منذ قيام ثورة يناير ونحن نشهد حالة من الاستقطاب الاعلامي عبر القنوات الفضائية للجمهور المصري , فهناك من القنوات من هم مع الرئيس مرسي وسياسته وحكومته وجماعته فيحاولون التركيز علي النقاط التي يعتبرون أنها من الايجابيات كنوع من المساندة له وتحسين صورته أمام الرأي العام , وهناك من هم ضده فيركزون علي النقاط السلبية فقط لاظهاره بمظهر الرئيس الفاشل الذي يجب اعادة النظر في بقائه علي كرسي الحكم . وانقسم الاعلام المصري الي فريقين أحدهما يرفع راية الدعوة والدين ومن خلالها يبث أفكاره المؤيدة للرئيس , وفريق أخر يرفع الرايه الليبرالية لتصيد اخطاء الرئيس ومع كل ماتسببت فيه تلك القنوات وغيرها من نشر للفتن في المجتمع واشعال فتيل الفرقة والنزاع بين أفراد الوطن الواحد الا أنها الي الان مازالت مستمرة وتبث سمومها في المجتمع . ويخرج علينا يوميا دعاة ينشرون الفوضي ويأججون نيران المشاعر , ويلعبون بعاطفة المصريين الجياشة وثورتهم تجاه من يمس عقيدتهم ودينهم , مما أحدث ارتباك لدي المتابعين فلم يعودوا يعلمون من منهم علي صواب ومن علي خطأ ومن أحق أن يتبع ومن الاولي بنا أن نتجنب الاستماع اليهم . وما أن خرج عليهم الدكتور محمد العريفي، الداعية الإسلامي السعودي طالبا من جميع القنوات الفضائية الدينية والغير دينية في خطابه الشهير الذي أثني فيه علي المصريين وثورتهم بألا يقوموا بنشر الخلافات الداخلية أمام العالم ويظهر مصر بصورة ليست حقيقية داعياً المصريين الاتحاد والابتعاد عن الخلافات بين القوي السياسية والعمل علي الجلوس والحوار مع بعضهما البعض الا وواجهه العريفي حملة هائلة ضده من التيارين الاسلامي والليبرالي عبر الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك تحاول النيل منه والتشهير به والتقليل من أهمية خطابه الدعوي . وقد عجبت لمثل هؤلاء القوم الذين ما أن رأوا رمزا يلتف حوله المصريين الا وتبدأ ضده حملات التشويه فبعد خطبته الرائعة الي تحدث فيها عن فضائل مصر والسعودية وبعد أن استضافه شيخ الازهر في مصر والخطبة التي القاها في جامع عمرو بن العاص بالقاهرة وسط جموع المصريين المصليين التي لمست قلوب المصريين حتي أنها أبكتهم حيث تم تداول العديد من النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي بعض مقاطع الفيديوهات المنقوصة والتي أصدر فيها فتوي بعدم جواز جلوس البنت مع ابيها الا في وجود أمها وبدأ حملات تصف العالم الجليل بالجاهل . وانتقدت كذلك صفحة "أنا آسف يا ريس" علي "فيس بوك"، إعجاب الكثيرين وبكاءهم علي حال مصر وتأثرهم بتاريخ مصر وحضارتها بعد خطبة الداعية السعودي الشيخ محمد العريفي، والتي ألقاها اليوم بمسجد عمرو بن العاص مضيفة هل كنا نحتاج فعلاً لمن يعرفنا تاريخنا وتاريخ بلادنا وتاريخ حضارتنا؟ هل كنا بحاجة لشخص غير مصري ليعرفنا فضل مصر وتاريخها؟ . وتساءلت الصفحة: أين كان تأثرك والشيوخ يلعنون المعارضة ويكفرونهم أين كانت دموعك والاقتصاد في انهياروالسياحة معدومة والأمن غير متاح حالياً والشرطة غير موجودة بالخدمة؟ أين كانت دموعك ومصر تتسول من صندوق النقد؟ أين كانت دموعك بعد أن كنا مصرين أصبحنا الآن "فلولاً وثواراً وإخواناً وسلفيين ومسيحيين". أما نشطاء تويتر فتناولوا الخطبة بالإنتقاد اللاذع والسخرية حيث أشاروا الي أن الإخوان لم يجدوا فائده من شيوخنا فقرروا يستوردوا شيخ يدعو ويروج لمشروعهم ' الصكوك الإسلامية' ، والدعوه لعدم النزول يوم 25 يناير وشيطنة الإعلام والمعارضة كما وجدوا أنه يسير علي نفس خطي الشيخ القرضاوي في الدعوه ،والاشارة الي أن الإخوان كانو محتاجين دماء جديده في عالم الدعوه . ويدعي الشيخ السلفي محمد رسلان أحد رموز دعاة التيار السلفي بأن الاخوان المسلمين أعدوا خطة لتجميل وجهها المحروق من خلال استقدام وجوه سلفية من الخارج تابعين للفكر القطبي للتأكيد علي دور مصر القيادي وفضلها علي الأمتين العربية والاسلامية ومن هؤلاء الشيخان عائض القرني ومحمد العريفي وهما تلميذا الشيخ محمد قطب وشقيق سيد قطب . وفنان مصري يدعي "عمرو مصطفي"، اشتهر بولائه لنظام الرئيس المخلوع "حسني مبارك" وعدائه لثورة 25 يناير، يشن هجومًا حادًا علي الداعية السعودي الدكتور محمد عبد الرحمن العريفي، قائلاً: "العريفي رجل وهابي لا يعترف بالأزهر الشريف مستنكرا امتداح المصريين له واصفهم بالجنون . حقا نحن في زمن الفتنة ولعنة الله عليها وعلي من أشعلها فبدلا من أن نقدم رسالة احترام وتقدير لهذا العالم الجليل لرسالته التي انتشرت في كل أرجاء العالم عن دور مصر وقيمتها ودعواته المخلصة لمصر وأهلها بالأمن والأمان والاستقرار واجهنا كلماته الطيبة بالريبة والشك في محتواها . ولا حول ولا قوة إلا بالله اّللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها ،وما بطن ولله الأمر من قبل ومن بعد