قالت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، الاثنين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عزل الأسيرة المضربة عن الطعام منذ 6 أيام، هبة اللبدي، في زنازين مركز توقيف "الجلمة"، في ظروف صعبة ومقلقة وخطيرة. وأوضحت الهيئة، في بيان اليوم، أن الأسيرة "اللبدي"، 24 عامًا، والتي تحمل الجنسية الأردنية بجانب الجنسية الفلسطينية، اعتقلت مطلع الشهر الجاري، أثناء توجهها لزيارة عائلتها في محافظة جنين شمال الضفة الغربية من على معبر الكرامة الحدودي الفاصل مع الأردن، وخضعت لتحقيق قاس، وبعد أيام حولت إلى الاعتقال الإداري. والاعتقال الإداري هو الاعتقال الذي يصدر من جهة ما بحق شخص ما دون توجيه تهمة معينة أو لائحة اتهام، بحيث يكون بناء على ملفات سرية استخبارية أو بسبب عدم وجود أو لنقص الأدلة ضد متهم ما، وهو ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين الذين لم يثبت ضدهم مخالفات معينة، بحيث إنه إذا وجد ضابط المخابرات أنك تشكل خطرًا على أمن المنطقة فيستطيع أن يحولك للاعتقال الإداري دون إبداء الأسباب. وكشفت الهيئة بعيد زيارة محاميتها للأسيرة، اليوم، عن أن الأسيرة تعرضت لتحقيق صعب وقاس خلال الأيام الماضية، وللسب والشتم والصراخ والتهديد بالانتقام منها وعائلتها، والتحقيق معها من ساعات المساء حتى صباح اليوم التالي بشكل متواصل لإرهاقها وإجبارها على الإدلاء باعترافات. وقالت إنه تم زج الأسيرة في غرف ضيقة معدومة التهوية وعالية الرطوبة وفيها حشرات وصراصير، وعصّبت عينيها وأيديها باستمرار، خلال فترة التحقيق، إلى جانب تقديم أطعمة سيئة جدًا كمًا ونوعًا. وأضافت أنه تم نقلها إلى سجن "الدامون"، ومن ثم إلى مركز تحقيق "بيتح تكفا" وبالعكس، وتم تعمد التعذيب النفسي خلال فترة التحقيق بشكل همجي، وتعمد إرهاقها خلال نقلها بسيارة "البوسطة" لأكثر من 6 ساعات في كل مرة، وتعمد تشغيل المكيف على أعلى درجات الحرارة رغم الطقس الحار في الخارج كنوع من التعذيب. وبينت الهيئة أنه ولعدم وجود أي تهمة تجاه "اللبدي" تم تحويلها للاعتقال الإداري لخمسة أشهر بتاريخ 26-9-2019، وعلى إثره أعلنت الأسيرة إضرابها المفتوح عن الطعام، لتقوم الإدارة بنقلها وعزلها في مركز توقيف "الجلمة" بظروف مأساوية. وأوضحت أن الزنزانة التي تقبع بها حاليا مليئة بكاميرات المراقبة، وعالية الرطوبة ومعدومة التهوية، وخالية من كافة الاحتياجات سوى شرشف صغير وزجاجة مياه، وتعمدت الإدارة وضعها بجانب سجناء جنائيين إسرائيليين يصرخون ويشتمون طوال الوقت. كما تجري الإدارة تفتيشات مستمرة لا تقل عن ست مرات يوميا، إضافة إلى أن الأسيرة أصبحت تعاني من هزال عام وإرهاق شديد وأجاع بالمعدة ودوار بالرأس بسب الإضراب عن الطعام. وحذرت الهيئة من الإجراءات التعسفية التنكيلية التي تمارس بحق الأسيرة اللبدي وغيرها من الأسرى المضربين عن الطعام، والتي قد تودي بصحتهم وحياتهم، وناشدت المجتمع الدولي ضرورة التدخل بأسرع وقت لإنهاء معاناة المضربين، ووضع إسرائيل تحت طائلة المحاسبة والمسئولية.