محمود بكري: إفتحوا أبواب المدارس لأبطال الحرب العِظام..وعملية سيناء 2018 أخطر من 73 سعيد هنو: "الساتر الترابي" ليس من صنع العدو الصهيوني! سمير راغب: ماذا لو أن السادات لم يقرر ساعة الصفر؟ خلال ندوة احتضنتها مدينة الإسكندرية، في ذكرى هي الأغلى بتاريخ مصر الحديث، وسط أطياف مختلفة من القيادات الشعبية والتنفيذية، وشباب الثغر، والرموز الوطنية، وبصحبتهم نخبة من أبطال حرب أكتوبر العظيمة، من كبار المحاربين الذين حرروا الأرض وحافظوا على العِرض، حملت الندوة عنوان "حرب أكتوبر بين الماضي والحاضر"، ونظمتها حملة المحليات للشباب بالتعاون مع الاتحاد المحلي لنقابات عمال مصر، بالإسكندرية، في حضور طاغٍ لعدد من المتحدثين المفوّهين، في مقدمتهم اللواء سمير راغب، ضابط قوات مسلحة بالمعاش، واللواء سعيد هنو، مدير سابق لمكتب المشير أحمد بدوي، والدكتور محمد نور الدين، بطل موقعة كبريت، والفنان القدير طارق الدسوقي، وكيل أول وزارة الثقافة، ومعهم الكاتب الصحفي محمود بكري. ووسط أجواء من الذكريات الملحمية احتفالاً بالذكرى ال"45" لمرور حرب أكتوبر المجيدة، وقف الكاتب الصحفي محمود بكري، يفند الواقع في ضوء الماضي، ويستشرف خطواتٍ من المستقبل، استناداً على دراسة الأبعاد الاستراتيجية لمفهوم الأمن القومي العربي، داعياً إلى النظر للواقع المصري من الزاوية الصحيحة للإبصار، وكشف حقيقة المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، مشيراً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه بُعد نظر، وبصيرة سياسية فائقة، تمكن خلالها من الإمساك بخيوط المؤامرة الخبيثة، التي كانت أشبه ب"أذرع أخطبوطية"، تمتد في الداخل والخارج، من جماعة الإخوان الإرهابية، وعملائها والطابور الخامس، والإعلام المعادي، والذين توحد هدفهم حول إسقاط الدولة المصرية. "ثمار الحنظل" وأضاف الكاتب الصحفي المرموق، أن الرئيس الراحل أنور السادات، حينما أصدر قرار الحرب، وأعطى شرارة البدء بتحرير سيناء من براثن الاحتلال، إنطفأ وقتها شيء من المؤامرة أو هدأ قليلاً، ولكنها عادت مجدداً ترتدي وجوهاً أخرى، في أحداث 25 يناير 2011، وما تلاها من فترة حكم أسود في تاريخ مصر، بسيطرة جماعة الإخوان، وهيمنة أطياف المؤامرات على المشهد السياسي بالكامل، لولا وقوف الشعب المصري وقفة رجل واحد، في "30" يونيو، لاستعادة الوطن ممن حاولوا سرقة هويته، في دلالة واضحة على أن المصريين صامدون، رغم معاناتهم، واستمرار تذوقهم "ثمار الحنظل المُرّة"، خلال الفترة الأخيرة، بسبب استمرار المؤامرات على الوطن، بالتواطؤ بين عملاء الداخل والخارج، كمحاولة يائسة لإسقاط الدولة المصرية، ولكن القتال مازال دائراً بكل صمود على نفس الأرض، سيناء الحبيبة، في صراع القوات المسلحة في الوقت الحالي مع فلول الإرهاب الأسود. "هارد ديسك/ الوطن" وباغت الكاتب الصحفي محمود بكري، الحاضرين خلال الندوة، وهو يوجه رسالة أشبه ب"نداء وطني"، و"تنبيه عاجل"، إلى المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، بفتح فصول المدارس المصرية لأبطال حرب أكتوبر، باعتبارهم "حاملي التاريخ"، للاستفادة من خلاصة خبرتهم العسكرية وتعليم الأجيال الجديدة معنى الوطنية والانتماء، لافتاً إلى ضرورة استغلال وجود المحاربين القدامى الذين نجحوا في استعادة كرامة الوطن، وشاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، وضرورة أن يقوموا بإعطاء محاضرات لطلاب المدارس، لتحصينهم بالأفكار الوطنية ووقائع البطولات العظيمة الملحمية التي قدمها جنود مصر العِظام، باعتبارهم "هارد ديسك" الذاكرة الوطنية، في استعارة لتشبيه اللواء ناجي شهود مساعد مدير المخابرات الحربية الأسبق، لتتشبع الأجيال الجديدة بأحاسيس ومشاعر الفخر والعزة والاعتزاز بقيمة الأمة، بدلاً من تركهم فريسة سهلة ل"طوفان الأفكار الخبيثة"، والمغلوطة التي يريد بها أعداء الوطن هزيمة نفسية أبنائه، وسرقة انتمائهم وإيمانهم بوطنهم وهويتهم، في لحظات فارقة في عمر البلاد، خاصة في ظل ازدياد "حمى الإعلام المعادي"، والتي تشن هجمات منظمة وممنهجة على عقول شباب مصر وأطفاله، لضرب ثوابت الأمة من جذورها، والحرب الضروس التي تجرى على أرض سيناء "العملية الشاملة 2018".. ومن جانبه، روى الدكتور محمد نور الدين، بطل موقعة كبريت، ذكرياته عن الحرب، وسنوات الألم والصمود، وقصص البطولات التي روراها الجنود بدمائهم على تراب سيناء، مشيراً إلى أوقات صلاة المسلمين على الجبهة، والتي كان يستغلها أشقاؤنا الجنود الأقباط، من أجل شن هجمات مباغتة على العدو الصهيوني، في لحظات تجلت فيها أروع مظاهر الوحدة الوطنية. وأبدى الفنان طارق دسوقي، أسفه، وقدم اعتذاراً صارخاً لأبطال حرب أكتوبر، بسبب ما وصفه ب"خذلان المبدعين"، وعدم تصدى مبدعي الدراما التليفزيونية، أو السينمائية، أو المسرحية، لإنتاج أعمال درامية، تليق ببطولات وقصص العظماء من جنود ملحمة أكتوبر، لافتاً إلى تجسيده لعدد من قصص هؤلاء الأبطال في أحد مسلسلات الإذاعة، ومدى تأثره درامياً لدرجة البكاء والتقمص، وأصداء المسلسل بشكل كبير في نفوس أسر الشهداء والمصابين، من محاربي أكتوبر العظيم. "شيء ما" وأكد "دسوقي"، أن قصص بطولات جنودنا الشجعان، تتضاءل أمامها خيالات أعتى مبدعي الدراما المعاصرة، وألمح إلى أن هناك "شيئاً مقصوداً" يرتدي ثوب اللامبالاة، بغرض محو الذاكرة الوطنية، مشدداً على أن الشباب هم الكنز والرهان الحقيقي للحفاظ على هوية الأمة، واختتم بقوله: "ما أشبه اليوم بالبارحة، نحن الآن في حالة حرب مثلما كنا أيام السادس من أكتوبر، ونحتاج شحن الحالة المعنوية، ومنع التلاعب والعبث بعقول الشباب، وغرس مفاهيم الانتماء والوطنية لردع المتآمرين، باعتبار الموروث الحضاري المصري قادر على الصمود رغم أنف العدو". واستعرض اللواء سعيد هنو، مقاتل حرب أكتوبر، أمام الحاضرين، عدداً من المشاهد البطولية لملحمة أكتوبر، والإرادة المصرية التي هزمت الأرقام في حرب العاشر من رمضان.