جاء فبراير كعادته كل عام حاملا معه يوم الفالانتاين Valentine's Day وبغض النظر عن أصوله الرومانية وأسباب اهتمام الأجانب به، فإننى أراه فرصة (كعيد الحب المصرى4 نوفمبر) ينبغى اقتناصها للاحتفال بالأحباب، ولا يهمنى كثيرا اذا كان الداعى له أجنبيا أم مصريا، فالحب قيمة تستحق الاحتفاء بها، وفى رأيى أن معنى الحب لا يقتصر على الرومانسية بين رجل وامرأة، وانما يمتد ليشمل كل المشاعر الجميلة تجاه البشر والكائنات الأخرى والأشياء والمعانى .. حب الأم، الأب، الأخ، الأخت، الصديق، الأهل والأصحاب والجيران، حب القطط والطيور، حب البحر والسماء، حب الدين والمقدسات، حب الخير والجمال والعدالة والحق، حب النجاح والهوايات والعمل والوطن ... الخ إن الحب بمعناه الشامل يحمل فى طياته كافة معانى الاهتمام، الوفاء، الاخلاص، الأمان، التضحية، الصدق، والتفانى فى إسعاد الأخر والحرص عليه والخوف من فقدانه. الحب طاقة أمل تمنح قلوبنا القدرة على تحمل مشاق الحياة وقسوة ظروفها، وتعطينا القدرة على الاستمرار، وهو وسيلة لتوطيد العلاقات الانسانية ويضفى عليها الصفاء بعيدا عن المصالح، باختصار الحب هو الحياة. وتخصيص يوم للاحتفال بالحب ليس معناه اقتصاره على ذلك اليوم، فالحب - ان وجد - يفصح عن نفسه فى كل وقت بنظرة، ابتسامة، سلوك ... أما العيد فهو محاولة للتعبير عن الحب بأسلوب احتفالى لإدخال السرور على القلوب، وفرصة لتأكيد الود والتراحم والتعاطف وصلة الرحم. انه يوم للبحث عن السعادة، فأقبلوا على الفرحة، ولتجعل كل أم بيتها مختلفا فى يوم الحب بلمسات بسيطة، بالونة، وردة، قلب أحمر، أو بصنع قالب من الحلوى أو مشروب فاكهة أو نوع طعام مميز تجمع حوله أفراد أسرتها ... لتغرس فى أبنائها حب الحياة، وتعلمهم التفتيش عن السعادة، والتماس أسبابها فيما بين أيديهم لصنع أوقات مبهجة تكن لهم ذخرا فى الأوقات الصعبة. وحينما ينشأ الفرد فى بيت يدرك قيمة الحب ويعلى من شأنها، سيصبح الحب مسلكا بديهيا يربى أبناءه وفقا له. فمن تربى على الحب، سيعرف كيف يحب كل من حوله، ويدرك أهمية التعبير عن مشاعره الطيبة، وابداء الاهتمام والتفهم والاحتواء والمشاركة ..الخ أرجو أن يضع كل إنسان عبارة (كن محبا تكن محبوبا) نصب عينيه، فالحب هو السبيل لحياة أجمل، صباحكم حب.