مرت أربعة سنوات تقريبا علي اندلاع الحرب في اليمن عندما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف عربي لإعادة الشرعية لليمن من براثن الحوثيين استجابة للرسالة التي تقدم بها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتاريخ 24 مارس 2015م إلي قادة دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، موضحا فيها التدهور الشديد وبالغ الخطورة للأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية جراء الأعمال العدوانية للحوثيون بقيادة عبد الملك الحوثي، والمدعومة أيضاً من قوي إقليمية هدفها بسط هيمنتها علي هذه البلاد وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، وناشد هادي في حينه الدول الخليجية للوقوف إلي جانب الشعب اليمني لحمايته، وطلب منها استناداً إلي مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة '51' من ميثاق الأممالمتحدة، واستناداً إلي ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة علي مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش، كما تقدمت الحكومة اليمنية بطلب لجامعة الدول العربية تطلب منها التدخل عسكريا في اليمن، وطالب وزير الخارجية في حينه/ رياض ياسين دول الخليج ومصر بالموافقة علي طلب التدخل عسكريا في اليمن وهو الأمر الذي أيدته الجامعة خلال مؤتمرها الشهير بشرم الشيخ. * البيان الخليجي * أكد بيان لدول الخليج ما عدا سلطنة عُمان، الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بردع عدوان ميليشيات الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش علي البلاد.وصدر بيان لدول السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت ماعدا عمان وقالت الدول الخليجية قررت دولنا الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوي خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن، وقد شارك في العملية 10 دول من بينها دول الخليج ومصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان مع ترحيب السعودية بمشاركة المجتمع الدولي في تلك العملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها وبشكل مفاجئ الساعة الثانية فجر يوم 26 مارس 2015 بتوقيت السعودية ضد ميلشيا الحوثي وصالح ومن ورائهما إيران، واستطاعت سريعا ضرب المواقع العسكرية لتلك القوات الآثمة حتي أفقدتها توازنها وتمكنت من السيطرة مرة أخري علي الأجواء اليمنية واسترجاع معظم الأراضي بعد أن كان الحوثيين علي أبواب محافظة عدن، ولهذا فإننا نثمن غاليا انجازات تلك العاصفة وما بذل خلال سنواتها الأربع من عرق وتضحيات ودماء ومقدرات وما تعرضت خلالها السعودية والإمارات والبحرين من أخطار، ومنها إطلاق الحوثيين للصواريخ البالستية الإيرانية تجاه ارض الحرمين والإمارات، ومن فتن ومؤامرات وتهريب الأسلحة إلي اليمن ودول الخليج للقيام بعمليات ارهابية، ناهيك عن الجانب الاقتصادي الكبير التي تحملت السعودية يسبسب طول أمد الحرب ومسانداتها الكبيرة والمتواصلة لأبناء الشعب اليمني خلال تلك السنوات وما تبذله من جهود جبارة من اجل الحفاظ علي وحدة وعروبة وامن اليمن والخليج والمنطقة، لقد جاء هذا القرار الشجاع في اللحظات الأخيرة التي كادت خلالها اليمن تضيع من بين أيادينا وكنا قد كتبنا مقالا بجريدة الأسبوع قبل انطلاق العاصفة بخمس ساعات بعنوان رياح عاتية تضرب اليمن إحساسا وتقديرا منا لخطورة الهجوم الطوفاني من جراد الحوثيين وصالح علي اليمن وطالبنا خلاله الدول العربية بسرعة إنقاذ اليمن والمنطقة من هذا المصير حتي قام الملك السعودي سليمان بن عبد العزيز