جاء القرار الأخير للإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وما سبقه من قرارات ومواقف ظالمة ومتعمده ضد الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية المشروعة ليؤكد للعالم اجمع بان أمريكا ليست شريك نزيه لعملية السلام ،لعدم حيادها وخروجها علي المنظمات والاتفاقات والشرعية الدولية، وليؤكد أيضا إصرارها علي الانحياز الأعمى لصالح إسرائيل لتصبح هي المسئولة الأولي عن كل الجرائم الإسرائيلية النكراء التي ترتكب منذ عقود في حق الشعب الفلسطيني ، والدليل علي ذلك استخدامها لحق النقض الفيتو الجائر لأكثر من 45 مرة لصالح إسرائيل، ناهيك عن السيناريو الخطير والمشبوه التي تعد له إدارة ترامب من أجل تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمي زورا بصفقة القرن وإتباع أسلوب العصابات ، واستخدام كافة الأساليب الغير مشروعة للضغط على الفلسطينيين من أجل تقديم تنازلات تطال حقوقهم وثوابتهم الوطنية ، فمن رفض أمريكا بمجلس الأمن التصويت لصالح حماية الشعب الفلسطيني ، إلي قرار وقفها الدعم المالي الذي تقدمه لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ألاأنونروا، إضافة لوقف المخصصات المالية لمستشفيات القدس ، وصمت أمريكا دون غيرها من الدول علي جرائم الاحتلال ومنها الاستيطان وهدم القرى والمناطق الفلسطينية وتهويد القدس ، ثم قرار ترامب الصادم بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلي القدس ومن ثم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى صمت أمريكا علي تجويع وإذلال وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني وانتهاك حرماته ومقدساته ، وتدنيس قوات الاحتلال المتكرر للمسجد الأقصى والقتل اليومي المتعمد من جانب إسرائيل للفلسطينيين ،وتصفية قضية اللاجئين، وصولا الآن إلي إغلاق مكتب منظمة التحرير بواشنطن المصحوب بالتهديدات الأمريكية باتخاذ إجراءات بحق القضاة والمدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية حال ملاحقتهم أمريكيين أو إسرائيليين، لتصبح تلك الخطوة بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة عدوانها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني . إن تلك القرارات الجائرة والمتلاحقة والمواقف الأمريكية الصادمة قد زادت في عهد الرئيس الأمريكي الحالي ترامب ، هذا الرئيس الذي اتخذ منحا مغايرا لعملية السلام ولقضايا وأزمات العالم بأكثر عمن سبقوه من الرؤساء الأمريكان، منحي ظالم وجائر سوف يقود حتما إلي تعميّق سياسة العداء وتأجيج الصراع والهوة مع الكيان الإسرائيلي ، وبالتالي تصاعد التوتر والنزاعات في المنطقة وانعكاس ذلك علي الأمن والسلم الدوليين، كما تمثل لنا تلك الخطوات الغير مسبوقة دافعا لليقظة والحيطة وعدم تورط حكومات بلادنا في تلك القرارات والصفقات والتأكيد علي شجبها ورفضها جملة وتفصيلا ومنها مؤامرة صفقة القرن ، والدعوة برفع صوت جامعة الدول العربية وأصوات شعوب الدول العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر والمؤسسات الدولية للوقوف بقوة لرفض تلك الخطوات واتخاذ مواقف حازمة في مساندة الشعب الفلسطيني ودعم كافة حقوقه ، ثم دعوتنا إلي شعب فلسطين بالصمود ومواصلة النضال بعدم الامتثال أو التأثر أمام تلك الخطوات الأمريكية الجائرة ، وبعدم التراجع عن ثوابته الوطنية وحقوقه التاريخية في أرضه ومقدساته وإقامة دولته المشروعة، لان القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها الآن ، والتي تستوجب مواجهة المخطط الأمريكي بإعادة الوحدة الفلسطينية وتنسيق المواقف العربية والدولية لإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني.