لست متشددًا لدرجة التزمت والتضييق ولا مؤيدًا للحرية لدرجة الانفلات والإباحية.. وعندما نلفظ بكلمتى التشدد والانفلات فان أول ما يتبادر لذهن المتلقى هو الحديث عن المرأة.. فليكن. ولماذا لا؟ وقد تزايدت حملات مغازلتها والتودد لها بشكل مبالغ فيه بما أنها الأم والأخت والزوجة والابنة ومربية الأجيال وهذه حقائق لا يغفلها إلا مختل الفكر معتل الشعور.. ولكن -بهدوء تام- سأطرح رأيا فيما يخص مشاركتها فى الحياة السياسية كعضوة فى البرلمان. دعوها تتقدم بإرادتها. ودعوا الناخب يختارها بإرادته المطلقة دون استخدام أى وسيلة تأثير فهو يعلم قدرها ومكانتها. ويعرف أيضًا مواقفها على مر العصور فليكن حصولها على مقعدها تحت قبة المجلس مرتبطا بإقناع الناخب بكفاءتها وثقته بقدرتها على تحقيق ما ينشده. وبالتالى لا داعى لتحديد (كوتة) لتمثيل المرأة أو أى فئة. وهنا ملاحظة تدعو للدهشة، حيث يؤكد البعض أن السيدات يفضلن انتخاب الرجال لمجلس النواب.. قد ينبرى من لا يعجبه الرأى ويذكرنى بأنها نصف المجتمع وأنها تقدمت الصفوف فى 25 يناير 2011 وفى 30/6/2013 ومناسبات كثيرة.. إلخ؛ ولكن.. أليس فى تاريخنا دروس وعبر؟ إن اتفقنا على ذلك يمكن أن نكمل: نعم مرت بمصر أحداث اضطرت فيها المرأة للخروج إلى الشوارع والميادين جنبًا إلى جنب الزوج والابن والابنة بدافع الخوف ومواجهة الخطر المحدق نتيجة الانفلات الأمنى والأخلاقى.. وأظن أن خروج المرأة بذلك الشكل كان استثناء من حيث الظروف والأحداث. وتعاونا مع من يجب عليه الدفاع وتوفير الحماية وهو الرجل. فالمرأة مخلوق ضعيف بتكوينها وطبيعتها يجب على الرجل صونها وحمايتها وإكرامها عرفانا بفضلها وتقديرًا لمكانتها بل وتعليمها إلى أعلى مستويات التعليم إن أرادت من أجل الثقافة وتحسين منتجها (الأبناء). والاستفادة من إبداعها النافع للبشرية إن أبدعت. ولا مانع أيضًا من خوضها مجال العمل إن لزم الأمر. علمًا بأن هناك من المجالات تكون المرأة فيها أنسب من الرجل لما وهبها به الله من ذكاء وعاطفة. ولكن أكبر مصيبة تحل بقوم تبادل الأدوار بين الجنسين وأن تعمل المرأة ما لا يصلح له إلا الرجال. وأكبر مصيبة تحل بقوم إن شعرت المرأة بحقارة عملها كربة بيت وأن رعايتها لأبنائها يقلل من شأنها أو حصر أعمال بعينها تقوم بها تتناسب مع طبيعتها. وصدق من قال: - وما عجبى أن النساء ترجَّلت... ولكنَّ تأنيث الرجالِ عجابُ..! لا مانع من الاستفادة برأيها من خلال برامج المرأة والمؤتمرات والندوات (وفى هذا تفصيل واسهاب). أما زيادة الأعداد التى يقترحها البعض كنائبات وما يتطلبه ذلك من فترات إعداد وتأهيل وحراك ميدانى يخصم من رصيد رعاية الأسرة لما يترتب عليه من استنزاف طاقتها ووقتها. فهذا الاقتراح تعوزه المراجعة المتأنية والتفكير المعتدل. والطموح عند المرأة وخوض المعترك السياسى سيؤثر سلبًا على استقرار الأسرة المصرية. باختصار ستزداد حالات الطلاق والعنوسة. ليست هذه دعوة لرفض ترشح المرأة ولكن هى دعوة لمراعاة ظروف المجتمع وما وصلت إليه الحالة الاجتماعية والمستوى الأخلاقى للأبناء. مع الترحيب بمن تتمتع بالكفاءة (علما ووعيا وشعبية) ولا تمنعها ظروفها الاجتماعية والأسرية أن تترشح ولا يكون نجاحها ثمنا لهدم بيت على أن تحقق فوزها بما يؤهلها. وبدون انفعال لحظى وغضب وفذلكة اجتماعية للتعبير عن التحضر ومجاراة الغرب. نرجو توخى الهدوء والتفكير المنطقى المراعى للحالة المصرية شرقية الموروث والأعراف وليكن نصب أعيننا «مصر أولاً».