بتلك العملية في اللحظات الأخيرة بمباركة أممية وعربية واستجابة لمطلب الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بالتدخل لينقذ اليمن من سعي إيران لابتلاعها وإسقاطها في بحر المذهبية والتشيع ونشوب الحرب الأهلية والسيطرة علي مواردها ومقدراتها والتحكم في باب المندب والسيطرة علي المنافذ البحرية الهامة بالبحر الأحمر بعد سيطرة الحوثيين وصالح علي معظم المحافظات الجنوبية وخلعهم للرئيس عبد ربه منصور هادي والتعدي علي النظام والشرعية باليمن ومخالفة القوانين الدولية، وخلال الضربات الجوية المستمرة حتي عملية إعادة الأمل نجحت العاصفة في استرجاع الشرعية وتمكين الرئيس هادي وحكومته من خلال العاصمة عدن بإعادة القوة إليه بإنقاذ اليمن واستكمال الجهود من اجل استرجاع باقي المدن اليمنية وعلي رأسها العاصمة صنعاء وميناء الحدية الهام علي البحر الأحمر من قبضة الحوثيين، وإسقاط وإفشال المخطط الإيراني والتضييق علي الحوثيين وإجبارهم علي الرضوخ والقبول بالاتفاقات والعهود المبرمة وآخرها اتفاق السويد الذي يتملص الحوثيون من تنفيذ بنوده ومواصلة إخلالهم بالعهود والمواثيق الدولية وشن هجماتهم المباغتة في كل اتجاه وبخاصة في منطقة الحديدة وحجة وصعده. وقد بدأت الحملة في حينها باسم عاصفة الحزم، وتحولت بعد ثلاثة سنوات إلي عاصفة الأمل من اجل إعادة امن واستقرار ووحدة وعروبة اليمن، وخلال تلك السنوات الخمس لم تنقطع خلالها العمليات القتالية والطلعات الجوية القتالية وأصوات طلقات المدافع والصواريخ وأصوات الطائرات ومشاهد الدماء التي تسيل والأشلاء الممزقة وصفارات الإنذار وصرخات الأطفال والنساء بسبب تعنت الحوثيين وعملياتهم الإرهابية ضد أبناء الشعب اليمني و قوات التحالف العربي بمساعدة من إيران، وفي الوقت نفسه فشل كل مبادرات الحل المدعومة من مساعي وجهود الأممالمتحدة ومبعوثيها إلي اليمن خلال تلك السنوات بسبب مخططات إيران وميلشيا الحوثي في اليمن، فمن مساعي وجهود المبعوث الأممي جمال بن عمر إلي جهود ومساعي إسماعيل ولد احمد ووصولا إلي الدور الذي يقوم به الآن المبعوث الأممي الجديد إلي اليمن مارتن جريفت هذا الرجل الذي تمكن بعد عناء أن يصل إلي ما أطلق عليه مشاورات السويد والتي تمخضت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة خلال 18 يوما وهو ما لم يحدث بسب تعنت الحوثيين و ومواصلتهم خوض المعارك في تلك المناطق وبخاصة في منطقة الحديدة أي عدم جدوي تلك الاتفاقات بسبب تعنت الحوثيين، ولتظل معركة الساحل الغربي والحديدة الفارق الوحيد لتحقيق النصر وإجبار الحوثيين علي الاستسلام، و أما عن محافظة صعده معقل المليشيات الحوثية باليمن أكد شيوخ قبائل تلك المحافظة خلال الندوة التي جمعتهم أن الحرب علي الحوثيين وتحرير منطقة صعده اليمنية يعد الخيار الوحيد للقضاء علي عصابة الحوثي المجرمة، وان أي طاولة حوار أو محاولة سلمية لن تجدي نفعا مع هؤلاء وتأكيدهم علي أهمية إشراك المجتمع اليمني في الحرب علي الحوثيين وهو الأمر الذي أكد عليه رئيس المجلس الأعلي لأبناء محافظة صعده الشيخ عبد الخالق فايز بشر الذي قال بأنه لا يوجد حل سياسي للأزمة في اليمن، لأن العصابة الحوثية لا تنفع معها الحلول السلمية ودائما ما تنكث بها، ومطالبته باستكمال العلميات العسكرية ولدك معاقل الحوثيين في صعده، ويري الشيخ عبد الخالق في سقوط صعدة نهاية للحوثيين لأنه وفق رؤيته بسقوط صعده ستتهاوي بقية المحافظات اليمنية إذ تحتوي محافظة صعده علي المؤن والعقل المدبر للمجرمين الحوثيين، مشيراً إلي أن المقاومة الشعبية أمنت الحدود الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية