حلقة جديدة من حلقات التشاور بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ضمن مباحثات ستعقد لاحقا في روسيا، تتناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل توطيد علاقات التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بهدف دعم وترسيخ العلاقات التاريخية والثنائية القوية والوثيقة التي تربط البلدين وتجمعهما منذ تاريخ طويل. وعلى وقع الاستعداد لعقد هذه القمة التي تعد السابعة من نوعها بين الرئيسين، فقد وصل الرئيس السيسي إلى روسيا في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام يلتقي خلالها نظيره الروسي، إلى جانب برنامج عمل مكثف يتضمن لقاءات كبار المسئولين الروس، لبحث تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بما يلبي طموحاتهما قيادة وحكومة وشعبا. وسيلتقي الرئيس السيسي - بحسب ما صرح به السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية - رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، وكبار المسئولين، ويلقى كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسى، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي يلقى فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمامها، وذلك تقديرا من الجانب الروسي للرئيس السيسي، وللعلاقات الراسخة بين البلدين والمتجذرة من السد العالي في أسوان بجنوب مصر مرورا بمجمع الحديد والصلب في حلون، وصولا لتوقيع عقد إنشاء أول محطة نووية في مصر على ساحل البحر المتوسط. وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على تعزيز علاقات مصر بروسيا منذ توليه مقاليد الحكم في مصر، ودعمت الزيارات المتبادلة للسيسي وبوتين من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وعكست رغبتهما القوية على تبادل الدعم السياسي على المستويين الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان والمنطقة من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من استقرارها السياسي وتشاركهما في رؤية موحدة في مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلدين. وتمتد دوائر التنسيق بين البلدين وتتسع لتشمل تعزيز التعاون في مناقشة القضايا الإقليمية والدولية الأكثر إلحاحا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا، بالإضافة إلى تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالا بجهود التصدي للإرهاب، خاصة فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول. وتتشعب العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا وتتنوع ابتداء من ما يتصل بالتصنيع المشترك، والأمن الغذائي، والتبادل التجاري بين البلدين، وجذب الاستثمارات الروسية إلى مصر من خلال إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى المشاركة في إنشاء أول محطة نووية من نوعها في مصر لتوليد الكهرباء على أحدث التكنولوجيا الأكثر أمانا، ويقوم الوزراء والمسئولون المعنيون بمتابعة تلك الملفات، وتسوية أية عقبات تواجهها. ويكتسب التعاون الثنائي ديناميكية جديدة نظرا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث تمت زيادة حجم التبادل التجاري ليتجاوز 400 مليون دولار، وتتواصل المفاوضات لإنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين، وأيضا إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، ستكون أكبر مركز صناعي في المنطقة وتصدير المنتجات الروسية إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، وقد أبدت الشركات الروسية اهتماما بالإسهام في المشروع بإجمالي استثمارات متوقعة تصل إلى 7 مليارات دولار، وفي مجال الزراعة تعد مصر من أبرز عملاء روسيا في شراء القمح وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضي تم توريد 5 ملايين طن من القمح إلى مصر، وتواصل روسيا تلبية احتياجات السوق المصرية. ويعد اللقاء بين السيسي وبوتين في روسيا المقرر لاحقا هو السابع بينهما، حيث جمعتهما 6 لقاءات في القاهرةوموسكو وعلى هامش اللقاءات الدولية، بالإضافة إلى زيارة قام بها الرئيس السيسي عندما كان وزيرا للدفاع. ففي 12 أغسطس عام 2014 قام الرئيس السيسي بزيارة نظيره الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وكانت هذه هى أولى جولاته لبلد غير عربي أو أفريقي منذ أدائه القسم الرئاسي في فترة ولايته الأولى. وشهد عام 2015.. 3 لقاءات بين السيسى وبوتين أولهما في شهر فبراير عندما قام الرئيس الروسي بزيارة رسمية إلى مصر تم خلالها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالأوضاع في المنطقة العربية، وكافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وتطرقت المحادثات إلى مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط ، والثانية كانت في شهر مايو حيث قام الرئيس السيسي بزيارة لروسيا شارك خلالها في احتفالاتها بالذكرى ال70 لانتصار روسيا على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وكانت المرة الأولى التي تدعو فيها روسيا رئيسا مصريا لهذه المناسبة. اللقاء الثالث خلال 2015 كان في شهر أغسطس عندما التقى الرئيس السيسي بالرئيس بوتين في موسكو وتباحث الرئيسان حول سبل دعم العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري، والمشروعات الاستثمارية المشتركة المزمع إقامتها وإمكانية إنشاء مصر منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي، والاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر. في سبتمبر عام 2016 التقى الرئيسان على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها الصين، واستهل الرئيس الروسى اللقاء، بالتأكيد على الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات التاريخية الوثيقة مع مصر في جميع المجالات، وفي شهر سبتمبر من العام الماضي عقد الرئيسان لقاء ثنائيا على هامش قمة البريكس، وتباحثا بشأن عدد من الموضوعات الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.