لماذا أفريقيا ؟ ولماذا الان يتوجه الافارقة الى تفعيل مفاهيم التجارة الحرة؟ أفريقيا تلك القارةالتى مازالت تقبع خلف صراعات شبه اهلية وتعج بالسلاح وبها امراض متوطنة ولا توجد طرق حقيقية للنقل كيف هذا ؟؟ كيف يتم طرح مفهوم التجارة الحر والخدمات الميسرة الاثمان بين بلدان لايوجد حتى طرق للنقل او وسائل مادية حقيقية لتفعيل هذا الاتفاق ونقله الى المرحل اللاحقة؟؟ بالاضاف الى تشابه حقيقي وكخيف فى الهياكل الانتاجي لا يسمح مباشرة بهذا الانتقال المذهل الى مصاف الدول الاكثر رفاهة ؟؟ توقفت كثيرا عند هذه التساؤلات وأنا اتطلع الي اجتماع القمة الاستثناءية للاتحاد الافريقي فى النيجر واعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي قيام منطقة التجارة الحرة الافريقية بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي فى دورته الحالية لعام 2019 وبدأت اتابع بتركيز واهتمام بنود هذه الاتفاقية ومراحل عملها حيث تعد منطقة التجارة الحرة القارية عبارة عن منطقة تجارة حرة تضم فى عضويتها كافة دول الاتحاد الأفريقى، وتهدف الاتفاقية إلى إزالة القيود الجمركية أمام حركة التجارة البينية الأفريقية، ولعل مفهوم التجارة البينية الافريقية كان اعظم واهم ماطرح امامى وذلك لضرور وأهمية التجارة بين دول القارة الافريقي والتى يبلغ عددها 54 دولة منها 16 دولة حبيسة وهنا مربط الفرس وعقدة الاشكالية حيث يتواضع بشكل كبير مساهمة تلك الدول الحبيسة فى عملية التجارة الدولية لعدم وجود منافذ بحرية وبالتالى هى تعتمد بصورة كبيرة على دول الجوار فى تقديم سلعها ومعروضاتها الى العالم الخارجى وبدأت أشعر بأهمية وضرورة هذه الاتفاقية فقد اعتمدت كثيرا من الدول الافريقية على تجارة الترانزيت بالاضاف الى تعدد عضوياتها فى الكثير من التجمعات الاقتصاديةة وهو ما قد ينشأ عنه العديد من المشاكل وبالتالى فيظهر فى الافق إتجاه لتسوية المشاكل الناجم عن تعدد وتشابك العضوية, وتعزيز التعاون الجمركى . فكان لابد لافريقيا صاحب التاريخ النضالى من رسم اطار سياسي واقتصادى يخرج هذه القارة الكبيرة من بوتق الصراع السياسي والنزاع حول التيمة الغالبة فى كل انحاء افريقيا فى الصراع حول الثرو والسلطة وهنا يحب حقيقة الامر ان نعزى تسريع وتيرة العمل فى مفوضية الاتحاد لاخراج هذه الاتفاقي الى حيز النفاذ الى طاقات وقدرات عمل رئيس الاتحاد الافريقي الحالى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي لانه اعلن مرارا وتكرارا أن هذه الاتفاقية هى اولوية قصوةة وضرورة ملحة للدولة المصرية ستعمل جاهدة على اظهارها وإخراجها للنور فى فترة تولى مصر للاتحاد الافريقي بصورة غير قابلة للتراجع او الانتهاك او حتى التقليل من قيمة هذه الاتفاقية الاستثنائية , وانه وفقا لدراستى للقارة الافريقية ومعرفتى بهذا المركب الانسانى الافريقي أجد أن مسار العمل فى هذا الاتجاه الاقتصادى تحديدا هو مسار يتماشي بل ويجدد من ميكانيزم العمل الافريقي , نعم ميكانيزم العمل الافريقي , فالقارة الافريقية وفقا لمؤشراتها الاجتماعية والسياسية تعمل وفق نمط انساني مختلف يعتمد بصورة كبير على إحداث طفرات انسانية بين الحين والاخر فرحلة الافارقة فى كتابة تاريخهم تنوعت مابين الممالك القوية والزعمات القبلية التقليدية وصولا لمرحلة المستعمر الاجنبى الذى استنزف الطاقات البشرية ومنع الابداع الانسانى وصولا الى مرحلة افراز وانتاج الزعمات الوطني المقاوم ضد الاستعمار ومرحلة الحصول على الاستقلال , ووجدت نفسي اتحدث فعلا عن تجديد شباب القارة الافريقية واننا فعلا امام طفر انسانية جديدة فى جيل يسعى لتطوير العمل الذاتى الافريقي , سواء من خلال قيادة مصر للاتحاد ورئيسها السيسي المؤمن بقدرات الافارقة والمتطلع لبعثها من جديد فى المسار السياسي والاقتصادى أو فى قيادة جديدة لاثيوبيا مثل ابى أحمد الذى بدأ مساعى العمل الاقليمي فى دعمه لمصالحات السودان , والرئيس الكونغولى الجديد تشيسكيدى , اذا هل نحن امام عصر جديد من التحرر الافريقي وهذه المرة هو تحرر من الذات والتقوقع حول الداخل ونظرة جديدة من الافارقة للمستقبل تحتل فيه افريقيا مكانة متميزة من المشاركة فى حجم التجارة الدولية ولا يقف فيها حركة النقل ونعدام المخارج البحرية وتشابه الانتاج عائقا امام الوصول الى تلك المكانة , بالاضافة الى المحاولات المستميتة التى يبذلها الافارقة لاستقدام التكنولوجيا الاوروبية عالية الجودة والتكلفة وتوطينها فى افريقيا, وكان اخر تلك المحاولات سعى الرئيس المصرى فى المانيا لجلب تلك التكنولوجيا , هل سيقبل الافارقة بقوانين استثمار موحدة لجلب الاستثمار الاجنبى المباشر وهل سيقبل المستثمرالاجنبى بمحددات وطنية لاستقبال هذا الاستثمار , أتصور أن المرحلة القادمة فى افريقيا بعد الاعلان عن منطق التجارة الحرة وتعزيز العمل البيني بين دول القارة تستلزم الاتفاق حول سياسات مالية واقتصادي واحدة تلتزم بها كافة الدول الافريقية ولا مجال فيها للتدخل الايدولوجى أو الخضوع للاهواء أو الميول الفكرية فالمعركة القادمة لافريقيا هى معركة المسار الاقتصادى بلا جدال واتصور ان وجود بوتقة صهر تتمثل فى إيجاد آلية دائمة للعمل تخضع لها كافة الدول الاعضاء هى الضمانة الوحيدة لاستمرارية عمل هذه الاتفاقية , ولدينا العديد من الامثل حول اتفاقيات اصبحت بفضل اعضائها منظمة دولية وياتى على راسها منظم التجارة العالمية التى تحولت من اتفاقية الجات لتحرير التجارة الى منظمة التجارة العالمية بعضوية دائمة لكل دول العالم اذا ما الماتع من إنشاء منظمة التجارة الافريقية لمتابعة العمل الاقتصادى الافريقي أتصور أن أفريقيا قارة التغيرات الطارئة والطفرات قادرة على إنشاء تلك المنظمة وخوض الحرب الاقتصادية الجديدة عاشت افريقيا ...