ولنا منفذين معها تحت سيطرة الجيش اليمني الوطني، ويري أيضا أن المنظمات الإنسانية الدولية متواطئة ومهملة في عملها لأن المساعدات الإنسانية التي تصل إلي اليمن وإلي صعدة يتم تحويلها إلي الحوثيين الذين يحولونها إلي الدعم الخاص بهم وسط تعتيم إعلامي كبير من جانب تلك المنظمات، إضافة إلي غياب دور التوثيق من أبناء قبائل صعدة في رصد هذه التجاوزات لصالح الحوثي إضافة إلي الدعم الإيراني الذي يصل لهذه المنظمة الإرهابية، وموضحا أيضا من أن الحوثي دمر المدارس وهجر الأهالي، وأحضر من يوالي لهم لتقديم التعليم في الكتاتيب إلي جانب المدارس النظامية، كما انتشرت الأمراض والفقر في صعده بسبب الحظر الاقتصادي المفروض علي الأهالي من الحوثيين مما جعل بعض الشباب يشارك الحوثيين معاركهم من أجل إطعام أسرهم، ناهيك عمن يجبرون قسرا علي المشاركة من الأبناء الأقل من 15 عاما والذين يتم اختطافهم من الأسواق والشوارع والمدارس لتجنيدهم في المعارك وغسل أدمغتهم وسط تخاذل المنظمات الدولية والإنسانية في جرائم تجنيد الأطفال، ناهيك عن النازحين من صعدة الذين تجاوز عددهم 300 ألف نازح، وفي ذات الساق قال شيخ قبيلة خولان صعده الشيخ يحيي مقيت خلال الندوة بأن الجميع يعلم أن محافظة صعده كانت محافظة زراعية ومتعايشة إلي جانب محافظة دماج، وحاولت خلالها إيران صناعة حزب الله آخر بها وصدرتهم إلي الواجهة، مؤكدا أن تكرار طلب الحوثي وقف إطلاق النار في بعض المناطق الملتهبة باليمن الآن ليس إلا للنكث من جديد من اجل إعادة الاستعداد للمعارك، ويري أن عشرات الاتفاقات التي نكثوا بها دليل علي مكرهم وخداعهم ولن ننسي لهم مسؤوليتهم عن خراب وعن تفكيك الروابط الاجتماعية والأسرية داخل صعده وغيرها من خلال اغتيالهم وتصفيتهم لرموز وقادة القبيلة وشيوخ القبائل وتشريد بعضهم، ومنها قتلهم لأكثر من 700عالم وطالب ورفض غالبية السكان لوجودهم داخل محافظة صعده. انجازات عاصفة الحزم والأمل علي مدار السنوات الأربع الماضية للعمليات العسكرية العربية ضد الجماعات الحوثية المسلحة والمدعومة من إيران منذ تاريخ26 مارس 2015، تبدلت خريطة النزاع المسلح بين الجيش الشرعي اليمني والميليشيات الإرهابية المخربة، لترجح كفة القوات الوطنية اليمنية مرة أخري في مواجهة الإرهابيين، وتعود إلي سيطرتهم عدد كبير من المدن المفقودة خلال المواجهات المسلحة السابقة، ومن الإنجازات التي حققتها عاصفة الحزم أيضًا تحرير مدينة عدن وتحرير أجزاء من تعز، وتحرير مضيق باب المندب، وطرد تنظيم القاعدة من المكلا، وتحرير مدينة وميناء المخا، وتحرير مدينة حيس وأجزاء واسعة من مديرية الخوخة، وبذلك تكون قد حوصرت ميليشيات الحوثي الإيرانية في صعده وصنعاء فقط، ما يعني انحصار نفوذهم وتكبدهم هزائم هائلة في القوات والعتاد ما أضعف من قوتهم وعزيمتهم في القتال، وبسبب الضربات الموجعة والهزائم المروعة لجأ الحوثيون إلي إيران لتمدهم بأنواع الأسلحة المتطورة إلا أن محاولاتهم قد باءت بالفشل وخسروا غالبية الأراضي اليمنية التي كانوا قد استولوا عليها قبل انطلاق عاصفة الحزم. عاصفة الحزم ذكرتنا بذي قار والقادسية لم يتوقع الإيرانيون مواجهة أية مصاعب أمام مخططهم بالمنطقة وتصدير ثورتهم إلي الشعب اليمني علي غرار ما تم في بعض البلدان، ولم يكن في حسبانهم أن تواجههم تلك العاصفة لتقضي علي حلمهم الفارسي، وتبقي اليمن ضمن عروبته الخالدة، وذلك عندما نزلت عليهم عاصفة الحزم كالصاعقة، حينما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بمساندة قوات التحالف العربي بالقصف الجوي الكثيف والتمكن من