دعا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة– مفتي الجمهورية- العالم الغربي إلي تفعيل قوانين "جرائم الكراهية" في العالم، مؤكدًا أن ما يفعله الموتورون من إساءات ضد الإسلام ونبيه لا يُعد حرية تعبير، وإنما يُعد اعتداءً علي الإنسانية، واعتداءً علي الأديان واعتداءً علي حقوق الإنسان. وقال فضيلته في حوار تليفزيوني أذاعته مساء السبت شبكة CNN الإخبارية العالمية: "إن نشر الرسوم المسيئة للإسلام ولنبيه محمد صلي الله عليه وآله وسلم تنشر الكراهية، ونحن ندعو إلي السلام، وندعو إلي أن نتعاون سويًّا لحل مشكلات الفقر والبطالة والمرض في العالم، ولذلك فنحن نتعجب ممن يريد أن ينشر الكراهية؛ لأننا جميعًا ضد نشر الكراهية، ونؤمن تمامًا بحرية العقيدة وحرية التعبير، لكننا في الوقت نفسه لا نؤمن أبدًا بحرية نشر الكراهية وإنشاء بؤر للنزاع بين البشر". ووجه فضيلة المفتي رسالة إلي هؤلاء الذين يريدون إحداث الشِقاق بين المسلمين والمسيحيين في مصر، قال فيها: "لن تفلحوا فيما تريدون؛ لأننا شعب واحد نعيش معًا منذ أكثر من 1400 عام". وأشار المفتي خلال حواره كنت أول من أدان الفيلم والرسوم المسيئة، وناشدت المسلمين جميعًا بالاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم وباتخاذ الطرق السلمية والقانونية في التعبير عن غضبهم. وأضاف مفتي الجمهورية في حواره مع شبكة CNN: "أنا مؤمن تمامًا أننا نحتاج إلي القانون ونحتاج إلي مناهج التعليم والإعلام، كأسس لا بد منها في تغيير عقلية الناس إلي الأحسن وإلي التعايش والتعاون، وهذا قد نجحنا فيه خلال السنوات الماضية، لكننا نقابل عقبات مثل هذه الأحوال التي تقرأ قراءة أخري فتنسب إلي حرية الرأي، وهي ليست حرية رأي ولكنها عداء ضد الإنسانية، وعداء ضد الأديان وعداء ضد حقوق الإنسان". وتساءل: "هل لا بد كما يقول الصحفي الفرنسي "إننا يجب أن نستمر في السخرية من الإسلام كما سخرنا من المسيحية؟!"، أقول لا.. فنحن ضد السخرية من الإسلام، وضد السخرية من المسيحية، وضد السخرية من أي ديانة كانت". وأكد مفتي الجمهورية: "نحن لا نكيل بمكيالين وما نطالب الغرب أن يفعله لا بد أن نقوم به أولاً حتي نكسب احترام العالم؛ لأن الكراهية لا تعالج بالكراهية". وقال في حواره: " نريد أن نخرج من الفعل ورد الفعل لأنها مسألة مرهقة للغاية، كما أنها ليست عادلة بل هي ظالمة لكل من الجهتين، ولذلك فإن أسلوب الفعل ورد الفعل ليس أسلوبًا إسلاميًّا ولا حتي حضاريًّا.. أدعو أن تتوقف هذه الدوامة لأننا نريد أن نخرج من الفعل ورد الفعل المرهق الذي لا ينتج منه شيء سوي الكراهية". وعن أفضل طريقة للرد علي الأفلام والرسوم المسيئة قال مفتي الجمهورية: "أفضل طريقة هي أن نطبق القوانين التي توصلنا إليها.. فهناك قانون لتحريم نشر الكراهية في أمريكا.. وهناك قانون مثيل له في الدانمارك، ولكن عندما تأتي الأمور تتعلق بالإسلام كأنهم يقرأونه قراءة أخري .. نحن من أقدم الناس الذين وضعوا القوانين وفهمناها.. نحن عندنا قدرة علي الفهم أيضًا، ولكن للأسف فإن القانون يفسر بطريقة أخري تساعد علي النشر الكراهية وليست علي نشر السلام.. إنني أدعو إلي دولة القانون الحقيقية". وعن الحديث عن الدولة الإسلامية والدولة المدنية قال المفتي: إن العقل القانوني المصري أبدع نوعاً من الدول يخالف الدولة الدينية التي يتسلط فيها رجال الدين علي الحكم بعنوان الخلافة الإلهية أو أنه ظل الله في أرضه، وبين العلمانية التي اختارها الغرب لتكون دولة له بأن أنشأ ما يسمي بالدولة المدنية، وهو مصطلح لا وجود له في الغرب بل هو من إنشاء المصريين". وأضاف: "في الدولة المدنية تري أن هناك حدًّا وسقفاً لا يمكن أن نتعداه.. هذا السقف ينص عليه في القانون أن المرجعية إنما هي لمبادئ الشريعة الإسلامية.. ومبادئ الشريعة الإسلامية تدعو إلي الحفاظ علي النفس، الحفاظ علي العقل، الحفاظ علي الدين، علي كرامة الإنسان وحقوقه وأملاكه وماله، وهذه الشريعة بهذه الكيفية يشترك في الموافقة عليها تقريباً كل البشر". ودعا مفتي الجمهورية الإعلام الغربي إذا أراد معرفة الحقيقة من أجل أن ينشر الحقائق، أن يلجأ إلي المؤسسة الدينية الرسمية وعلي رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء؛ لأنها هي التي تعبر في النهاية عن جمهور الأمة وليست عن آراء فردية هنا أو هناك.