سيد قطب الأب الروحى لجماعات العنف الدموية جعلت كتابه النكبة معالم فى الطريق دستورا للدمار والخراب يعكفون عليه لا يفارقه الحركى و الإخوان المسلمون أول ما يدرسونه للمجند الجديد المسكين الواقع فى حبالهم يدرسون له معالم فى الطريق دستور الماسونية فى العالم الإسلامى مثله مثل كتاب العقد الاجتماعى لروسو كتب خرجت من رحم الأفعى الماسونية. ولما كانت الماسونية تضرب بالثورات الإلحادية فى أوروبا ضربت فى العالم الإسلامى فى توحيد الألوهية فأزاحت الإله ورفعت الحاكمية وجعلت الشرع محصورًا فى المواجهة مع الحاكم... سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلى الذى عانى من التيه حتى عرف طريقه، عانى من الضياع الروحى والتيه النفسى حتى وجد ضالته المنشودة فى حركة إسلامية إصلاحية سمت نفسها باسم «الإخوان المسلمين». ولد «سيد قطب» فى قرية (موشة) بمحافظة أسيوط فى يوم 9/10/1906، وفى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة، التحق بعدها بتجهيزية دار العلوم. وفى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس فى الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا لمدة ست سنوات، ثم موظفا فى الحكومة. وبعد سنتين عين فى وزارة المعارف – فى عهد إسماعيل القبانى – فى وظيفة «مراقب مساعد» حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته. وقبل مجلس قيادة الثورة الاستقالة سنة 1954، وفى نفس السنة تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. ولكن الرئيس العراقى «عبد السلام عارف» تدخل وتم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964. وفى سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة «اغتيال جمال عبد الناصر». وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط فى 29/8/1966قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب. وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلًا : «لم أعد أرى فى حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله». لقد مر «سيد قطب» فى حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى، ويعترف «سيد قطب» أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه فى عقيدته الدينية، وفى عام 1934 نشر فى الأهرام دعوته للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وقد كان ذلك منتشرا فى البلدان الأوربية آنذاك. وقد أكدت ذلك مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان «سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس» وكتبت فيه عن دعوته للعرى، وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره. ويبدو أن الماسونية امتدت إلى «سيد قطب» وبعض الأعضاء من التنظيم المسمى «الإخوان المسلمين»، وكان يكتب بعض مقالاته الأدبية فى جريدة ماسونية هى «التاج المصري» لسان حال المحفل الأكبر الوطنى المصري، وإن لم يصرح أى من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء فى الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه. لقد كتب الشيخ «محمد الغزالي» فى كتابه (من ملامح الحق)، وهو من أكبر رجالات الإخوان وصاحب للشيخ «حسن البنا» أن «سيد قطب» منحرف عن طريقة البنا، وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الإخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم وكان منهم «سيد قطب». لم يكن وحده ماسونيًا: يبدو أن الشكوك فى تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى «الإخوان المسلمين» إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن «مصطفى السباعي» الذى ساهم فى الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون فى بيروت. ولكن لأى مدى كان انتماؤه للماسونية؟ وهل كان يخدم بها أهداف المسمين بالإخوان المسلمين فى مصر وسوريا؟ ولقد انتخب «مصطفى السباعي» بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة «الإخوان المسلمين» فى سوريا وأطلقوا عليه اسم المراقب العام. وقد انتخب «مصطفى السباعي» )1944 – 1945( مراقبا عاما لموهبته فى الكتابة والخطابة. وهكذا فبعض الأعضاء فى التنظيم المسمى «الإخوان المسلمين» كانوا أعضاء فى الماسونية، ولو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية؟ وما هو الغرض من انضمامهم؟ ولأى مدى كان اقتناعهم بمبادئها؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه. خاصة وأنه شتان بين مبادئ الماسونية ومبادئ ما يسمونه «الإخوان المسلمين». وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ «محمد الغزالي» أكد أن الماسونية زرعت وسط صفوف الإخوان رجالا ومنهم «سيد قطب». وهو أمر محير فمسألة مدى الانتماء إلى الماسونية ومدى صدق ذلك الانتماء ومدى الإيمان بمبادئها أمر غامض لا يباح به لأقرب الأقربين، كما لا تظهر المذكرات الشخصية لأى منهم أية علاقة من قريب ولا من بعيد بالماسونية وكأنهم لم يقربوها قط. لا يسمح لغير الماسون بالكتابة فى صحف الماسون: احتوت أوراق الماسونية فى مصر على (أمر عال) بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه «إدريس راغب» أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطنى المصرى بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية فى الجرائد السيارة، فالموضوعات الماسونية تناقش فى صحف الماسون فقط، ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التى كان يمتلكها الماسون دون غيرهم، أو المتخصصة التى تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطنى المصري. ولقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسونى «محمد مصطفى عبده» مقالا بعنوان «فى الماسونية» بجريدة «وادى النيل» غير المتخصصة فى الماسونية فى عددها الصادر فى 27 أغسطس 1922. وأمر «إدريس راغب» فى نهاية اعتراضه الرسمى بإيقاف «محمد مصطفى عبده» عن الأعمال الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته. وأعلنت «المجلة الماسونية» فى أحد الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أى مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة، وبالتالى لا يسمح لغير الماسون بالنشر فى الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك. ومما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة فى الصحف الماسونية ولا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون، وكان هذا هو التقليد المتبع فى كل صحف الماسون فى العالم، وقد كانت الماسونية فى مصر كمثيلتها فى دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأى شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب فى اقترابه ليكون عضوا فيها، وهذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر، وبالتالى فإن أى شخص يذكر فى الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه فى أى من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذى تعيش فيه. وأخيرا نذكر ما كتبه «محمد الغزالي» تتمة لما كتبناه سابقا وخاتمة له، فكتب يقول «فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة فى الصف الأول من الجماعة المسماة الإخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا فى الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذى طالما سد عجزهم. وكان فى الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلًا غريبًا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامى الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة فى كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبى نفسه لجماعة الإخوان ولكننى لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذى فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة». ويبدو أنه بين أمر «إدريس راغب» والمنشور فى الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون فى الكتابة بصحفها، وما كتبه تمام البرازى فى كتابه عن ماسونية أحد أعضاء الإخوان وهو مصطفى السباعي، وما ذكره محمد الغزالى فى كتابه تأكيد ولو من بعيد عن ماسونية البعض من جماعة الأخوان المسلمين مثل (سيد قطب – حسن الهضيبى – مصطفى السباعي). إننا لا نتهم ولا نبرئ بل نعرض حقائق ونلقى الضوء على مسائل كانت ولا تزال غامضة فى التاريخ العربي، نقدم من الدلائل والبراهين ما يمكن أن يؤكد، لكن فى نفس الوقت لا يمكن أن نتأكد.. لوجوب التزييف فى الوثائق التاريخية، أو حتى.. تغلب الأهواء الشخصية على الشخصيات ذات الرأي، لكن من حقنا أن نعرض ما تصل إليه أيدينا لنفتح الطريق أمام الباحثين كى يؤكدوا أو ينفوا ما كتبه القلم.