بين الأنظمة العربية والجيل الجديد,أكثر من قضية وأكثر من إشكال وطرح حتي أوشكت أن تتحول الي أزمة ,أطلق عليها إصطلاحا أزمة جيل أو حتي مجايلة. ففي حين الأنظمة العربية,تتغني بحق الأجيال في الثروة ,لم يتحدث حتي الأن ولو بإبنة شفة حق الأجيال بالحكم ,كل الحكم,وعلي إعتبار الحكم ثروة وطنية قومية,من حق جميع الأجيال ثم الإيمان بسلطة التداول علي هذا الكنز.صحيح في مجري التاريخ ,بل ,حتي ما قبل التاريخ يوجد دائما نزاع بين سلطة الأب الحاكم,يمثل النظام القديم المستبد علي الحكم,المتوارث أبا عن جد أو المتوارث تاريخيا.أو أنه خرج من سلسلة الحلقة المغلقة ,او الدولاب الدوار الذي يعيد نفس الأوجه لنفس المهام ,نفس الوسائل لنفس الغايات والأهداف.صورة الأب او الجد الذي يتمسك بالسلطة ,كالمريض بالتملك الحكم إلي أقصاه ,حتي حسبته أنه سيورثه.ليبقي الولد الإبن من جهة أخري يبحث مخرجا كيف يصل إلي هذه الثورة ,إلي هذا الحكم حقه الطبيعي ,الذي يجب أن يسعي إليه جاهدا.يسعي جاهدا لينتزعه من جبروت أب أوجد شب وشاب وهرم وأقبر علي الحكم ,ولايزال يحكم ,حتي ولو كانت بالإنابة ,ذاك أن النهج هو الحاكم.شيخوخة الفكر والتفكير,أين تتوقف الكعكة الحكم الثروة عن النمو,أين تصبح التنمية في فم عجوز خطير لايكثرت بما يحدث حولهم بالعالم.ليبقي عالميا وطبيعيا من حق الجيل الجديد,أن يصل إلي الحكم,أن يسير البلد بنهج الشباب ,أن يمنح لنفسه فرصة إعتلاء الكراسي.الوطن العربي من المحيط إلي الخليج ,ومن الماء إلي الماء ,ومن النهر إلي البحر في حاجة ماسة إلي تغيير جدري علي جميع الأصعدة ,لينقذ ما يمكن إنقاذه,من وطن يروه الأباء والأجداد بمجرد كراسي وتاج وعرش وخزانة ضخمة لجمع الأموال وإكتناز الذهب والفضة ,وليس لتسيير الأموال وتغيير الأفكار .أولئك الذين يرون الأوطان بعين واحدة,يرون إلي الكأس بنصف واحدة ,نصفه الفارغ او نصفه المملوء.هم الذين لهم أحقية الكراسي والحكم ,ودونهم ماهم إلا عبيدا وخدما,علي عتبات السلطان يطلبون صدقة عوضا عن حق مسلوب.الأباءوالأجداد,وحدهم الجديرون ,بحكم الأوطان والإنسان,البلاد والعباد,أما دونهم لايجب أن يكونوا.... إلا إذا كانوا كومبارسا ,بصفته رسالة واللسان الناطق للأنظمة الفاشلة,وعلي كل حال هم باقون بقاء الأحوال.أنظمة تمسك المقود بالمنطق المعكوس ,تضع العربة أمام الحصان ,وتضع النقطة بأول سطر ,وتضع الماضي أمام الحاضر والمستقبل ,ومع هذا قطار الزمن وليس الأعمار يسير ,يحكمون وسيظلون علي هذا العهد ,وحدها الأنظمة العربية الهرمة التي تخطو بالنهر مرتين حتي إذا كان البلد فارغا