الدفاع عن الإمام الشعراوي ليس دفاعا عن شخصٍ بقدر ما هو دفاعا عن الحق والقيم الإنسانية التي عرفناها والتزمناها واخترناها طواعية عن طيب خاطر ، العلماء الربانيون الذين أثروا الدنيا بعملهم وفكرهم وكانوا بمثابة المصابيح في وقت اشتد فيه الجهل والتطرف ،هؤلاء يجب احترامهم وإجلالهم، لما يحملونه من دين الله جل وعلا، ومن ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالعلماء ورثة الأنبياء، وهم الذين استشهد الله عز وجل بهم على أجل مشهود به وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال تعالى( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) {آل عمران:18}. طالعتنا الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بمقدمة برامج تطرح على مشاهديها من خلال صفحتها السؤال الاتي : (صباح الخير عايزة أخد رأيكم في حاجة، بقالي كتير معنديش ثقة في أغلب الشيوخ، كتير منهم مدعين ويا متشددين أوي يا خلطين الدين بالسياسة، نفسي أسمع حد معتدل محترم معلوماته مش مغلوطة، لسه في حد كده؟) ، فأجابتها الغالبية العظمى من المتابعين كالآتي (طلعي دروس الشيخ الشعراوي من you tube مفيش أحسن منه فعلًا وقولا) ،ردت مقدمة البرنامج قائلا (طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدي الله يرحمه ومكنتش فاهمة كل حاجه، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كُتر التطرف، كلام فعلًا عقلي معرفش يستوعبه.. حقيقي استغربت) ، غضب متابعوها غضبة شديدة لوصفها الإمام الشعراوي رحمة الله تعالى عليه بالتطرف . وأنا أقول لها ومن على شاكلتها الآتي : أولاً :من على ظهر الأرض لا يعرف الشيخ الإمام الراحل والذي كان محل تقدير شعوب الأرض حكاماً ومحكومين والذي بث روح التسامح بين مريديه ومحبيه ، حتى أن أهل الديانات الأخرى أثنوا عليه خيراً . ثانياً : من ذا الذي لا يعرف جهود الشعراوي رحمه الله إبان حقبة الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي في مواجهة المتشددين والمتطرفين والملحدين ، ألم تسمعي وتشاهدي ببصرك قولته المشهورة (من يقول عن مصر إنها أمة كافرة، إذا فمن المسلمون، من المؤمنون، مصر التى صدرت علم الإسلام إلى دول العالم حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام ﺃﻧﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ !!!! ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺩ ﻫﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ إﻧﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺩ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﺘﻈﻞ ﻣﺼﺮ ﺭﻏﻢ أﻧﻒ ﻛﻞ ﺣﺎﻗﺪ أﻭ ﺣﺎﺳﺪ أﻭ ﻣﺴﺘﻐٍﻞ أﻭ ﻣُﺴﺘﻐَﻞ) . ثالثاً : أىُ علمٍ لديكِ أو حصُلتِ عليه حتى تقيمي الإمام وتحكمي عليه بالتطرف ؟ ثم لماذا لم تُبيني لنا ولو فيديو واحدٍ فيه أراءه المتطرفة أو الشاذة للإمام عليه من الله سحائب الرحمة والمغفرة . رابعاً : الشيوخ المعتدلين هم فقط الذين يمثلون الدين الإسلامي بسماحته ووسطيته ولا عبرة لنا بمن يخلط الدين بالسياسية ، ثم أن الأزهر الشريف أصدر منذ سنوات قائمة مطولة بأساتذة في كل التخصصات لهم الحق في الفتوي فلماذا لم تستعيني بأحدهم إذا كنت تريدي الفتوى أو لأمر آخر ؟ . يقيني أن الله تعالى سخر للمؤمنين من يدافع عنهم من هذه الشرزمة الضالة فهو القائل في سورة الحج( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )، للاسف هذه السيدة- وأمثالها- تركت مشاكلنا وهمومنا وتفرغت حقداً لرجلٌ وهب حياته لخدمة البشرية ،يا سادة تفرغوا للدفاع عن مصر ولا تكثروا همومها في أمور لا طائل منها غير بث الفرقة بين الناس