ربما يكون مقبولا لفترة زمنية ان تستورد الدولة من الاجهزة والمعدات ما لم يتسن لها انتاجه سواء كان السبب يرجع إلى افتقاد العلم اللازم والمعرفة أو إلى عدم توفر المواد اللازمة للانتاج ضمن مواردنا الطبيعية أو إلى ارتفاع اسعارها فى حالة استيرادها فنصبح مضطرين إلى استيراد ما يلزمنا من هذه السلع طبقا للضرورة؛ أى الاهم منها ثم المهم. . وقد يكون مقبولا ايضا ان نظل لفترة زمنية تنقصنا الخبرة العلمية والتكنولوجية لادارة مصانع لانتاج ما يلزمنا رغم توفر باقى العوامل الأساسية من موارد ومواد وعمالة لكنها غير مدربة وهنا أيضا يكون من الضرورى استعارة بعض أصحاب الخبرات والقدرة على التدريب واعداد الكوادر اللازمة لادارة تلك المشروعات على ان تقوم تلك الكوادر التى تم تدريبها بالتدريب المحلى بعد ذلك. أو ان نرسل وفودا خارج البلاد لتلقى العلم والمعرفة لنقل الخبرة من الخارج إلى مصر سواء للادارة والتشغيل أو للقيام بدور المدربين لأعداد كافية من الشباب المصريين لسد احتياجات مشروعاتنا القائمة وما هو فى طريق الانشاء. هذا بالنسبة لما يلزمنا من خبرات ومعرفة علمية وتكنولوجية سبقنا إليها الأجانب لتخلفنا نتيجة فترات كنا فيها تحت الاحتلال. أو كنا نخوض معارك الوجود المسلحة التى أرغمنا على خوضها حماية لأراضينا أو استردادا لكرامتنا استنزفت من طاقاتنا البشرية والمادية الكثير وعرقلت مسيرتنا التقدمية ونهضتنا لمواكبة تقدم الشعوب فترات طويلة. ولكن أن نظل فى مقاعد المتفرجين لسنوات مضت وسنوات قادمة فهذا غير مقبول إطلاقًا. هل يصل بنا الحال إلى استيراد من يعلمنا كيف نلعب كرة القدم وغيرها؟ أليس من المخزى ان يكون معظم أنديتنا الرياضية تعتمد على مدربين من الاجانب؟!! حتى اللعب يحتاج ان نجلب له من يتقاضى آلاف الدولارات من جيوبنا حتى ان جاءه عرض افضل فى دولة أكثر تخلفًا رياضيًا أنهى عقده وسدد قيمة الشرط الجزائى وتركنا دون مراعاة للتوقيت إن كان حرجا وغير مناسب !!!. حتى اللعب لم نعد ونجهز له من يقوم بتعليمه !!! أما الأخطر والاهم انى كلما قرأت أو سمعت أننا بحاجة إلى من يرسم لنا خطط التربية والتعليم فى مدارسنا أشعر بضيق وخجل. فالتربية سلوك.. اخلاق.. مبادئ.. تعاليم.. فهل نحن كشعب عريق نفتقد العلم والسلوك أيضا.!! كيف ذلك ولدينا تراث وحضارة يستمد منها العالم ما يراه نورًا يهديه فى معاملاته داخليا وخارجيا !!! كيف يكون ذلك وديننا الاسلامى والرسل جميعًا جاءوا بتعاليم واحده تحض على الفضيلة وطيب المعاشرة وحسن المعاملة وتدفع إلى العمل والكسب الحلال بل وتأمر به وتحث ايضا على الاستعداد بالقوة لارهاب المعتدين حتى لا يعتدوا ومواجهتهم اذا كانت المواجهة والحرب حتمية ومفروضة لاستعادة الحق؟. أخجل أن علمت أننا نستجلب من اليابان أو من غيرها من يعلموننا كيف نربى أبناءنا. من يعبدون النار ويقدسونها ويأكلون الكلاب يعلموننا كيف نكون أناسا. ويعلموننا كيف يكون لدينا ولاء وانتماء لوطننا!!. لا اقدح فى اخلاقهم وفى عاداتهم فما وصلوا اليه من تقدم وعلم افاد البشرية. ولكن كنا نحن السابقين والمعلمين ولدينا مايؤهلنا لقيادة العالم لو استعدنا ثقتنا بانفسنا وتخلصنا من تبعية الافكار المحبطة لهمتنا عمدا. وقبل ذلك كله استعادة انتمائنا القوى لوطننا.. أهذا معقول؟!!