تباينت ردود الفعل الدولية علي تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس لصالح رفع مستوي التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية الي صفة دولة مراقب، اذ رأت واشنطن فيه خطوة "غير مجدية" بينما دعت لندن وباريس الاسرائيليين والفلسطينيين للعودة الي طاولة المفاوضات. واصبحت فلسطين الخميس دولة غير عضو مراقبا في الاممالمتحدة اثر تصويت تاريخي في الجمعية العامة للمنظمة الدولية وافقت خلاله 138 دولة علي رفع التمثيل الفلسطيني مقابل 9 دول عارضته، ابرزها الولاياتالمتحدة واسرائيل وكندا، بينما امتنعت 41 دولة عن التصويت. وسارعت الولاياتالمتحدة الي التنديد بقرار الجمعية العامة، مؤكدة انه قرار "مؤسف وغير مجد" و"يضع عراقيل امام السلام"، وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال منتدي في واشنطن انتهزته فرصة للتعليق فورا علي القرار التاريخي للجمعية العامة، ان هذا القرار "يضع مزيدا من العراقيل امام طريق السلام"، معتبرة ان الطريق الوحيد لقيام دولة فلسطينية هو استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. بدورها قالت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس امام الجمعية العامة ان "القرار المؤسف وغير المجدي الذي صدر اليوم يضع مزيدا من العراقيل في طريق السلام. لهذا السبب صوتت الولاياتالمتحدة ضده". وحاولت السفيرة الامريكية التقليل من اهمية القرار التاريخي علي الرغم من اهميته الرمزية الكبيرة، وقالت من علي منبر الجمعية العامة ان "الاعلانات الكبري التي صدرت الخميس ستتلاشي قريبا والشعب الفلسطيني لن يجد عندما يصحو غدا الا القليل من التغيير، ما عدا الابتعاد اكثر عن امكانية التوصل الي سلام دائم"، واضافت ان"هذا القرار لا يجعل من فلسطين دولة"، مكررة بذلك ما سبقها اليه نظيرها الاسرائيلي من علي المنبر نفسه، مشددة علي ان "هذا التصويت الذي حصل اليوم لا يعطي باي حال من الاحوال حقا لكي تصبح 'فلسطين' عضوا في الاممالمتحدة". اما كندا، التي صوتت ايضا ضد القرار فكان رد فعلها ايضا سلبيا وقال وزير خارجيتها جون بيرد ان هذا القرار "سيقوض ركائز عملية -حتي وان لم تكن قد اكتملت- فهي تبقي الفرصة لواقعية الوحيدة للتوصل الي رؤية دولتين مزدهرتين تعيشان جنبا الي جنب بسلام". من جهتها دعت بريطانيا، التي امتنعت عن التصويت علي القرار، الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الي العودة الي طاولة المفاوضات. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج "نحن نحترم خطوة الرئيس عباس ونتيجة التصويت"، مضيفا "سوف نضاعف جهودنا لاعادة اطلاق عملية السلام وسوف نواصل دعم الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية وحل الدولتين". ودعا هيج ايضا اسرائيل الي عدم الرد علي قرار الجمعية العامة بخطوات من شأنها تقويض فرص استئناف المفاوضات. بالمقابل رأت فرنسا ،التي صوتت لصالح القرار انه "خيار متجانس مع حل الدولتين"، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند في بيان ان "فرنسا ايدت الخيار المتجانس مع هدف الدولتين اللتين تعيشان في سلام وامن الذي تم التنصيص عليه منذ 1947". واكد اولاند انه "للتوصل الي هذا الهدف يجب ان تستانف المفاوضات بلا شروط وباسرع ما يمكن"، مضيفا ان "الحوار المباشر هو بالفعل السبيل الوحيد للتوصل الي حل نهائي لهذا النزاع. وفرنسا علي استعداد للاسهام في ذلك بوصفها صديقا لاسرائيل ولفلسطين"، مذكرا بان القرار الفرنسي بهذا الشأن منسجم مع "الالتزام بدعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين". وكانت فرنسا اعلنت الثلاثاء انها ستصوت لفائدة منح فلسطين وضع دولة مراقب في الاممالمتحدة. من ناحيته "رحب" الفاتيكان بنتيجة التصويت، مؤكدا في الوقت نفسه انه "ليس حلا كافيا لمشاكل المنطقة"، ولكن بعيدا عن هذه المواقف الدولية التي تراوحت بين التنديد والتحذير والترحيب والدعوة لاستئناف المفاوضات، احتفل الفلسطينيون ب"انتصارهم" في الاممالمتحدة.