أكدَّ فضيلة الأمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، علي أهمية التنسيق بين المراكز الإسلامية التي تنشر الفكر الوسطي المعتدل في حصار الفكر المتشدّد أو المتميع. وقال الطيب إن ذلك سيتم من خلال تحديد مفاهيم الأفكار المتشددة والمتميعة، والتي أضحت بلاءً تفشَّي في بعض المجتمعات الإسلامية. جاء ذلك خلال استقبال فضيلته للدكتور عادل عبد الله الفلاح، وكيل أول وزارة الأوقاف بالكويت والأمين العام للمركز العالمي للوسطية، والوفد المرافق له. من جانبه، أكد الفلاح أنه جاء إلي مصر وبصحبته وفد كبير لاختيار أئمَّة وعلماء من الأزهر الشريف بناء علي تكليف من صاحب السمو أمير الكويت؛ للاستفادة بهم في نشر الوسطية والاعتدال والتي ميَّزت الأزهر علي مر العصور، والذي تحتاجه الأمة أمسَّ الاحتياج في تلك المرحلة الراهنة من تاريخها، في الوقت الذي أصبح الإسلام هدفًا يرمي من كل حدب وصوب بالتشدُّد والرجعية؛ بسبب بعض السلوكيات الخاطئة من بعض أبنائه. كما أكد الطيب علي عُمق العلاقات بين الأزهر الشريف وإقليم كردستان العراق الشقيق، جاء ذلك خِِلال استقبال فضيلته لوفدٍ من المركز الثقافي للتصوُّف في كردستان العراق - السليمانية، برئاسة الشيخ حسين محمد البرخضري. وقد تناول اللقاء بحث سبل التعاون العلمي والثقافي والديني بين الأزهر الشريف والمؤسسات العلمية والدينية بإقليم كردستان، وكذلك استعراض جوانب الإفتاء والفكر الإسلامي، وتدعيم الأنشطة المتبادَلة بين الجانبين، وقد أشاد الوفد بدور الأزهر الشريف وشيخه في تحمُّل أعباء وقضايا الأمة الإسلامية، وقال رئيس الوفد: إن الأزهر الشريف يمثل المرجعية لجميع أهل السنة في كافة أنحاء العالم، ولا سيَّما إقليم كردستان. وطلب الشيخ البرخضري إرسال وفدٍ من علماء الأزهر الشريف لإلقاء محاضرات علي مشايخ وأئمة الإقليم تستمر لمدة ثلاثة أشهر؛ وذلك لنشر وترسيخ وسطية الإسلام واعتداله التي يحمل لواءها الأزهر الشريف، ونشر العقيدة السليمة بين أهل الإقليم. وقدَّم الشيخ البرخضري دعوة رئيس العراق جلال طالباني، وحكومة إقليم كردستان لفضيلة الإمام الأكبر، لزيارة العراق الشقيق، وشكر فضيلة الإمام الأكبر الوفد وأبدي استعداد الأزهر الشريف لإرسال علماء من الأزهر الشريف لإلقاء المحاضرات ونشر الفكر الوسطي الذي يحمله الأزهر الشريف.