حالة من الانفلات الإعلامى تسود وسائل الإعلام؛ نتيجة انفلات معلوماتى مستمد من شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى التى تزدحم بمعلومات، معظمها مغلوط ومُغرض وكاذِب.. وحالة الانفلات الإعلامى والمعلوماتى هذه أثرت بشكل بالغ على المجتمع وشوشت على توجهاته ونشرت فيه حالة أخرى من الانفلات والانحطاط الأخلاقى. ونحن على أعتاب مرحلة جديدة وأمام استحقاق الانتخابات الرئاسية نرى مدى تأثير هذا الانفلات على المرشحين وعلى الناخبين.. فلم تخل الدعاية الانتخابية من ظل لهذا الانفلات، فنجد حملات المرشحين للمنصب الرئاسى الرفيع يوجه بعضهم للبعض الآخر اتهامات بالكذب والعمالة والتآمر.. وعلى ذات الخطى يسير الناخبون، فنجد أنصار هذا المرشح يكيلون الاتهامات لمنافسه، بل ويتهمون أنصار المرشح الآخر بالسذاجة والعبط وعدم الوعى، وانقسم الشعب المصرى إلى فرق تواجه بعضها بالاتهامات اللفظية، وغدًا ستكون هناك اشتباكات بالأيدى وربما أكثر. وما دُمنا قد ارتضينا الديمقراطية طريقًا ومنهجًا فليكن الرأى للشعب، ولنتخلى عن الاتهامات والتخوين والإقصاء وليكن الحكم لصندوق الانتخابات يأتى بمن يريده غالبية المصريين رئيسًا لهم، ولنترك الناخب يختار بهدوء من يراه صالحًا لقيادة البلاد، ولا نؤثر عليه بالأكاذيب والمعلومات المغلوطة والمُغرِضة.. وعلى مُناضلى الفضائيات أن يتوقفوا عن نِضَالِهم المُزيف؛ لأن هذا النِضَال المُغرِض لن يحل مشكلات البلاد، ولن يصنع شيئًا مفيدًا، ولن ينقل مصر خطوة واحدة فى الاتجاه الصحيح والسليم.. هؤلاء المناضلون الجُدُد يذكروننى بمناضلى الميكروفونات من الفلسطينيين الذين صدَّعُونا عقودًا بعبارات النضال الزائف وادعاءات الزعامة الكاذبة، ومات منهم من مات وحلَّ محلهم آخرون والنضال مستمر، وقضيتهم لم تحل.. ولو أصبحنا على هذا المثل وهذه الحالة لأنتجت مصر مناضلين كثيرين وبقى حالها على ما هو عليه إن لم يتدهور حالها إلى الأسوأ. السطور السابقة، صورة طِبق الأصل من مقالى فى 12 من إبريل عام 2012، قبل عامين بالتمام والكمال، وكان بعنوان «انفلات إعلامى ومعلوماتى وأيضًا أخلاقى»، واليوم أُعيد نشر ما كتبته فى ذات المكان، ونحن على مشارف انتخابات رئاسية أخرى، فالظروف متشابهة، والأجواء متطابقة، والانفلات يسود ويَعُم البلاد.