آن الأوان اليوم لكى يتكاتف العرب من أجل العمل على تقوية أنفسهم لنيل حقوقهم. آن الأوان لعدم الاعتماد على المجتمع الدولى ممثلا فى منظماته المشلولة كمجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة، فهذه المنظمات ليست إلا مخدرا وأحلاما للنائمين. آن الأوان للعرب والمسلمين أن يدركوا أن إسرائيل لن تقف عند حدود القدس التى منحها لهم ترامب عاصمة أبدية موحدة. ولم يكن هذا غريبا إذ أن العمل على تجمع اليهود فى فلسطين بدأ فى الأساس من الكنائس البروتستنتية الأمريكية بناء على العقيدة المسيحية القائلة: ( بأن المسيح لا يعود العودة الثانية إلى الأرض إلا إذا تجمع اليهود فى كل فلسطين ). بل إن مطامع اليهود لن تقف عند القدس، وهذا ما رأيناه عندما سجلوا كتابة بغيرخجل ولا وجل أن حدود إسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات. وعليه يتعين تحذير الدول العربية من أنها إذا ظلت على ما هى عليه من تمزق وتشرذم وفرقة فإن ذلك سيشجع إسرائيل على المضى قدما فى تحقيق كل أطماعها فى المنطقة. ولهذا يجب أن تتضافر الجهود وتتوحد المواقف العربية حتى لا تعطى لإسرائيل الفرصة لكى تصول وتجول أكثر وأكثر فى المنطقة. صحيح أن أمريكا تشكل أكبر داعم لإسرائيل، وفى المقابل تشكل عنصرا ضاغطا على العرب فى محاولة لعرقلة مسيرتهم، إلا أن العرب لو تمسكوا بالعروة الوثقى وتوحدوا فعندئذ لا أمريكا ولا غير أمريكا ستستطيع المس بهم. يشهد على ذلك وضع العرب فى التاريخ الاسلامى، فرغم أنهم كانوا أبناء الصحراء بلا قوة وبلا دولة إلا أنهم وبواسطة البرنامج الاسلامى أمكنهم خلال عشرين عاما أن يصبحوا قبلة العالم والقوة العظمى الوحيدة فيه. وبواسطة الإسلام قام العرب بتحرير أنفسهم وتحرير شعوب العالم من كل أنواع الاستعمار. بل تمكنوا حتى من تحرير الانسان من كل ما يضعفه ويذله ويفقده كرامته الإنسانية. ومن ثم ظهر الإسلام محررا لكل الإنسانية. ولهذا ومن أجل مجابهة إسرائيل وأطماعها فى المنطقة يتعين على العرب العودة إلى الإسلام عودا صادقا مخلصا لا لتحرير فلسطين فقط بل لتحرير المنطقة من كل أنواع الاستعمار والتخلف والجهل والفقر والمرض. ويتعين على العرب أن يكونوا صادقين فى قوميتهم وعروبتهم، فلو أنهم كانوا قوميين بالمعنى الحقيقى لاجتمعت لهم القوة والبأس والسؤدد. يجب على العرب أن يصدقوا فى قوميتهم وهذا ما يفرضه الإسلام علينا. ويجب أن يكونوا صادقين فى اسلامهم لكى يتمكنوا من مجابهة إسرائيل والوقوف أمام أطماعها فى المنطقة وهى الاطماع التى لا تقف عند حد، فلا شك أن الضعف العربى هو الذى شجع إسرائيل على ما تقوم به فى الأراضى الفلسطينية من قمع واجتياح وابادة، وستستمر فى الاجتراء على المنطقة طالما بقى العرب على ماهم فيه من ضعف وتخاذل. ولقد رأينا اليوم ما يؤكد لنا أن الأمر لن يقتصر على الفلسطينيين وإنما سيتعداه ليشمل العرب جميعا. واليوم نقول بأنه يتعين علينا لتلافى الوقوع فى براثن الأخطار المحدقة بنا أن نعمل على أن نصلح أنفسنا ونقويها بدلا من الاعتماد على المجتمع الدولى ومواثيقه وعهوده، فلا يمكن أن نأمن لليهود ولا أن نصدق عهود الإسرائيليين والقرآن يقول لنا بأنه لا عهد ولا ميثاق ولا ايمان لهم. لذلك علينا ألا نغتر بالعهود ولا ننخدع بالمواثيق والوعود فهى أشبه ما تكون بأحلام النائمين. وبالتالى بات يتعين على العرب الخروج من الميوعة الغارقين فيها، فالقضية قضية جد لا هزل.. قضية واقع لا قضية أحلام وأوهام.. وللحديث بقية.