المودة والتفاهم والتعاون لا أحد يحرص أن يفرض رأيه بالقوة علي الآخرين واختيار الفنانين هو شئ من اختصاص المخرج ولكن إذا كان للمؤلف أو المنتج رأي ونجح في أن يقنعني به لا أجد حرج في الأخذ برأيه ما دام رأيه سيخدم العمل الفني. ** هل العمل بالإخراج يمكن أن يعتمد عليه الإنسان كمصدر دخل؟ * نعم العمل بالإخراج مهنة كأي مهنة يمكن للإنسان أن يعتمد عليها كمصدر دخل، المهم أن يكون الإنسان لديه شغف حقيقي بما يعمل. ** هل طبيعة نشأتك الصعيدية تقف عائق أمام قبولك لإخراج بعض الأعمال الفنية؟ * المحيطون بي دائما يرون أني صعيدي يملك رأسا صلبا ولكني أري أني أكثر مرونة من ذلك، ونشأتي في مجتمع صعيدي لم تقف يوما في سبيل قبولي أو رفضي لبعض الأعمال الفنية، لأني دائما أعمل ما اقتنع به، وأنا بطبيعتي إنسان لا يتسم بالتحيز أو التحامل وأحب أن أركز في أعمالي على الإنسان بغض النظر عن لونه أودينه أو جنسه، وأرى أن الفنان عليه أن ينأى بنفسه عن أي شئ يدعوا للتعصب العرقي أو الديني ويكون شغله الشاغل التركيز على الإنسان كإنسان بما يحمل من مشاعر إنسانية. ** تعتبر تجربتك ملهمة لكثير من الشباب، نود توجيه كلمة أخيرة للشباب؟ * الموهبة بحد ذاتها لا تصنع نجاحًا إلا إذا كان الإنسان لديه من الطموح ما يدفعه للإصرار علي النجاح والمثابرة ، النجاح لا يكون وليد الصدفة، إن إيمان المرء بموهبته يكاد يكون أهم من الموهبة ذاتها.