السيطرة السريعة علي أجواء اليمن وتدمر خلالها كافة الدفاعات الجوية، وعلي نظم الاتصالات العسكرية الحوثية خلال الساعة الأولي من العملية. وإعلان التحالف العربي بقيادة السعودية الأجواء اليمنية منطقة محظورة، والتحذير من الاقتراب من الموانئ اليمنية. لقد أخطأت إيران في قراءة حساباتها لجيرانها أو بمراجعتها للأحداث التاريخية التي مرت بها بلدهم قديما عندما هب العرب وفي يوم كهذا اليوم لمواجهة دولة الفرس وهو يوم ذي قار الذي يعد يوما تاريخيا في أيام العرب في الجاهلية عندما انتصروا علي الفرس في بطحاء ذي قار بالقرب من الكوفة، وفيه هزمت القبائل العربية جيش كسري أشد هزيمة وقال فيه الرسول 'ص ' وفق كتاب الأغاني للأصفهاني أنه يوم انتصفت فيه العرب علي الفرس، وهو يشبه إلي حد كبير انتصار المسلمين علي الفرس في معركة القادسية 636م بقيادة سعد بن أبي وقاص الذي قتل رستم فرخذاد قائد الجيوش الفارسية في عهد الإمام عمر بن الخطاب، وهي معركة كانت حاسمة في تغيير مجريات التاريخ بالعالم عندما هزم العرب والمسلمون الفرس ثم الروم لينتصروا علي أكبر قوتين استعماريتين بالعالم، ولهذا جاءت الضربة الجوية للتحالف العربي اليوم لتنبه إيران بأن العرب موجودون ولن يفرطوا من الآن في دولهم وحقوقهم ومقدراتهم وأنهم سوف يسعون بالحفاظ علي اليمن ورد الحوثيين علي أعقابهم، وتثبيت الشرعية وإعادة الرئيس هادي والحكومة الشرعية باليمن من خلال العمل العربي الجماعي ليكون ذلك بمثابة الدرس الكبير لكل القوي والميلشيات والتنظيمات الإرهابية التي تفكر بالاستيلاء علي بلداننا العربية وتهديد أمنها واستقرارها انطلاقا من قرارات جامعة الدول العربية بمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في حينه شرم الشيخ بتضامن وقوة لم تشهده الجامعة ليكون هذا اليوم بمثابة عهد جديد للتضامن والتكتل والوحدة العربية من المحيط إلي الخليج للوقوف ضد كل معتدي. ورغم ما تتعرض له السعودية والتحالف العربي من ضغوط دولية ورغم افتراء المنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية ومحاباة دول الغرب للحوثييون وإنكارهم للدور الذي تقوم به السعودية من اجل الشعب اليمني، وهدفها من اجل إعادة اليمن بلدا عربيا موحدا ومجمعا لكل أطيافه بل وبرغم تهديد أمريكا ودول الغرب للسعودية بتوقيع العقوبات الظالمة عليها ومنها عدم مدها بالأسلحة ومحاولات ابتزازها وتلفيق الاتهامات الباطلة إليها فان السعودية مازالت متمسكة بهدفها وعازمة بإرادتها وجلدها وصمودها بمساندة والتزام عربي علي استكمال الهدف الأسمي وهو استرجاع اليمن العربي الموحد وهزيمة الحوثيين ومن يقف ورائهم، مما يستوجب وعلينا جميعا نحن أبناء الأمة العربية والإسلامية أن نثق بها وان نشد من أزرها ودعمها من اجل مواصلة هذا العمل البطولي العربي الذي سوف يتذكره التاريخ، وكيف لا نثق بها بعد كل الذي قدمته من تضحيات ودماء ومن ثم انتصارات وتحرير للأراضي اليمنية خلال تلك السنوات، ناهيك عن تثبيت دعائم الدولة اليمنية والاعتراف الدولي بشرعيتها ومؤسساتها برئاسة عبد ربه منصور هادي، وبما حققته عاصفة الحزم ومن بعدها عاصفة الأمل من أهداف وانتصارات أوقفت جحافل المد الفارسي ومخططاته الشيطانية في المنطقة بأيادي الحوثيين الغادرة، فالجهد المبذول والأموال الباهظة والأرواح الطاهرة التي ضحت بها السعودية مع تحالفها العربي من أجل تلك الحرب لم تضيع هباء بعد أن حققت العاصفة أهدافها وحافظت علي الأمن القومي العربي وعلي وحدة الشعب اليمني وسلامة ترابه وتجنيبه الوقوع في الحرب الأهلية والصراعات المذهبية وتحكم الإيرانيين والحوثيين فيه.