للمرة الخامسة منذ توليه رئاسة الجمهورية يصل الرئيس السيسى إلى نيويورك للمشاركة فى أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى توقيت شديد الحساسية لنا وللعالم أجمع.. فماذا يحمل الرئيس معه إلى قادة المجتمع الدولى هذا العام؟ كعادته دائمًا يحرص الرئيس السيسى فى كلمته أمام الأممالمتحدة على عرض رؤية مصر ومواقفها الثابتة تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ورؤيتها لأولويات نشر السلم والأمن فى كل ربوع العالم وجهود مصر فى دعم مكافحة الإرهاب الدولى كظاهرة خطيرة تؤرق كل الدول ويسعى الجميع لإيجاد حل جذرى لها منذ عقود. سوف يؤكد الرئيس أيضًا فى بيانه أمام الأممالمتحدة ضرورة التمسك بمشروع الدولة الوطنية القائمة على أسس المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الانسان والتأكيد على أهمية التصدى الدولى لكل محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية التى تؤجج الصراعات وتنشر الفتن بين شعوب الأرض وبعضها البعض وتسبب الاحتقان السياسى فى عالم اصبح شديد الانفتاح على ثقافات الأخرين وفى زمان لم يعد يسمح بالمذهبيات المفرقة للتعاون العالمى وسعى البشر من شتى الأجناس نحو التآلف والتطلع لحياة أفضل للجميع ..!! على هامش الزيارة أيضًا والتى ستمتد قرابة الأسبوع يلتقى الرئيس بشخصيات سياسية وفكرية هامة وذات ثقل داخل المجتمع الأمريكى ليس فقط فى ملف المجال الاقتصادى وتنشيط الاستثمار والذى سيكون له نصيب كبير بالطبع من وقت الرئيس والوفد المرافق له ولكن أيضا لشرح الخطوات التى تتخذها مصر فى المرحلة الحالية حيث يلتقى بمجموعات مختلفة من النخب الأمريكية فى دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكى من الحزبين الكبيرين لعرض الرؤية المصرية والرد على الأكاذيب والهجمات المستمرة التى تتعرض لها مصر فى الإعلام الغربى وعلى راسها ملفات حقوق الانسان والمناخ السياسى والديموقراطية وأحكام القضاء الاخيرة التى سيؤكد الرئيس على كونها أحكامًا قضائية لا تسييس فيها أو توجيهًا من أحد..! يلتقى الرئيس ايضًا بالرئيس ترامب وعدد من كبار زعماء العالم لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم فى شتى المجالات وتبادل وجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها دائمًا القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن والعديد من الملفات الملتهبة حاليًا فى الشرق الأوسط كما يرأس السيسى هذا العام اجتماع مجموعة السبعة والسبعين ويلقى البيان الافتتاحى لمصر أمام الاجتماع الذى يتضمن استعراض الدور المصرى فى دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها فى ستينيات القرن الماضى وبحث سبل تعزيز مسيرة ودور المجموعة فى إطار التعاون فيما بين دول الجنوب..!! ولأننا مصر فلن ينسى الرئيس أيضًا فى زيارته الحالية إفريقيا خاصة ومصر ستترأس الاتحاد الإفريقى فى مطلع العام القادم حيث يشارك الرئيس فى الأحتفال بمئوية الزعيم نيلسون مانديلا ويلقى كلمة مصر فى قمة السلام التى تقام لتكريمه وينقل إلى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحده تطلعات الشعوب الأفريقيه واحتياجاتها خلال السنوات القادمة والتى يأتى على رأسها دائمًا محاربة الفقر والمرض والحاجة إلى التنمية الشاملة ومخاطبة المجتمع الدولى لكى يتحمل مسؤولياته فى تعزيز حق الشعوب الإفريقية الفقيرة فى حياة أفضل. زيارة هامة جدًا للرئيس فى مرحلة حرجة يموج فيها العالم وخاصة منطقتنا الشرق أوسطية كعادتها بالعديد من التقلبات السياسية وتسعى الشعوب فيها إلى نيل الاستقرار والأمن الغائبين منذ عدة سنوات كما تسعى مصر فيها إلى استكمال بناء نهضتها الحديثة كدولة مدنية عصرية متماسكة تبحث عن مكان لها وسط الكبار.. للمرة الخامسة سوف يتحدث الرئيس ويستمع العالم فلعله خير.. حفظ الله مصر الوطن.